توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرئيس الذى أهان منصبه

  مصر اليوم -

الرئيس الذى أهان منصبه

سليمان جودة

إذا كانت رئاسة الجمهورية، فى هذه الأيام التعسة، تراهن على أن الناس تنسى، فليس من المتخيل أن تكون ذاكرة الناس، فى نظر الرئاسة، قد وصلت إلى هذا الحد من العطب والسوء! فقبل أيام معدودة على أصابع اليد الواحدة، كانت محكمة القضاء الإدارى قد قضت بوقف إجراء انتخابات مجلس النواب فى موعدها الذى كان قد تحدد بقرار من رئيس الجمهورية. وحين أعلنت «القضاء الإدارى» حكمها، فإن الرئاسة أعلنت من جانبها، فى اليوم نفسه، أنها تحترم كلمة القضاء، وأنها لن تطعن على الحكم. وكان أصدق ما قيل عن حكم القضاء الإدارى، هو ما جاء على لسان عمرو موسى، الذى قال إن الحكم هدية من السماء. وقد كان الحكم، لمن يتأمل توقيته وعواقبه، هدية حقاً، ليس فقط للمعارضة، وإنما لنظام الحكم أيضاً، وبالدرجة نفسها! ففى الفترة السابقة على صدور الحكم، كانت جبهة الإنقاذ، التى تضم تيارات وأحزاب المعارضة الأساسية فى البلد، قد أعلنت مقاطعتها الكاملة والنهائية للانتخابات، وكان قرار الجبهة قد أوقع الرئاسة، ونظام الحكم إجمالاً، فى مأزق غير مسبوق، منذ جاء «مرسى» إلى الكرسى، فى منتصف العام الماضى، لا لشىء، إلا لأن إجراء الانتخابات دون أن تكون «الإنقاذ» طرفاً فيها، معناه المباشر، هو إنتاج برلمان مماثل لبرلمان 2010، الذى كان قد استحوذ عليه الحزب الوطنى وقتها، بما أدى بعدها بشهرين إلى قيام ثورة أطاحت بالنظام الحاكم السابق بكامله! كانت رئاسة الجمهورية، وعلى رأسها مرسى، تحاول بأى طريقة، إغراء «الإنقاذ» لتغيير قرارها، وخوض الانتخابات، ولكن الجبهة قالت إن قرارها نهائى، وإن مطلبها هو تأجيل موعد الانتخابات، إلى موعد آخر، تكون فيه البلاد مهيأة لأن تجرى فيها انتخابات، ويكون المواطن قادراً، فى أجواء عامة مختلفة، على أن يختار ممثليه فى البرلمان، وهو حر من أى ضغط أو قيد. وكان الأمل، فى ذلك الحين، أن تستجيب الرئاسة، وأن تؤجل الانتخابات فعلاً، لصالحها كرئاسة، قبل أن يكون لصالح الإنقاذ، ولكن كان من الواضح، أن هناك تصميماً مريباً، على أن تجرى الانتخابات فى موعدها. وعندما صدر حكم القضاء الإدارى، فإنه جاء وكأنه بالفعل هدية من السماء، لأن الرئاسة إذا كانت قد وجدت حرجاً، من قبل، فى التراجع، فيمكنها الآن التراجع، استجابة لحكم القضاء، فتكون قد حققت مطلب المعارضة، وحفظت هيبتها فى وقت واحد! وقد تفاءل كثيرون، يوم قالت الرئاسة إنها تحترم كلمة القضاء، وأنها لن تطعن، فإذا بالتفاؤل ينقلب بعدها بأيام إلى تشاؤم كامل، لأن الرئاسة تراجعت فجأة عن تعهدها، وقررت الطعن على الحكم! وقد تابع المصريون قرار الرئاسة بالطعن، ولسان حالهم يقول إن قيمة رئيس الدولة ليست فقط فى أنه رئيس، ولكنها فى احترامه لنفسه، الذى لا يتحقق إلا باحترامه لكلمته، ولالتزامه أمام الناس، حتى ولو كان ذلك سوف يأتى على رقبته.. وإلا.. فماذا يتبقى من هذا المنصب المهيب، إذا كان شاغله يتحلل من التزامه، ومن تعهداته، ومن كلمته، بهذه الطريقة المخجلة؟! نقلاً عن جريدة المصري اليوم

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الذى أهان منصبه الرئيس الذى أهان منصبه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon