توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طوق النجاة الأخير!

  مصر اليوم -

طوق النجاة الأخير

سليمان جودة

إذا كان الدكتور مرسى قد دعا القوى السياسية إلى ما سماه «حوار وطنى» فهى دعوة ممتازة من حيث شكلها، ومطلوبة بقوة من حيث توقيتها، ولا بديل عنها من حيث ظروفنا، ليبقى مضمونها بعد ذلك هو المشكلة الحقيقية، ويكاد يكون هو الكارثة!.. لماذا؟! لأن توجيه دعوة على هذا المستوى، من جانب الرئاسة ذاتها، دون تحديد أجندتها بوضوح مسبقاً، يفرغها تماماً من محتواها الذى نأمله، ويجعلها فى غاية المطاف مجرد دعوة إلى فنجان شاى، نتكلم ونحن نشربه كمدعوين، ثم يذهب كل واحد منا بعدها إلى حال سبيله، دون أدنى عائد على الجميع، لا لشىء إلا لأننا لم نتفق منذ البدء على ما سوف نتكلم فيه تحديداً، ثم على ما يجب أن نصل فيه إلى حلول عملية فى حياة الناس! تصوَّر أنت، واحداً يدعوك إلى حوار معه دون تحديد لأى شىء بينكما مقدماً.. هل تتخيل ـ والحال هكذا ـ أن حواراً كهذا يمكن أن ينتهى إلى أى شىء مفيد لكما؟! هذا بالضبط ما يجب على الرئيس مرسى أن يستدركه بسرعة، وإلا فإن المدعوين من «جبهة الإنقاذ» مثلاً يمكن أن يذهبوا إلى الحوار ليفاجأوا بأن الرئيس يدعوهم إلى فسحة فى القناطر الخيرية، ليتفرجوا على استراحة الرئاسة هناك! أرجو ألا تعتبرنى مبالغاً، لأنى لا أقول ذلك من فراغ، وإنما أقوله لأن الدعوة إلى حوار بلا برنامج محدد ومسبق للحوار تعد نوعاً من الهزل.. لا أكثر! وبما أن الدعوة الموجهة من الرئيس بلا أجندة، وبما أنها فى الهواء الطلق، وبما أنها لو سارت هكذا سوف تنتهى إلى لا شىء كسابقاتها، فإننى أسمح لنفسى بأن أطرح ثلاث نقاط رئيسية، أرى أنها يمكن أن تكون أساساً لحوار يصل إلى نتيجة حولها.. أما الأولى فهى وقف العمل بالدستور الحالى، والعمل بدستور 1971 المعدَّل فى مارس 2011، فلانزال نذكر جميعاً أن ثمانى مواد منه كانت قد تعدلت بعد ثورة 25 يناير بشهرين، وأنه بعد تعديل مواده تلك أصبح معقولاً، بحيث يمكن الاعتماد عليه كدستور مؤقت للبلاد، إلى أن يوضع دستور دائم لها، يليق بها وتليق هى به. وأما الثانية، فهى تشكيل حكومة إنقاذ حقيقية، لا حكومة ائتلافات حزبية، بحيث تخرج على المصريين وقد ضمت فى داخلها من أول رئيسها مروراً بعناصرها الوزراء، أكفأ القيادات والعقول فى البلد، وبما يجعلها كحكومة قادرة حقاً على انتشالنا مما نتدحرج إليه! وأما ثالثة النقاط، فهى تحصين وزراء حكومة الإنقاذ هذه مؤقتاً حتى يمكن أن يعمل وزراؤها فى أجواء مناسبة، لأن لنا أن نتخيل ما إذا كان وزير الزراعة الحالى ـ على سبيل المثال ـ يستطيع أن يعمل بشكل طبيعى إذا كان يجلس على كرسيه، بينما ثلاثة وزراء جلسوا قبله، على الكرسى نفسه، فى السجن الآن!.. نعم.. ثلاثة وزراء زراعة خلف القضبان، فكيف بالله عليكم تتصورون أن رابعهم الموجود فى مقر الوزارة يمكن أن يضع توقيعه على ورقة واحدة، فضلاً عن أن يُصدر قرارات كبيرة، ويحل مشاكل معقدة، ويقطع بالرأى فى أمور عظيمة.. كيف؟! وربما تكون هذه النقاط الثلاث، التى أطرحها، قريبة مما كانت «جبهة الإنقاذ» قد طالبت به فى بيانها الصادر ظهر السبت الماضى، وهو بيان أظن أنه أثلج صدور كثيرين، وأراح قلوب مصريين قلقين على بلدهم، ويتطلعون إلى الجبهة بوصفها طوق النجاة الأخير، وهو ما يجعلنى أناشدها، من أعماقى، أن تحافظ على تماسكها، وأن تتمسك بوحدة رأيها، وأن تفوت الفرصة على كل مَنْ يحاول شق صفها، بمثل ما حاول الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، حين دعا اثنين من قياداتها إلى حوار وتجاهل الباقين، رغم أنها كجبهة تضم ما لا يقل عن عشر قيادات كبيرة ومعتبرة ومحترمة. رهان مصريين كثيرين، فى الخروج من هذا الواقع المؤلم، يظل على جبهة الإنقاذ، وهى لا تملك ترف التخلى عن هذا الرهان! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طوق النجاة الأخير طوق النجاة الأخير



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon