توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السماء تعاقب المصريين

  مصر اليوم -

السماء تعاقب المصريين

سليمان جودة

نشرت صحيفة «الاتحاد» المغربية كاريكاتيراً فى صدر صفحتها الأولى، يوم الأربعاء الماضى، يصور رجلاً مغربياً راح يبحث عن هدية لامرأته فى عيد الحب، فلم يجد أفضل من أنبوبة بوتاجاز ملفوفة فى «فيونكة»، لعل زوجته ترضى! ولم يكن للكاريكاتير معنى إلا أن أزمة البوتاجاز قد وصلت عندهم إلى مدى صعب، كما هى عندنا بالضبط، ثم كان هناك معنى آخر عندى، وهو أن الهموم بين البلدين تقريباً واحدة، ولكن يبقى الفرق بين حكومة مسؤولة هناك، وحكومة عندنا يبدو من أدائها العام وكأنها لا تعرف معنى أن تكون مسؤولة أمام مواطنيها! أكثر من هذا، فإنى قرأت فى صحيفة مغربية أخرى، أن 34٪ من المغاربة يكملون الشهر بالاقتراض، وهو ما يعنى من جديد أن الأزمة الاقتصادية تطال الجميع فى بلاد العرب، وبنسب متفاوتة طبعاً، غير أن طريقة التعامل معها، من جانب الحكومة، تظل هى الفصيل. وحين كنت هناك الأسبوع الماضى، فإننى كنت أسأل نفسى دائماً عن الفارق الأساسى بين حكومة فى الرباط وحكومة فى القاهرة، وكنت أسأل نفسى أكثر عن السبب الذى يجعل شوارع القاهرة والمحافظات لا تخلو فى أى يوم من المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات على العكس تماماً من شوارع العاصمة المغربية، وأقاليم المغرب كلها، رغم أن المشاكل هى هى تقريباً، ورغم أن الضغوط على المواطن هنا هى نفسها هناك، ورغم أن المعاناة لا تختلف كثيراً بين مواطن محدود الدخل على أرضنا ومثيله لديهم! الفارق سألت عنه، فوجدت أنه يتركز بالأساس فى رئيس حكومة مغربى اسمه عبدالإله بن كيران، وهو رجل يعرف أن معاناة مواطنيه وصلت حدوداً هائلة، وأن هؤلاء المواطنين رغم ذلك مستعدون لأن يتحملوا إذا صارحهم المسؤول بحقيقة الوضع، ثم إذا أحسوا بأن عنده «برنامجاً» جاهزاً، لحل مشاكلهم، بحيث يبدو الحل قريباً، وعملياً، وممكنا. وليس أدل على ذلك من أن «بن كيران» أحس منذ شهور بأن عجز موازنته العامة لن يتراجع إلا برفع أسعار بعض مواد الطاقة، ومن بينها البنزين، فحمل أوراقه وظهر فى التليفزيون، وخاطب المغاربة، وصارحهم بأنه لا يجد حلاً آخر، وأنه لا بديل أمامه، وأنه يعدهم بأن تكون الأحوال أفضل فى خلال عام، أو عامين، وأنه كان يتمنى ألا يلجأ إلى رفع أسعار الطاقة عليهم، ولكنه مضطر ويرجو منهم أن يقفوا معه، وأن يدعموه، لأنه يفعل هذا من أجلهم، ومن أجل ألا يجد نفسه مرغماً على مد يديه إلى صندوق النقد الدولى، أو أى جهة أخرى تقرضه! سمعت من مسؤول مغربى أن إحدى قريباته بكت حين شاهدت رئيس الحكومة وهو يتحدث لا لشىء إلا لأنها استشعرت الصدق فى كلامه! فما معنى هذا كله؟!.. معناه أن الذين يخرجون فى شوارعنا بالآلاف محتجين يلجأون إلى ذلك لأنهم لا يجدون أحداً من مسؤولينا يتكلم معهم ويضعهم أمام حقائق غائبة عنهم، ولو أنهم صادفوا مسؤولاً من هذا النوع، لكان فى إمكانهم أن يتفهموا وأن يتحملوا وأن ينتظروا بشرط أن ينتظروا أملاً حقيقياً سوف يتحقق على يدى المسؤول نفسه، وليس سراباً كلما اقتربوا منه خطوة ابتعد هو خطوتين! أزمتنا فى مسؤولينا قبل أن تكون فى مواطنينا، وحين يتأمل المرء طريقة أداء الذين يحكمون البلد، هذه الأيام، ثم يقارن بينهم وبين مسؤولين فى بلاد حولنا يكاد يترسخ لديه يقين بأنهم عقاب للبلد من السماء! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السماء تعاقب المصريين السماء تعاقب المصريين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon