توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هكذا يمرض على سالم

  مصر اليوم -

هكذا يمرض على سالم

سليمان جودة

كل قارئ لكتابات الأستاذ على سالم الممتعة يستطيع أن يشم من خلال السطور كيف يكتب هذا الرجل، ولكن لا أحد من القراء قطعاً يعرف كيف يمرض على سالم إذا ما أصابه مرض عابر. فقبل أيام قليلة دخل كاتبنا المستشفى، ثم خرج من غرفة عنايته المركزة، صباح أمس الأول، وأظن أنها كانت فرصة جديدة أتيحت أمامه ليعيد قراءة الأجواء من حوله فى أشخاصها وأشيائها من منظور مختلف. وحين نعرف بعض ما جرى بينه وبين الطبيب المعالج، فسوف نرى كيف أن صاحب دراما «بكالوريوس فى حكم الشعوب» التى أمتعت كثيرين على المسرح زمان، قد خاض التجربة ساخراً كعادته، وأن سخريته التى لا تفارقه فى حياته والتى صنع منها، ثم بها، آيات من الفن قدمها لنا على مدى سنوات طويلة كانت - أقصد سخريته - هى القاسم المشترك الأعظم فى كل مراحل العلاج. طلب الطبيب أن يسمع دقات قلبه، وكان أن رد هو فى تلقائية: ماذا تريد أن تسمع على وجه التحديد؟!.. تشايكوفسكى أم سيد درويش، أم عبدالوهاب؟!.. مَن بالضبط يا دكتور؟! وأغلب الظن أن الطبيب وهو يكشف على القلب المتعب بفتح العين وكسرها معاً، ثم وهو يتحسس نبضاته، كان يتهيأ له أنه يسمع صوتاً من هذه الأصوات التى سأله المريض على سالم، عما إذا كان يريد أن يطرب بواحد منها، فقلب لرجل مثل على سالم لابد أنه ينبض كما لا تنبض قلوب سائر الناس، كما أن الأصوات الصادرة عنه سوف لا تكون كأصوات باقى قلوب خلق الله. وحين تمدد أمام الطبيب، وحين فحص الطبيب أجزاء جسده، ثم أخبره بأن هناك ورماً خفيفاً وحميداً حول إحدى الكليتين، وأنه لابد من إزالة الاثنين معاً: الورم والكلية.. فإن المريض الممتلئ بالسخرية حتى حافته قد فاجأ طبيبه، عندما قال دون تفكير: ولكن.. من فضلك يا دكتور حاسب وأنت تزيلهما على الطحال لأنى أحبه! مريض من هذا النوع يبدو أنه هناك حوار لا ينقطع بينه وبين أعضاء جسده، ومن الواضح من مشاكساته مع الطبيب أنه، أى المريض، يحب هذا العضو، ولا يحب ذاك، ويحزن من أجل واحد من أعضاء جسمه، ولا يكترث لغضب أو تمرد عضو آخر! وعندما دخل عليه صديقه محمود عبدالغفار، حفيد أحمد باشا عبدالغفار، وعرف بحكاية الكلية وما حولها أخبره فيما يشبه الدعابة بأنه هو شخصياً - أى الصديق - يملك ثلاث كليات فى بطنه، وقد كانوا يعتبرونها عيباً خلقياً عند ولادته، ولكنه عاش بالثلاث بصحة جيدة، ولايزال! وهنا استيقظت حاسة السخرية على الفور لدى المريض الممدد فى فراشه وراح يتطلع نحو وجه الصديق، ويقول باسماً: هذا ليس عدلاً ولا هو موضوعية.. ثم تحول عنه إلى السماء، وخاطبها فيما يشبه العتاب، فقال: هل تمنحه يا رب ثلاثاً من الكلى لأنه من عائلة باشوات، ثم تمنحنى كليتين اثنتين لمجرد أنى لست ابن باشا؟! كان يقول هذا وكأنه يردد ما كان برنارد شو، كاتب الإنجليز الساخر، قد صاح به، حين تأمل أحوال العالم، متحسساً صلعته الجرداء، ولحيته الكثيفة، إذ قال: ما يجرى فى العالم تصوره بدقة حالة صلعتى مع حال لحيتى.. غزارة فى الإنتاج، وسوء فى التوزيع! ادعو معى لعلى سالم بالشفاء.. فشفاؤه إنما هو بقاء للنقاء بيننا. نقلاً عن "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا يمرض على سالم هكذا يمرض على سالم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon