سليمان جودة
عادت الكهرباء تنقطع من جديد، وزاد عليها انقطاع المياه عن البيوت فى عدة مناطق، بما جعل الذين يعانون من انقطاع الاثنين معاً يتذكرون الأيام التعيسة التى عاشوها آخر أيام مرسى، عندما كانوا يقضون أغلب ساعات الليل فى الظلام!
والشىء الغريب، وغير المفهوم، أن هذا يحدث فى وقت تراجعت فيه درجات الحرارة نسبياً، بما يعنى أن استهلاك الكهرباء قد تراجع هو الآخر، وبما لا يبرر، بالتالى، قطع التيار عن الناس!
زمان.. وفى أيام المعزول، كان يقال فى مقام التبرير إننا فى عز الصيف، وإن استهلاك الطاقة الكهربائية فى ذروته، وإن الوزارة المعنية تلجأ إلى عملية القطع عن هذا الحى مرة، وعن ذاك مرة أخرى، لتخفيف الأحمال على المحطات، وكان المصريون يصدقون هذا الكلام على مضض، وكانت معاناتهم تتضاعف يوماً بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة، ومع ذلك فإنهم كانوا يصبرون على أمل أن ينزاح عنهم الهم الأكبر، وهو وجود الإخوان فى الحكم وقد انزاح هذا الهم فعلاً، فى 30 يونيو ثم فى 3 يوليو، بفضل الله تعالى أولاً، ثم بفضل رجل بطل اسمه عبدالفتاح السيسى.
انزاح الهم الأكبر إذن عن الصدور وراح كل مصرى محب لبلده مدرك لقيمة وطنه يتنفس فى حرية، لأول مرة بعد عام كامل من حكم مرسى والإخوان كان كابوساً ممتداً من أوله إلى آخره.
غير أن الهم الأصغر، وهو انقطاع الكهرباء، قد غاب لفترة ثم عاد يطل برأسه من جديد على استحياء رغم أن مبرراته المعقولة فى أيام المعزول لم تعد قائمة كما قلت، ولهذا فالذين يعانون من انقطاعها ومعها المياه يتساءلون فى حيرة عن السبب ويتمنون أن يجدوا لحيرتهم جواباً عند المسؤول المختص.
وما هو أهم أن هناك من ينتهزها فرصة ويتاجر بمعاناة المواطنين ويشيع بينهم أن معاناتهم لم تذهب بذهاب مرسى وجماعته، وإنما عادت من جديد، وربما تكون قد زادت!
معدومو الضمير والعابثون والذين لا دين لهم من الإخوان يقولون هذا ويروجونه بين المصريين خصوصاً فى المناطق الشعبية الفقيرة، وهو ما أرجو أن تكون الحكومة منتبهة له جيداً، وأن تقطع الطريق على أى عابث منهم، إذ لا عمل لهم كما نرى هذه الأيام سوى العبث بالوطن تارة وبأبناء الوطن البسطاء تارة أخرى!
الحكومة مدعوة وبسرعة إلى علاج جذور هذه المشكلة التى تمس حياة كل مصرى بشكل مباشر، فإذا كان علاجها سوف يأخذ وقتاً فليس أقل من أن نقول ذلك بوضوح لمواطنينا، وأن يكونوا على علم مسبقاً بتوقيتات قطع التيار أو المياه حتى يدبروا شؤونهم، وحتى يشعروا بأن الحكومة تراهم وتضع لهم اعتباراً، وعندها سوف يتقبلون الأمر، مهما كانت قسوته، وسوف نقطع، وهذا هو الأهم، كل طريق على هؤلاء الذين لا ضمير عندهم، ومع ذلك يتبجحون ويتكلمون باسم الإسلام!
نقلاً عن "المصري اليوم"