توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحيح في القاهرة وتونس.. والأصح منه!

  مصر اليوم -

الصحيح في القاهرة وتونس والأصح منه

سليمان جودة

كان الباجي قائد السبسي، رئيس وزراء تونس السابق، قد خص «الشرق الأوسط» بتصريح قال فيه إن حزب «حركة نداء تونس»، الذي يرأسه هو، سوف يدخل في تحالف مع حزبين آخرين، تحت مسمى «الاتحاد من أجل تونس». لاحقا، زاد عدد الأحزاب المشاركة في الاتحاد إلى خمسة أحزاب، وقيل إنه سوف يسعى بأحزابه الخمسة إلى مواجهة الأحزاب الثلاثة (الترويكا) الحاكمة في تونس اليوم، وعلى رأسها حركة النهضة الإسلامية، من أجل إحداث توازن في الحياة السياسية التونسية بوجه عام، وهو أمر يجعل هذا الاتحاد، في إجماله، أقرب ما يكون إلى جبهة الإنقاذ الوطني في القاهرة، التي تسعى بدورها إلى مواجهة جماعة الإخوان، بشكل خاص، وأحزاب التيار الإسلامي المتحالفة معها، بصفة عامة! غير أن الشيء الأهم، الذي كشف عنه الباجي عند إطلاق تصريحه إياه، هو أن حركة النهضة عاجزة عن إدارة أمور البلاد، بما يجعلنا أمام شكوى تكاد تكون طبق الأصل مما يتردد في مصر، هذه الأيام، وقبل هذه الأيام، إزاء مدى قدرة جماعة الإخوان الحاكمة على إدارة أمور الدولة المصرية، وتسيير مجالات العمل فيها بصورة طبيعية! يتبين لك، إذن، أنك أمام فكر حاكم يكاد يكون واحدا في البلدين، ثم يتبين لك أيضا أن ما يؤرق الناس هنا، في القاهرة، هو ذاته ما يضج منه التونسيون، هناك في تونس العاصمة! وحين تتأمل القصة أكثر سوف يتضح لك أن التيار الإسلامي في العاصمتين يكاد يعترف بعجزه عن إدارة أمور الناس، غير أنه، في اللحظة ذاتها، لا يترك فرصة مواتية إلا ويؤكد فيها على أن عجزه هذا ليس راجعا إلى قلة حيلته، ولا إلى فقر في فكره، ولا إلى جفاف في عقله، بقدر ما هو راجع إلى شيئين أساسيين: أولهما أن الاعتصامات، والاحتجاجات، والمظاهرات، على امتداد الدولة، لا تعطيه الفرصة الكافية التي يستطيع من خلالها أن يبدي براعته في إدارة الأمور العامة، ولذلك فهو من وجهة نظره معذور، كما أنه يلح في طلب الفرصة! هذه واحدة.. أما الشيء الثاني فهو أن التركة الموروثة عن مبارك في مصر، ثم عن زين العابدين بن علي في تونس، ثقيلة للغاية، ولا يمكن معها لأحد أن ينجز عملا حقيقيا على الأرض! ولا بد أن طرح الأعذار، بهذه الطريقة، يجعلك تسأل عن الموضوع بشكل مختلف، على النحو التالي: لو افترضنا أن الاعتصامات توقفت في الحال، ومعها تراجعت الاحتجاجات إلى الصفر، وأصيبت المظاهرات بالسكتة المفاجئة، هل في إمكان التيار الإسلامي الحاكم، وقتها، أن يدير أمور البلاد على نحو ما ينبغي فعلا؟! سوف يسارع واحد ويقول: نعم.. أعطونا الفرصة، وانتظروا! جزئيا، قد يكون هذا صحيحا، ليبقى الأصح منه أن المشكلة لم تكن أبدا في اعتصامات معطلة، ولا في احتجاجات مكبلة، ولا في مظاهرات معوقة للتيار الإسلامي عما يريد فعله، ولن تكون، لأننا لو نذكر جيدا فإن الأجواء العامة وقت انتخاب الدكتور محمد مرسي رئيسا في شهر يونيو (حزيران) الماضي كانت مرحبة ومتعاطفة، وكانت تدعوه إلى أن يتقدم ويطرح رؤيته ويعمل، وكان المختلفون معه ومع تياره، وكذلك الذين انتخبوه ليس حبا فيه ولكن رفضا للمرشح المنافس، يساندونه ويتمنون نجاحه الذي هو عند تحققه نجاح لبلد قبل أن يكون نجاحا لشخص. حدث هذا، وكان واضحا بما لا ينفع معه إنكار، ثم ما لبث المتابعون للشؤون العامة، في مصر بالذات، أن تبينوا أن الجماعة التي رشحت مرسي رئيسا تفتقر تماما إلى وجود كوادر في داخلها لإدارة البلد، وكانت ولا تزال تفتقر إلى مسألة أهم من الكوادر القادرة، وهي «الرؤية» التي تميز بطبيعتها بين حاكم يمتلكها فيأخذ الحكم على أنه وسيلة لتحقيق مصالح الناس، وحاكم آخر يفتقدها فيظل الحكم عنده غاية في حد ذاته، لا وسيلة تنهض بها الأمة التي شاءت لها الأقدار أن يكون على رأس القيادة فيها. هذه هي المشكلة التي تتكشف يوما بعد يوم، لأن افتقار أي حزب حاكم إلى كوادر ذات كفاءة يمكن التغلب عليه بالاستعانة بكوادر وطنية مستقلة، لا علاقة لها بهذا الحزب أو ذاك. فإذا كنت أنت، كحزب حاكم، تجد عندك كوادرك، أو حتى تجدها عند غيرك، فماذا سوف تفعل بها إذا لم تكن عندك «الرؤية» المسبقة الجاهزة التي توظف مثل هذه الكوادر في مشروع قومي عام ينتشل البلد من عثرته؟! ولا نريد من أحد أن يقول لنا إن الرؤية موجودة وإنهم ينتظرون هدوء الأوضاع لتقديمها. لا، لا يصح أن يقال هذا أبدا، لأن «الرؤية» من هذا النوع لا يمكن أولا أن تظل سرا هكذا، ولأنها ثانيا لو كانت جاهزة وتم طرحها منذ اليوم الأول في الحكم في العاصمتين لكان الشارع أهدأ بكثير الآن، لأنه عندئذ كان سوف يهدأ في مقابل ثمن يراه يدنو أمام عينيه. إذ معنى الرؤية في نهاية المطاف أن يكون رعايا الحاكم على يقين بأنه يملك حلا جذريا لمشكلاتهم، من خلال مدى زمني له بداية وله أيضا نهاية، وبالتالي فالأمل يبدو مجسما أمام الأعين، في هذه الحالة، مهما كان بعيدا! الرؤية تتوافر عندما يعلن الحاكم، في أول أيامه، أنه يريد أن يصل ببلاده إلى هدف محدد، ثم يعلن كذلك عن الأدوات العملية التي سوف يصل بها إلى هذا الهدف، تحت سقف زمني معلوم ابتداء، وبما أن ذلك غير متوافر في القاهرة ولا في تونس فإنك تكاد تشك في أن هناك بين التيار الإسلامي الحاكم في العاصمتين من يغذي الاحتجاجات، والاعتصامات، والمظاهرات، بطريق غير مباشر، لتبقى جميعا بمثابة «شماعة» يمكن تعليق الفشل عليها، عند الضرورة، وحين تحين لحظة الحساب! نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحيح في القاهرة وتونس والأصح منه الصحيح في القاهرة وتونس والأصح منه



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon