توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأحد 23 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

ضحاياك.. يا مولاي!

  مصر اليوم -

ضحاياك يا مولاي

سليمان جودة

ما هو الفرق بين ضحايا قطار البدرشين، الذين سقطوا أمس الأول، وضحايا قطار منفلوط من الأطفال الأبرياء، الذين سقطوا وتناثرت أشلاؤهم فوق القضبان، قبل شهر تقريباً، وضحايا قطار العياط من قبل، وضحايا قطار قليوب من قبل قبل.. و.. و.. ما هو الفرق بينهم جميعاً وبين ضحايا مباراة بورسعيد الشهيرة على سبيل المثال؟! الفارق يا سيدى أن ضحايا المباراة لهم «ألتراس» يدافع عنهم، حتى هذه اللحظة، ويراهم شهداء، وعنده حق، ويتمسك بحقوقهم، إلى آخر مدى، ولا يفرط فى نقطة دم من دمائهم التى سالت أنهاراً فى المدرجات! ثم.. ما هو الفرق أيضاً بين ضحايا قطاراتنا الذين هم بلا عدد، وبين شهداء ثورة 25 يناير مثلا؟! الفارق هنا كذلك، مهم للغاية، لأن شهداء الثورة نزلوا يومها إلى التحرير، بإرادتهم كاملة، وكانوا متطوعين لإصلاح أوضاع رأوا فى حينها أنه لا إصلاح لها إلا بثورة، وقد كان، فقامت الثورة على أيديهم، وسقطوا هم شهداء فى سبيلها، ووقوداً لها، غير أن وراءهم إلى اليوم مَنْ يصمم على الثأر لهم، واستعادة حقهم، مهما كان الثمن. ليس هذا فقط، وإنما أنت لا تكاد تصادف رجلاً يخطب فى أى مناسبة، سواء كانت رسمية أو غير رسمية، إلا ويبتدئ كلامه بعد أن يسمى الله تعالى بذكر هؤلاء الشهداء، والترحم عليهم، والمطالبة بحقوقهم، وقراءة الفاتحة على أرواحهم، و.. و.. إلى آخره. حدث هذا مع شهداء بورسعيد، ولايزال يحدث، وحدث هذا أيضاً مع شهداء الميدان، ولايزال يحدث، وبالتالى فإن دماء الفريقين، فى الحالتين لم تذهب هدراً، ولم يسقط أصحاب هذه الدماء، دون ثمن، فالثمن ترتفع له الرايات، فى كل محفل، وتعلو به الأصوات، فى كل تجمع، ويبدأ به الكلام وينتهى فى كل مشهد.. إلا ضحايا القطارات! إلا هؤلاء الذين يسقطون، ويتم اغتيالهم عن عمد كل يوم، أو كل فترة، مجاناً، ودون ثمن، وكأنهم بلا قيمة.. بل إنهم فعلاً، مع عظيم التقدير لهم بطبيعة الحال، بلا قيمة فى نظر الدولة، المسؤولة أولاً وأخيراً، عن حياتهم، وعن أرواحهم التى يجرى حصدها حصداً فى كل حادث، بالعشرات، وأحياناً بالمئات، دون أن يهتز جفن لمسؤول يعنيه الأمر فى البلد! وإذا كان هناك مَنْ سيقول بأن المسؤولين تهتز أجفانهم، وقلوبهم أيضاً، ويحزنون، بدليل حركة التغييرات التى تجرى فى مسؤولى وزارة النقل، مع كل مأساة جديدة من هذا النوع، فسوف أقول، إن هذا كله فى النهاية يبدو كما نرى بلا أدنى أثر على الأرض، وإلا فإن عليك أن تحسبها بالورقة والقلم، وتسأل نفسك: كم وزيراً للنقل خرج من موقعه، على امتداد سنوات مضت، دون أن تجف الدماء على القضبان.. كم بالله عليكم؟! زمان.. كانت إحدى الصحف قبل ثورة يوليو 1952، قد نشرت عدة صور للبؤساء على الطرقات، وتحت الكبارى، وفى الزوايا، والحارات، ثم كتبت تحتها: رعاياك يا مولاى! وكان مولاى المقصود، هو الملك فاروق، وكانت الصحيفة تريد أن تقول للملك إن هؤلاء التعساء هم رعاياك، يا أيها الملك، وبما أنك راعٍ لهم، فسوف يسألك الله عنهم، وعن بؤسهم وتعاستهم يوم القيامة. اليوم، علينا أن نُعدِّل قليلاً فى الصيغة، ونُهدى صور أشلاء أمس الأول، والأشلاء التى سبقتها، إلى الدكتور مرسى، ونقول: ضحاياك يا مولاى. وإذا كان أحد سوف يرد ويقول، كما قالت قيادات فى الإخوان، أمس بأنهم ضحايا مبارك، فسوف نقول على الفور بأن «مبارك» غادر الحكم من سنتين، ومع ذلك، فإن الضحايا يزدادون، مع كل صباح، دون أن نلمح فى الأفق، ليس فقط إصلاحاً حقيقاً لهذه الأحوال المتردية فى السكة الحديد، وإنما لا نلمح فى الأصل أى بادرة نحو أى إصلاح جاد.. فمتى تُدرك ضحاياك يا مولاى؟!.. ومتى يكون لركاب القطار فى هذا البلد صاحب؟! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضحاياك يا مولاي ضحاياك يا مولاي



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon