توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بلسان حسن البنا

  مصر اليوم -

بلسان حسن البنا

سليمان جودة

المصرى المحب لبلده يغادره محتفظاً به فى صميم قلبه، ويظل حتى يعود إليه يقارن بين كل شىء جيد تقع عليه عيناه فى سفره، وبين ما تركه وراءه فى وطنه، ويتمنى لو ينتقل هذا الشىء الجيد إلى حيث نحيا جميعاً ونعيش. ولو سأل أحد عما إذا كان هناك مصرى محب لبلده، وآخر ليس كذلك، فسوف أقول «نعم» بملء الفم، وبأعلى صوت، وسوف أدلل على صدق ما أقول بأن الذى يخرج ليتظاهر ويعتدى على المواطنين فى ذكرى نصر أكتوبر - مثلاً - ليس مصرياً، ولا يعرف مصر، ولا يحترم اعتزاز المصريين بالنصر العظيم، وأن من يشمت فى هزيمة منتخب بلاده أمام منتخب غانا ليس مصرياً، ولن يكون لا لشىء إلا لأن «المصرية» بالنسبة لكل واحد فينا، ليست كلاماً يقال، وليست مجرد بيانات مكتوبة فى البطاقة الشخصية، أو فى جواز السفر، وإنما هى ممارسة تتعرض للاختبار فى كل وقت، لنرى ما إذا كان صاحبها مصرياً حقاً، أم أنه يتخفى تحت قناع يخالف مصريته الأصيلة، أو التى نفترض أنها أصيلة! طافت هذه المعانى فى ذهنى، حين كنت أجلس صباح أمس، فى واحد من ميادين مدينة مونتفيديو، عاصمة أوروجواى، وكنت، من موقعى، أراقب حركة الناس فى الشارع، وأتأمل المنظر العام فى إجماله، لأرى أين نحن فى سلوكنا العام من البشر فى أنحاء الدنيا. رحت أتطلع حولى، فى كل ناحية، لأرى ما إذا كانت الجدران ملطخة بالبذاءات التى يشوهها بها «الإخوان» عندنا، فلم أقع على شىء بطبيعة الحال، وقلت فى نفسى إن هناك معارضين للحكومة فى أوروجواى قطعاً، ولكن هناك خلافاً أساسياً بينهم وبين الجماعة الإخوانية عندنا، وهى تعارض الحكومة والنظام الحاكم القائم بأكمله. هذا الخلاف هو أن من حقك، كمعارض، أن ترفض ما تفعله الحكومة، وأن تفنده فى كل لحظة، وأن تراه بلا قيمة، وأن... وأن... هذا حقك الذى لا ينكره عليك أحد، غير أن من حق سائر الناس فى المجتمع، فى الوقت نفسه، ألا تحول حياتهم إلى جحيم بمظاهراتك ومسيراتك العبثية، التى هى بلا هدف، والتى نريد لقانون التظاهر، بعد إصداره من رئيس الدولة، أن يتصدى لمنظميها بكل حسم، لأنها فى الحقيقة لم تعد مظاهرات من النوع الذى يتعارف عليه العالم المتحضر، بقدر ما هى رغبة واضحة فى إفساد حياة المصريين بوجه عام. لمحتُ، من موقعى، فى الميدان، سيدة جاءت بمخلفات بيتها فى كيس، ثم سارت حتى وصلت إلى صندوق القمامة الكبير على ناصية شارعها، ومدت يدها لترفع غطاءه المحكم برفق، وتضع ما جاءت به فيه، ثم تغلقه، وتعيده إلى أصله، وتنصرف فى هدوء. وفى لحظة، خطر لى أن هذه السيدة بدرجة مواطنة فى بلدها، وأن هذه الصفة لها مقتضيات عند كل مواطن يحملها بالضرورة، وأن هذه امرأة تعرف معنى أن يكون وطنها نظيفاً، وهى فقط لا تعرف هذا، وإنما تشارك فى تحقيق نظافته، وتصنعها بيديها. فى المقابل، أرجو أن تتطلع أنت إلى الكتابات القبيحة للإخوان على الجدران، فى أغلب شوارعنا، وأرجو فى الوقت نفسه أن تحكم أنت بأمانة، ما إذا كان مرتكبو فعل كهذا «إخوان» فعلاً، وإذا كانوا «إخوان» فهل هم «مسلمون»، أم أنهم كما قال عنهم حسن البنا بلسانه ذات يوم: ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين؟! نقلاً عن "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلسان حسن البنا بلسان حسن البنا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon