توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوار لم يسمعه «الببلاوى»

  مصر اليوم -

حوار لم يسمعه «الببلاوى»

سليمان جودة

سألت صديقى رجل الأعمال عن رأيه فى حزمة الدعم التى تقدمها الحكومة للفقراء، فقال إنه دعم فاشل من زمان، وإن الحكومة، أى حكومة، فى حاجة دائماً إذا أرادت أن تنجح إلى حلول مبتكرة، لا إلى حلول تقليدية متوارثة عن حكومات سبقتها. قلت: كيف؟!.. قال: مثلاً أى دعم نقدمه للمستهلك لا المنتِج هو دعم يتبدد فى لحظته، ولا يفيد البلد فى شىء ولا حتى الشخص المدعوم نفسه، وتتحول الفلوس المخصصة للدعم فى هذه الحالة إلى مبالغ مُلقاة فى الهواء، لا فائدة منها، ولا عائد من ورائها. قلت: هذا كلام شكله جميل، وفيه معنى، ولكن الذين سوف يقرأونه يريدون بالضرورة أن تضرب لهم مثالاً يزيد المسألة وضوحاً، ويجعلهم على يقين فعلاً من أن هناك فارقاً جوهرياً بين دعم تقدمه للمستهلك فيتبدد على الفور، ودعم آخر تقدمه للمنتج فيبقى ويظل أثره قائماً. قال: لو الحكومة مثلاً قررت أن تقدم لكل مستحق للدعم دجاجتين بدلاً من دجاجة واحدة.. هل يمكن القول عندئذ إنها دعمته أو قدمت له ما يفيد فى حياته؟!.. لا بالطبع.. لأنك كحكومة، والحال هكذا، تكون قد ارتكبت خطأين قاتلين، أولهما أنك تدعم البطن، لا العقل، وهو ما انقطع صوت الدكتور صبرى الشبراوى منبهاً إلى عواقب استمرار دعم من هذا النوع، وثانيهما أنك، والحال هكذا، أيضاً سوف تشجع المستهلك على ما يفعله، بدلاً من أن تكبح جماح رغبته فى المزيد من الاستهلاك دوماً. ثم أضاف صديقى رجل الأعمال: تصور العكس.. أى أن تقرر الحكومة التركيز أكثر على دعم المنتج نفسه، كأن تعمل على خفض سعر علف المواشى، فعندها سوف يؤدى الأمر إلى مزيد من إنتاج اللحوم، وإلى مزيد من إنتاج الألبان، و.. و.. إلى آخره، وسوف تجد نفسك أمام إنتاج مضاف ينزل إلى الأسواق، وليس أمام سلع تختفى منها، لا لشىء إلا لأنك إذا التزمت بالدعم من النوع الأول، فإنك تغرى أى مستهلك بأن يظل يخاطب بطنه طول الوقت. ليس هذا فقط، وإنما يعرف الجميع أن دعم السماد للفلاح فى ظل الوضع الحالى صعب للغاية، لأن منتجى السماد يبيعونه للمزارع بالسعر العالمى، بعد تصنيعه من الغاز، ليتحول، أى الغاز، فى النهاية إلى ما يُعرف بالسماد الآزوتى، وبما أنه مسموح لمنتج السماد بتصديره فإنه يصدره بسعره العالمى، ويفرض هذا السعر على الفلاحين، وهو وضع إذا لم يكن يدل على فساد عظيم، فإنه يدل على غفلة من حكوماتنا المتعاقبة. قلت: والحل؟!.. قال: الحل أن تستورد الحكومة سماداً من الخارج ثم تبيعه مدعوماً للمزارعين، وليكن بنصف السعر العالمى، ثم تمنع تصدير السماد المحلى، وعندئذ لن يأكله منتجه قطعاً، وإنما سيبيعه مضطراً للفلاح وبالسعر المدعوم ذاته، ونكون فى حالة كهذه قد دعمنا فلاحينا بما يستحقون، ومنعنا استغلالهم من منتجى السماد، وأتحنا لهؤلاء المنتجين أن يكسبوا، ولكن فى حدود المعقول. حوار كهذا، تمنيتُ لو أنه كان على مسمع من الدكتور الببلاوى ومجموعته الاقتصادية، وبما أنه لم يكن حاضراً، فإننى أقدمه له مكتوباً، لعله يجد فيه ما يفيد فقراءنا. نقلاً عن "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار لم يسمعه «الببلاوى» حوار لم يسمعه «الببلاوى»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon