توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خذوه درسا من الفلبين

  مصر اليوم -

خذوه درسا من الفلبين

سليمان جودة

هل يمكن أن يأتى يوم تعود فيه سوزان مبارك إلى الحياة العامة، وتشتغل بالسياسة، وترشح نفسها فى البرلمان، وتكسب، وتصبح بالفعل عضواً فيه؟!.. وهل يمكن أن يحدث هذا بالصورة نفسها مع جمال وعلاء مبارك؟! قد يبدو السؤال غريباً فى نظر بعضنا، وقد يبدو مجرد طرحه مرفوضاً، من جانب بعضنا الآخر، وقد يرحب به آخرون، ولا يرون فيه شيئاً، بل يرونه مطلوباً. وفى كل الأحوال، فإن الذى أغرانى بطرح سؤال من هذا النوع أنى حين كنت فى الفلبين، الأسبوع الماضى، عرفت أن حكاية كهذه حصلت مع إيميلدا ماركوس، أرملة ديكتاتور الفلبين الراحل، وحصلت الحكاية مع ابنيها أيضاً، وصار الثلاثة أعضاء منتخبين فى برلمان بلدهم، بعد أن كان الشعب الفلبينى قد ثار عليهم عام 1986 فلاذوا بالفرار وقتها، وهربوا إلى الخارج، أمام ثورة الشعب الذى أنهى بثورته 20 عاماً من القبضة الحديدية، كان ماركوس قد حكم بها على مدى عقدين من الزمان! سألت أكثر من شخص فى العاصمة مانيلا عن السبب الذى جعل أبناء الفلبين يثورون على «ماركوس»، وأسرته، ثم ينتخبون أفراد الأسرة ذاتها، فى برلمانهم بعدها بسنوات، وكان التفسير أن القصة هنا لها سببان أساسيان: السبب الأول أن الثورة مضى عليها 26 عاماً، وبالتالى، فإن الجيل الذى ثار ليس هو الجيل الذى انتخب، وبمعنى آخر، فإن جيلاً آخر قد نشأ، وهو جيل لم يكن قد عايش ديكتاتورية ماركوس، ولا فساده، ولذلك لم يجد حرجاً فى انتخاب الزوجة وابنيها، ولم يجد مانعاً فى أن يكونوا موجودين فى بلدهم، وأن يخدموه بالطريقة التى يحبونها، ماداموا سوف يلتزمون بقواعد وأصول ما بعد «ماركوس»! وأما السبب الثانى ـ وهو فى ظنى الأهم ـ فهو أن الدولة الفلبينية بوجه عام قد تسامحت بشكل أو بآخر مع عصر ماركوس بأعوامه العشرين، وتبين لها أن عصراً جديداً فى أى بلد، وليس فى الفلبين وحدها، لا يمكن أن يقوم على قطيعة كاملة مع عصر آخر مضى، لأن هذا العصر الذى انقضى لا يمكن أن يكون خيراً كله، ويستحيل أن يكون شراً كله بحكم طبائع الأمور، ولذلك فكل ما هو مطلوب أن يتم البناء فى العصر الجديد على ما تم بناؤه من قبل أياً كان حجمه، و أن يكون كل ما كان سيئاً فيه بمثابة الدرس الذى يجعلنا لا نكرره من جديد، ولا نقع فيه مرة ثانية، وهكذا يستفيد جيل لاحق من جيل سابق، وهكذا أيضاً تعرف الشعوب فكرة التراكم فى حياتها عهداً بعد عهد. فإذا أسقطنا ما حدث عندهم فى هذا الإطار على ما حدث عندنا، ولايزال يحدث، فسوف يتضح لنا أن جزءاً كبيراً من عدم الاستقرار الذى يعرفه واقعنا هذه الأيام إنما يرجع إلى أن الإخوان المسلمين لا يريدون فقط استبعاد الذين عملوا بالسياسة فى عصر مبارك، ولكنهم يريدون أيضاً تهميش كل ما عداهم من القوى السياسية الفاعلة فى الحياة العامة، وهو مسلك لا يمكن أن نعرف الاستقرار فى ظله، ولا يمكن أن يستقيم أمر الحكم فى أيامنا هذه ما لم يكن كل الذين سبقوا وغيرهم شركاء حقيقيين فى القرار، خصوصاً أبناء العصر الماضى، ماداموا غير متورطين فى جرائم، ومادام القانون قد برأهم من كل ما قد يكون موضع إدانة فى نظر الرأى العام. خذوه درساً من الفلبين، فى أقصى جنوب شرق آسيا، ولا تكونوا على قطيعة مع عصر، ولا مع نظام حاكم سبق، واختصروا الوقت الذى قطعوه فى مانيلا فى هذا الطريق، مادام ذلك فى صالح الوطن. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خذوه درسا من الفلبين خذوه درسا من الفلبين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon