توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آخر خدمة الإخوان

  مصر اليوم -

آخر خدمة الإخوان

سليمان جودة

قرار ترشيح المستشار محمود مكى، نائب رئيس الجمهورية المستقيل، سفيراً فى الفاتيكان، قرار مربك، ومرتبك، ومثير للذهول، على كل مستوى! فهو على مستوى صاحبه المستشار مكى، يبقى مربكاً كأقصى ما يكون الإرباك، لا لشىء، إلا لأننا جميعاً نعلم، أن قراراً سابقاً، ومماثلاً، كان قد صدر للمستشار عبدالمجيد محمود، ليكون سفيرنا فى الفاتيكان، فلما تم وأده فى مهده، فى حينه، بقى المستشار عبدالمجيد فى مكانه، إلى أن كاد له الإخوان كيداً فأخرجوه بالطريقة التى نعرفها.. ولكن.. ما هو مهم هنا، أنه حين تقرر له، وقتها، أن يذهب سفيراً لنا فى تلك الدولة، فإنه كان قراراً عقابياً، ولم يكن مكافأة من أى نوع، وكانت وراءه رغبة واضحة وغير معلنة، فى نفى النائب العام السابق، إلى مكان، لا يراه فيه أحد، ولا يمكن لأى منا أن يزعم، أن الدكتور مرسى، بشكل خاص، والإخوان بشكل عام، كانوا يحبون المستشار عبدالمجيد محمود، إلى هذه الدرجة ويريدون أن يكافئوه.. لا يمكن وبالتالى، فالسؤال هنا كالآتى: إذا كانت الأسباب التى دعتهم إلى التفكير فى نفى نائبنا العام السابق، معروفة، بل مفهومة، فما هى يا ترى الأسباب التى دعت إلى نفى المستشار مكى، بهذه الطريقة، وإلى عقابه، بهذا الأسلوب، مع أنه لم يقصّر فى خدمتهم، سواء فى الإعلان الدستورى المشؤوم إياه، أو فى غيره؟!.. فالرجل كان نائباً للرئيس، وبالتالى كان هو الرجل رقم (2) فى الدولة، طوال وجوده فى منصبه، وكان المتوقع مكافأته، عند خروجه، لا عقابه، وكان من الممكن مثلاً.. مثلاً - تعيينه مبعوثاً خاصاً لرئيس الدولة، أو فى أى موقع قريب من هذا، بحيث يشعر هو نفسه، ويشعر المتابعون لخدماته للإخوان، بأنه عندما قدم خيراً، فإنه تلقى خيراً أيضاً، ولم يقابل الذين أحسن هو إليهم، إحسانه، بإساءة من نوع ما جرى! أقول هذا، مع اعتقادى الراسخ، بأن تجربة وجود الرجل، فى موقع نائب الرئيس، بشكل خاص، ومع الإخوان، بشكل عام، قد نالت منه، ومن تاريخه، كما لم ينل شىء من تاريخ رجل مثله، وأظن، أن وجوده فى الحياة العامة، منذ مجىء د. مرسى رئيساً، قد أهدر تجربة مضيئة كانت وراءه، ولايزال كثيرون يتساءلون، والحال كذلك: ماذا أصاب «الأخوان مكى» أحمد ومحمود، وما الذى دفعهما ولايزال يدفعهما، إلى ما يفعلانه بنفسيهما، مع أنهما، وهذا هو العجيب حقاً، فى غنى تماماً عن هذا كله؟!.. فما كانا قد حققاه، قبل قبولهما منصبيهما الحاليين، أغلى من كنوز الدنيا، ومن كل إغراءات الحياة والسلطة إجمالاً! وحين أقول إن ما حققه الأخوان مكى «كان» فإننى أقصدها لأن ما كان قد تحقق لهما، قد صار ماضياً مع الأسف ولم يعد حاضراً، ولا قائماً، ولا موجوداً، على نحو ما كنا قد تابعناه ذات يوم وقت حدوثه! المستشار محمود مكى، إذن، تجرى معاقبته، على شىء لا نعرفه، وما نرجوه ألا ينخدع هو، أو غيره، بما يقال الآن، عن مزايا منصب السفير، وعن أهمية دولة الفاتيكان، باعتبارها مقر بابا غالبية المسيحيين، على امتداد العالم كله، فكل ما سوف يقال، فى هذا المقام، سوف يقال على سبيل تجميل البضاعة فى عين شاريها، و«بيع» المنصب لصاحبه، ثم لنا ليس أكثر، ليظل الأمر فى النهاية على حقيقته العارية وهى أن الموقع كان قبل شهرين من الآن يمثل عقاباً للمستشار عبدالمجيد محمود، فإذا به فجأة، يراد له، أن ينقلب من عقوبة إلى جائزة، وهذا هو الشىء الذى لا ينطلى على عقل إنسان طبيعى، ونتمنى ألا ينطلى على عقل المستشار مكى! وقد كانت مقتضيات المواءمة تقول إنه إذا كان ولابد، من ترشيحه سفيراً، فلتكن أى سفارة أخرى.. إلا سفارة الفاتيكان، بحكم ما كان قد لحق بهما من سمعة بيننا، بعد حكاية المستشار عبدالمجيد محمود الشهيرة! زمان.. قالوا إن «آخر خدمة الغز علقة».. وقد عشنا حتى رأينا آخر خدمة الإخوان! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آخر خدمة الإخوان آخر خدمة الإخوان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon