توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأحد 23 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

لطمة على وجه كل مواطن

  مصر اليوم -

لطمة على وجه كل مواطن

سليمان جودة

حين قررت محكمة النقض، أمس الأول، إعادة محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك، فى قضية قتل المتظاهرين، كانت نيابة الأموال العامة قد استبقت قرار النقض، وقررت حبسه قبلها بـ24 ساعة، لمدة 15 يوماً، وليس لهذا معنى إلا أنها كانت تعلم قرار النقض مسبقاً، وأظن أن هذا لا يجوز، ولا يليق، لأن المفترض أن قراراً من هذا النوع لا يعلمه غير أصحابه قضاة المحكمة فقط، وهى أعلى المحاكم فى البلاد دون استثناء.. فكيف إذن تسرب قرارها على هذا النحو؟!.. سؤال يرسم علامة استفهام بعرض الأفق كله! هذه واحدة.. أما الثانية فهى أن حبسه 15 يوماً جاء على ذمة التحقيق فى هدايا كان قد حصل عليها من الأهرام، وحين تتأمل أنت قائمة هذه الهدايا التى نشرتها الصحف يتبين لك أنها عبارة عن حزام جلد مرة، وحافظة نقود مرة أخرى، وزجاجة عطر مرات.. إلى آخره.. صحيح أن القائمة كانت تضم هدايا ثمينة أخرى، لكنها فى أغلبها كانت من هذا النوع الذى ذكرته حالاً! فما معنى هذا؟!.. معناه أننا حين نحبسه بغرض محاكمته على أشياء كهذه، فإننا كدولة نعبث بأقصى ما يكون العبث، ونضحك على أنفسنا، قبل أن نضحك على الناس، ونمارس خداع النفس إلى حد محزن، ومهلك، ومؤسف! أفهم أن نحاكم الرجل على أنه طوال 30 عاماً قد ترك «الأهرام»، مع باقى المؤسسات الصحفية، على وضعها الحالى، وهو وضع مأساوى لمن يعرف تفاصيله ودقائقه، ويؤدى فى كل صباح إلى إهدار مال عام، كما لم يتم إهدار لمال عام من قبل! أفهم أن نحاكم الرئيس السابق على أنه ترك الخدمات الصحية للمواطنين بحالتها الراهنة، وهى حالة تؤدى إلى هلاك المرضى على أرصفة المستشفيات، وفى الشوارع، لأننا طوال الوقت نتكلم فى دستورنا، وفى قوانيننا، عن الرعاية الصحية المجانية المتوافرة للمصريين غير القادرين، فإذا بهذا الشعار المرفوع دائماً، يسقط فى اليوم الواحد ألف مرة، عندما يواجه أى اختبار فى أى مستشفى عام، وعندما يكتشف المواطن المسكين المريض أن الرعاية الصحية ليست هى المجانية، فى حقيقة الأمر، ولكن الموت هو المجانى، لمثل هذا المواطن، ولجميع الذين هم فى مثل حالته! أفهم أن نحاكم الرجل، إذا شئنا أن نحاكمه، على أنه طوال 30 عاماً فى الحكم قد باع للمصريين تعليماً فى المدارس والجامعات على أنه تعليم مجانى، فى الوقت الذى كانت فيه المدارس نفسها والجامعات توزع الجهل بالمجان، على روادها من الطلاب، فتخرجوا جميعاً ليجلسوا على المقاهى والنواصى، لأن التعليم الذى كانوا قد تلقوه لا يؤهل أياً منهم لأى عمل حقيقى! أفهم أن نحاكمه، إذا أردنا محاكمته، على أنه لم يلتفت بالجدية المطلوبة إلى نزيف فى جسد الاقتصاد الوطنى لايزال يتواصل، منذ قامت مظاهرات الخبز فى يناير 1977، إلى اليوم، وكان السبب أنك كحكومة تدعم الأغنياء، ثم لا يمنعك الحياء من أن تظل تردد، دون انقطاع، أنك تدعم الفقراء.. إذن السؤال البديهى هنا إنما يظل على النحو التالى: إذا كنا ندعم الفقراء حقاً، على مدى كل هذه السنين، وإذا كنا نرعاهم صحياً، بجد، كما نقول، وإذا كنا نمنحهم تعليماً مجانياً حقيقياً، كما نزعم، فهل بالله عليكم، كان هذا سيصبح هو حالهم شديد التعاسة، الذى ترونه بأعينكم؟! حبس الرئيس السابق بسبب أحزمة جلد، أو حافظات نقود، أو زجاجات عطر، وليس بسبب ما ذكرته سابقاً، وهو مجرد بعض من كل، يمثل استخفافاً شنيعاً بذكاء المصريين، ويأتى فى الوقت ذاته، والحال كذلك، وكأنه لطمة على وجه كل مواطن! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لطمة على وجه كل مواطن لطمة على وجه كل مواطن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon