توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طلاق «مرسى».. هو الحل!

  مصر اليوم -

طلاق «مرسى» هو الحل

سليمان جودة

عندما سقط الرئيس زين العابدين بن على، فى تونس، فى منتصف يناير 2011، فإن سقوطه كان هو نقطة البدء نحو تغيير أشمل، راح يتواصل ويمتد شرق تونس مرة، وغربها مرات، على امتداد بلاد العرب، من الخليج العربى، فى أقصى الشرق، إلى المحيط الأطلنطى فى أقصى الغرب! ولم يكن من الضرورى أن تقوم ثورة حتى يقع التغيير فى هذه العاصمة العربية، أو فى تلك، وإنما كان اللافت للنظر، أن عواصم عربية متعددة قد شهدت تغييراً، دون أن تشتعل فيها ثورة، ودون أن تخضع لمنطق ربيع القاهرة، أو طرابلس الليبية، أو تونس العاصمة، أو حتى دمشق، فى التغيير! وكان المعنى، أن التغيير الذى فرضته موجة الربيع العربى، يمكن أن يحدث، دون أن يكون مصحوباً بعنف، ودون أن يسيل فيه دم، ودون مليونيات حاشدة فى الميادين والشوارع. وكان واضحاً أن هذا التغيير الذى حصل، ولايزال يحصل، إنما هو إسلامى فى طابعه العام، سواء كان إخوانياً، فى إسلاميته، أو غير إخوانى، ثم كان الأوضح، حتى هذه اللحظة، أن بعض هذه الحكومات الجديدة قد أدرك منذ البداية، أن بقاءه فى الحكم، ثم رضا الناس عنه، مرهون بمدى قدرته على حل مشاكل المواطن فى حياته اليومية، ثم إنه مرهون كذلك بمدى قدرة كل حكومة من هذه الحكومات على الفصل التام والكامل بين الدين، من ناحية، وبين السياسة، من ناحية أخرى. لم يحدث هذا، فى القاهرة على سبيل المثال، فبدا الحكم فيها، ولايزال، متخبطاً إلى الشمال تارة، وإلى اليمين تارة أخرى، لكنه حدث ويحدث فى المغرب، فأصبحت تجربة الحكومة هناك، فريدة من نوعها كما رأيتها بعينى، لأنها رغم المرجعية الإسلامية لحزب «العدالة والتنمية»، صاحب الأغلبية فيها، فإنها ألقت رداءها الإسلامى، خارج القاعة التى تحكم منها، وراحت تتصرف باعتبارها حكومة عصرية، انتخبها الناس لتحل مشاكلهم، على حد تعبير رئيسها عبدالإله بن كيران، وليس أبداً لفرض فهمها الخاص للإسلام عليهم! هكذا قال بن كيران، الأسبوع الماضى، وهكذا يقول، وهكذا ـ وهذا هو الأهم ـ يقتنع، ثم هكذا يحكم بلاده بهذه القناعة المستقرة فى داخله. كان عبدالإله بن كيران واحداً من قيادات حركة «التوحيد والإصلاح» الإسلامية، وهى حركة إسلامية، لكنها ليست إخوانية، ولا علاقة لها بالإخوان من قريب، ولا من بعيد، وحين قررت الحركة إنشاء حزب سياسى لها، عام 1996، فإنها أنشأته، ليس بغرض أن يكون ذراعها السياسية، كما يقال عندنا عن الحرية والعدالة بالنسبة لجماعة الإخوان، وإنما كان الهدف الواضح تماماً وقتها، والمعلن عنه، أن «التوحيد والإصلاح» جماعة دعوية، لا علاقة لها مطلقاً بالسياسة، وأنها تعمل فى مجتمعها على الارتفاع بشأن المواطن المغربى، اجتماعياً، وثقافياً، وتعليمياً، شأنها شأن أى منظمة للمجتمع المدنى فى الدولة المغربية، وأن من شاء من أعضائها، أو قيادييها، أن يعمل فى السياسة، فإن عليه أن يلتحق بالحزب، لتنقطع منذ هذه اللحظة علاقته بالحركة، على كل مستوى، فلا تعود تعرفه ولا يعرفها، لأنها تعمل فى الدين، وهو يعمل فى السياسة، ولا سبيل إلى نجاح أى منهما فى مجتمعه، إلا إذا كان الفصل بين الحركة، والحزب واقعاً، وحقيقياً! هذا، بالضبط، هو الحاصل فى المغرب، منذ جرت انتخابات برلمانية فى نوفمبر 2011، وفاز فيها حزب العدالة والتنمية بأغلبية نسبية، صار مؤهلاً بها لتشكيل حكومة ائتلافية مع ثلاثة أحزاب أخرى، وهى الحكومة التى تحكم الآن. الفكرة الفاصلة هنا، أن جماعة الإخوان عندنا لا تريد أن تفهم، أن أى نجاح لها، فى البلد، مرهون كلياً بأن يجرى الفصل الكامل بينها وبين حزب الحرية والعدالة بهذه الطريقة المغربية، بحيث يكون لها، كجماعة، مجالها الدعوى الذى تعمل فيه، ولا تخرج عنه، ولا تحيد عن مساره، بأى حال، فإذا أراد واحد من قيادييها، أو حتى من أعضائها العاديين، أن يكون سياسياً، فأمامه الحزب ينتقل إليه، ليُطَلِّق «الجماعة» من لحظتها بالثلاثة. وما عدا ذلك، ضحك على النفس، وعلى الناس! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طلاق «مرسى» هو الحل طلاق «مرسى» هو الحل



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon