توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما لم تذهب إليه هيلاري كلينتون!

  مصر اليوم -

ما لم تذهب إليه هيلاري كلينتون

سليمان جودة

  حين تتأمل ما جاء على لسان هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، يوم الأربعاء قبل الماضي، عن الذين وصلوا إلى الحكم في أكثر من عاصمة عربية، بفعل ثورات الربيع العربي، فلا بد أن يستوقفك فيه شيئان. جاء على لسانها أثناء مساءلتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، حول مدى مسؤوليتها عن مقتل السفير الأميركي في بنغازي يوم 11 سبتمبر (أيلول) الماضي، أن ثورات الربيع العربي قد أدت إلى وصول قادة للحكم ليست لديهم خبرة في إدارة الدول، ولا في إقرار الأمن، ولا في تحقيق الديمقراطية. أما الشيء الأول الذي يستوقفك فهو أنها قد عممت الكلام ولم تخص تجربة في الحكم دون غيرها، بما يعني صراحة، أن المقصود بانعدام خبرته عندها، في هذه المجالات الثلاثة، هو التيار الإسلامي عموما، بغير تمييز لفصيل فيه عن فصيل آخر، فالكل في الافتقار إلى الخبرة سواء! وأما الشيء الثاني - وهو الأهم في ظني - فهو أن ما تقول به الوزيرة السابقة، أمر طبيعي للغاية في حد ذاته، ويجب ألا نستغربه نحن، لأن جماعة الإخوان على سبيل المثال، ظلت في صفوف المعارضة منذ أن نشأت على يد حسن البنا عام 1928 حتى وصلت إلى الحكم عام 2011، ولذلك فهي لم تجرب الحكم، ولو ليوم واحد، فكيف إذن نطالبها أو نطالب قياداتها بأن يكونوا على خبرة في إدارة الدولة، وفي إقرار الأمن، وفي تحقيق الديمقراطية؟! إذ الطبيعي، والحال كذلك، أنك تكون على خبرة بالشيء الفلاني، إذا كنت قد جربته من قبل ولا تكون على خبرة به إذا لم تكن قد تصديت له في أي مناسبة، أو على أي مستوى! السؤال الثاني لهذا مباشرة، هو: هل يعني ذلك أنهم مظلومون فيما يتلقونه يوميا من هجوم حاد بسبب عجزهم عن تصريف أي ملف يصادفهم كل صباح، فيزداد تعقيدا على أيديهم، بدلا من أن يجد حلا؟! الإجابة: بالطبع لا.. ولكننا في الوقت نفسه، يتعين علينا أن نصل إلى تفسير، لهذا العجز الإداري والسياسي الواضح، من جانب هؤلاء القادة الذين صارحتهم الوزيرة كلينتون بأخطر عيوبهم، وهي تتأهب للرحيل عن منصبها هذا الشهر! وكنت يوما قد سألت الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع اليساري المصري، عما إذا كان يفهم سر تمسك رجال أعمال الإخوان بالتجارة كنشاط واحد، بل وحيد، يعملون فيه ولا يتجاوزونه إلى نشاط آخر. وكان رده، أنه بدوره كان قد سأل واحدا من رجال الأعمال هؤلاء عما يجعلهم يركزون عملهم في التجارة وحدها، رغم أن العصر ممتلئ بما يمكن أن يغري أي واحد فيهم، في شتى مناحي الحياة! وكان رأي رجل الأعمال الإخواني، ردا على تساؤل الدكتور السعيد، أنهم كإخوان يؤمنون ويعملون بالحديث الشريف الذي يقول ما معناه، إن تسعة أعشار الرزق في التجارة! وعبثا، حاول رئيس «التجمع» أن يلفت انتباه رجل الأعمال الإخواني إلى أن الرسول، عليه الصلاة والسلام، لو كان حيا بيننا اليوم، لكان أول من يصنع، وأول من يزرع، وأول من يتحول عن نشاط كان قد نصح به، في حينه، لأن عصرا لاحقا قد جاء، فاستجدت فيه أنشطة أخرى أكثر جدوى على البشر، وأفضل لهم من حيث قدرتها على أن توفر لهم فرص عمل تقيهم ذل السؤال. يتبين لك في ضوء هذا، أن انعدام الخبرة الذي ضجت به الوزيرة الأميركية، ليس سببه أنهم لم يجربوا الحكم ومسؤولياته من قبل، وإنما يرجع في أصله إلى أنهم يعيشون بيننا بأجسادهم فقط، أما تفكيرهم فهي هناك، في القرن الأول الهجري، ولذلك فعندما يتصدى هذا التفكير لمشكلات وأزمات الحكم في هذا العصر، فإنه ينكشف تماما، لأن مثل هذه الأزمات، وتلك المشكلات، لم تكن موجودة طبعا وقتها، وبالتالي فلا حلول لها هناك! بمعنى آخر، فإن عقيدة رجال أعمال الإخوان في التجارة وحدها، دون سواها مما في عصرنا من أعمال وأنشطة، تشير من بعيد إلى نمط تفكير كامل لدى التيار الإسلامي عموما، والإخوان خصوصا، ولا تتوقف من حيث دلالتها كعقيدة في الحياة عند حدود رجل أعمال يقتنع بنشاط محدد، فيعمل به وينغلق داخله، ولا يفكر في غيره! ولذلك أيضا، فليس غريبا أنك كلما ذهبت لتناقش أحدهم فيما نحن غارقون فيه في هذا العصر، فإنه يحيلك على الفور إلى ما قد يكون قد طالعه ذات يوم، في «أسباب النزول» للنيسابوري تارة، أو في «فقه السنة» للشيخ سيد سابق تارة أخرى، أو في «إحياء علوم الدين» للإمام الغزالي تارة ثالثة، دون أن ينتبه إلى أن هؤلاء وغيرهم كان لهم وقتهم وعصرهم، بمثل ما إن لنا وقتنا وعصرنا، وإن لنا، بل علينا، أن نأخذ منهم ما يعلو بنا في أيامنا، ثم ندع ما دون ذلك، دون تردد ولا إبطاء! هذا هو ما يبدو، بشكل عام، ليبقى بعده شيء خاص بمسيرة «الجماعة» منذ أكثر من ثمانية عقود من الزمان، وهذا الشيء هو أنها فيما يبدو الآن كانت تعارض ملكين قبل ثورة يوليو (تموز) 1952 وثلاثة رؤساء بعدها، من أجل المعارضة في حد ذاتها، وليس من أجل طرح حلول لمشكلات الناس.. فالمفهوم دائما أن المعارضة - أي معارضة - تعارض، لتطرح البديل العملي لما تنتقده، لا لتشاغب في الحكم فقط، حتى إذا أتيح لها أن تكون في مكان من تعارضه يوما، فإنها تذهب من أقصر طريق، إلى تطبيق بدائلها التي تمتلكها. شيء من هذا ليس متاحا بأي درجة لدى الإخوان الذين ظلوا يعارضون وينتقدون 84 عاما كاملة، فلما كتب الله لهم أن يكونوا في مواقع الحكم، انكشفوا كما لم ينكشف تيار معارض من قبل، وبدا كل واحد فيهم وكأنه خرج فجأة من غرفة مظلمة، إلى ميدان يسطع بالنور، فراح يتخبط مرة إلى اليمين، ومرة إلى الشمال!   نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لم تذهب إليه هيلاري كلينتون ما لم تذهب إليه هيلاري كلينتون



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon