توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رئيس لكل المصريين

  مصر اليوم -

رئيس لكل المصريين

سليمان جودة

لا يكاد يمر يوم في مصر هذه الأيام، إلا وتنطلق فيه دعوة جديدة للجيش، بأن ينزل، ويتولى إدارة أمور البلاد، بدلا من الدكتور محمد مرسي وجماعته! قد تأتي الدعوة مرة، من كاتب في صحيفة، وقد تأتي في مرة ثانية، من خلال وقفة احتجاجية في القاهرة، أو خارجها، وقد تأتي في مرة ثالثة، من بين مجموعة التقت في ندوة أو مؤتمر يكون قد انعقد للتداول حول سوء الأوضاع العامة في البلد.. وقد.. وقد.. إلى آخره.. غير أن القاسم المشترك الأعظم في الدعوة أنها متكررة، في كل الأحوال، وبإلحاح عجيب، كما أن الدافع إليها، في كل أحوالها، واحد، وهو المعاناة من جانب الغالبية في الحياة المصرية عموما، واليأس من قدرة مرسي وإخوانه، على أن يجعلوها أقل معاناة، وأفضل قليلا، ولو بأي درجة! ولم تنتبه جماعة الإخوان، في كل مرة انطلقت فيها هذه الدعوة، إلى أنها في جوهرها، ليست رفضا للدكتور مرسي، كرئيس منتخب، بقدر ما هي رفض لاستمرار تدهور الأوضاع العامة، على النحو الذي تتدهور به، يوما بعد يوم، وليس أدل على أن الدعوة ليست رفضا للرئيس من أجل الرفض في حد ذاته، إلا أنها إلى شهور قليلة مضت، لم تكن موجودة، ولا كانت مطروحة، وإنما كان هناك، منذ أن فاز مرسي بالمنصب الرئاسي، ولعدة أسابيع، إقرار كبير بفوزه، ثم، وهذا هو الأهم، بمسؤوليته عن إدخال تغيير من نوع ما، على حياة الأكثرية من المصريين، الذين فرحوا بالثورة في حينها، ليس لأنها أطاحت بالرئيس السابق مبارك، ونظامه، وإنما لأنها مستقبلا سوف تنهي معاناتهم اليومية، أو تخفف منها على الأقل. حدث هذا، وكان كثيرون في البلد مستعدين، وأعتقد أنهم لا يزالون مستعدين، لأن يمنحوا مرسي وليس جماعته، فرصة أخيرة، ليثبت قدرته على أن يكون في صف الناس الغلابة، وأن يكون لاصطفافه هذا، أثر حقيقي على الأرض. وعندما أقول إن الفرصة التي جرى منحها للرئيس، والتي لا يزال فيها بقية، ليس واردا منحها لجماعة الإخوان، فالسبب أن هذه الجماعة كان يجب أن تختفي من الوجود، يوم الإعلان عن فوز مرشحها في انتخابات الرئاسة، آخر يونيو (حزيران) الماضي، وأن تتحول إذا أرادت، إلى وضع مطابق لوضع جمعية «الإصلاح والتوحيد» في المغرب، بكل ما نعرفه عن هذه الجمعية، التي لا علاقة لها بحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في الرباط، ولا علاقة له بها، بشكل حقيقي، وليس بشكل نظري، كما هو الحال في العلاقة بين «الجماعة» والرئيس في مصر! وإذا كانت الدعوة إلى نزول الجيش، قد انطلقت عشرات المرات، فقد انطلقت من قبلها، ثم بالتوازي معها، مئات، بل آلاف الدعوات، إلى الرئيس مرسي، بأن يتوقف عن أن يكون رئيسا للإخوان وحدهم، وأن يجرب، ولو لمرة واحدة، أن يكون رئيسا للمصريين كلهم، بصورة فعلية. وبالمناسبة، فإن الرئيس لو كان قد وعى معنى الدعوات الموجهة إليه، ولو كان قد استجاب لها على نحو ما يجب، ما كان لدعوات الجيش، عندئذ، محل من الإعراب ولم يكن المصريون سيجدون أنفسهم في حاجة، إلى الاستغاثة بالجيش، في شأن ليس من شأنه، وإنما هو شأن الرئيس الموجود على الكرسي بالمقام الأول. وقد كان الشيء المدهش، ولا يزال، أن مرسي لا يكاد يترك مناسبة يخرج فيها على الشعب، بخطاب عام، إلا ويؤكد فيه من جديد، أنه رئيس لكل المصريين، ولم يلتفت الرجل إلى شيء مهم للغاية، وهو أن مسألة رئاسته لكل المصريين، إنما هي فعل بالأساس من ناحيته في كل الأوقات، وليست كلاما يقوله هو في خطاباته، حتى ولو أقسم عليه بكل مقدس، في كل طلة له على مواطنيه، إذ الطبيعي أنه لو كان حقا رئيسا للمصريين كلهم، في سياساته وتصرفاته، وخطواته، لكان مواطنوه قد أحسوا بذلك، على الفور، وما كانوا وقتها، في حاجة إلى أن يدعوه، لأن يكون رئيسا لهم، كلهم، دون استثناء، وما كان هو، في المقابل، سوف يكون في حاجة إلى أن يؤكدها مرارا في خطاباته، وكأنه يتحسس «بطحة» على رأسه! دعوات نزول الجيش، تظل «رسالة» غير مسبوقة، أكثر منها أي شيء آخر، لأن أصحابها هم ربما أول من يعرف، أن الجيش إذا نزل، فلن ينزل استجابة لدعوات كهذه، ليس استهانة بها، ولا بأصحابها طبعا، وإنما لأن حالات نزوله، ليست هذه الحالة من بينها، ومع ذلك، فإن «الرسالة» على قوتها، ومغزاها، لم تصل في كل المرات، ولا وعاها مرسي وجماعته، وضاعت في غمرة استسلامه لـ«الجماعة» وتكالب «الجماعة» عليه! نقلاً عن جريدة الشرق الأوسط

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رئيس لكل المصريين رئيس لكل المصريين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon