توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر تبحث عن أكسجين

  مصر اليوم -

مصر تبحث عن أكسجين

سليمان جودة

أكتب هذه السطور من الفلبين فى أقصى جنوب شرق آسيا، وهى دولة اشتهرت عندنا بأشياء كثيرة، ربما يكون أهمها حكاية الرئيس ماركوس، الذى كان قد حكمها لعشرين سنة من عام 1966 إلى 1986، ثم هرب إلى هاواى، حيث قامت عليه ثورة شعبية ومات خارج بلاده، وكانت زوجته إيميلدا قد هربت معه طبعاً، وكانت أيضاً قد عرفها العالم بغرامها العجيب باقتناء الأحذية الجديدة، ولانزال نذكر إلى الآن كيف أن صحف الدنيا قد راحت تتبارى يوم هروبهما فى عرض أحذيتها التى تركتها وراءها فى القصر، وكانت أحذية من كل نوع بلا حصر! وسوف أعود إلى موضوع ماركوس وإيميلدا فيما بعد، ولكنى أريد اليوم أن أقول إن الواحد منا عندما كان يتاح له السفر، قبل الثورة، فإنه لم يكن يتردد فى ذلك، مهما كانت وجهة السفر، ومهما كانت مشقته، ولم يكن ذلك حباً فى الترحال فى حد ذاته بقدر ما كان وقتها، رغبة فى العثور على بلد خارج مصر، تكون فيه حياة! إننا جميعاً نعرف أن الحياة كانت قد تجمدت فى البلد طوال ما قبل الثورة وعلى مدى 30 عاماً كاملة، وكان الرئيس السابق حسنى مبارك يريد لسبب لم يكن مفهوماً، أن يسلم البلاد لمن بعده، كما أخذها عن السادات بالضبط، ولهذا فإنه حافظ على كل شىء تقريباً، فى مكانه، على أمل أن يأتى حاكم من ورائه يتسلم التركة كما هى، ولم يكن مبارك يدرك فيما يبدو أن العالم من حولنا ليس متجمداً مثلنا، ولا ينتظرنا، وأننا عندما تجمدنا فإننا تراجعنا أميالاً وأميالاً عن الذين كانوا معنا على أرض واحدة، يوم آل إليه الحكم عام 1981. كنا نسافر قبل ثورة 25 يناير جرياً وراء بلد مغاير، تكون فيه حياة وحركة وحيوية، وكان كثيرون بيننا يراهنون فى تلك الأيام على أنك تستطيع أن تترك مصر لعشرة أعوام كاملة، ثم تعود فتجدها كما تركتها، كما هى، ودون أى تغيير يمكن أن يكون قد طرأ عليها هنا أو هناك، وكان رهان كهذا صحيحاً إلى حد بعيد، ولم يكن فيه شىء من المبالغة! اليوم يغادر الواحد منا بلده فى ظروفه هذه ليس بحثاً عن بلد آخر فيه حركة، كما كان يحدث فى السابق، فالحركة فى بلدنا لا تتوقف، ولكن ما يبحث عنه المسافر من مصر هذه الأيام هو الأكسجين، الذى يعانى ندرة فى الأسواق، ويكاد يختفى من هوائنا، فلا يعود المصرى، والحال هكذا، قادراً على أن يتنفس!.. فأنت لا تصادف أحداً فى أى ركن من مصر فى الوقت الحالى إلا وتشعر منذ الوهلة الأولى بأنه يختنق، وأنه محبط، وأنه يائس، وأنه يفتش عن بارقة أمل فى الأفق، فلا يكاد يقع لها على أثر! كان المصريون يتصورون أن الثورة سوف تبدل حالهم، وأن جمود ما قبلها سوف ينقلب إلى حركة ممتلئة بالحياة بعدها، وأن خمود ما سبق سوف يتحول إلى طاقة متدفقة فى كل اتجاه فى الحاضر، وأن كساد ما مضى سوف يصبح بفعل الثورة انتعاشاً يحس به كل مصرى فى حياته، فإذا بكل ذلك مجرد سراب، وإذا بالهواء نفسه وقد جف فيه الأكسجين، بحيث بدا الجو العام وكأنه جبل استقر فوق صدر كل واحد فينا، فضاقت به الدنيا، وضاق هو بها! كيف تحولت الثورة من حلم إلى كابوس؟ وكيف يمكن أن تعود إلى سيرتها الأولى؟ هذا هو السؤال الذى يجب أن يؤرقنا، فلا يجىء لنا نوم حتى نجيب عنه، ثم نترجم إجابته واقعاً فى حياتنا على كل مستوى.. مصر تشتهى الأكسجين! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر تبحث عن أكسجين مصر تبحث عن أكسجين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon