توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأحد 23 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

صيحته الأخيرة: لن يغفر الله لنا

  مصر اليوم -

صيحته الأخيرة لن يغفر الله لنا

سليمان جودة

لم أصدق أذنى حين أخبرنى الدكتور أحمد الغندور أن السياسى النبيل منصور حسن قد فارق الحياة، فقبلها بساعات معدودة كان الرجل معى على التليفون، وكانت عباراته، خلال المكالمة، لاتزال ترن فى سمعى! ولابد أن خسارتى الفادحة فى رحيله خسارتان، فقد خسرته كمواطن، كنت أرى فيه، شأنى شأن أى مصرى آخر، ركناً سياسياً مهماً فى البلد، وكان وجوده فى حد ذاته، من هذه الزاوية، يرسخ شعوراً فى أعماق كل مصرى، بنوع من الونس. ولماذا لا؟!.. لقد كان إيمانه بمصر فوق كل إيمان، بعد يقينه فى الله سبحانه وتعالى، وكان إقدامه على ترشيح نفسه فى انتخابات الرئاسة الماضية تعبيراً صادقاً عن عمق هذا الإيمان لديه، لولا أن «عيال» السياسة قد تآمروا عليه، وأخرجوه من ساحة المنافسة، التى كان قد اقتحمها وهو على قناعة تامة بأن مصر تستحق أفضل مما هى عليه الآن، وأن أبناءها يستأهلون حياة مختلفة عن هذا البؤس الذى يعيشون فيه، وعن هذه التعاسة التى تحاصرهم من كل اتجاه. خسارتى الأخرى فيه أن الرجل كان بمثابة قارئى الأول، وكنت إذا جئت لأكتب، كل يوم، أكاد أتخيله وهو يتطلع، من بعيد، لما أكتبه، وكنت أسائل نفسى دوماً، فى لحظة الكتابة، عما إذا كان هو سوف يرضى عن الجديد عندى، أو أنه سوف يغضب ويسخط.. كنت إذا لمحت رقم هاتفه على موبايلى، فإن قلبى يدق خشية أن أكون، فيما كتبت وقرأ هو، قد انحرفت عن اتجاه البوصلة الوطنية الدقيقة عنده، وكان، فى كل مرة، يبدى ملاحظة هنا، وأخرى هناك، أو يضيف شيئاً يرى أنى لم ألتفت إليه، وفى كل الأحوال، كان لطيفاً، ودوداً، ذا بصيرة نافذة فيما يقول! الكاتب، أى كاتب، إذا كان بلا قارئ فهو يخاطب نفسه فى النهاية، حتى ولو كانت كلماته من الجواهر، وحين يكون القارئ فى وزن، وحجم، ومقام منصور حسن، فلابد أنى كنت محظوظاً للغاية! وكنت، صباح الجمعة الماضى، قد كتبت عن الرئيس السابق حسنى مبارك، وكيف أن صمت الجميع على ما يتعرض له الآن، وهو فى هذه السن، يدل على أن المروءة تعانى شحاً بيِّناً، وأن النخوة نفدت من الأسواق، وأن الرجولة صارت عزيزة المنال فى البلد، وأن الإنسانية لملمت أوراقها ورحلت من عندنا، وأن الرحمة قد نزعها الله من قلوب الذين يحكمون.. كنت أقول هذا، مؤكداً أنه لا شىء لى أرجوه عند الرئيس السابق، اليوم، ولا كان لى عنده شىء رجوته بالأمس، ومع ذلك فإن أى إنسان يتابع «حلقات التعذيب» التى يتعرض لها فى محبسه وهو يسقط فى حمام سجنه ثم يقوم، ويسقط، ثم يقوم، لابد أن ينعى الأخلاق العامة فى هذا البلد! يومها جاءنى صوت الراحل النبيل، فى السادسة مساء، وهو يثنى على ما قلت، ويصفه بأنه «هايل»، ويكررها ثلاثاً، ثم يضيف عبارته التى لن تفارق عقلى: لن يغفر الله لنا.. لن يغفر الله لنا.. لن يغفر الله لنا ما نفعله بهذا الرجل المريض، ولا بهذا البلد العريق! ولمن لا يعرف.. فقد كان منصور حسن هو بديل حسنى مبارك فى حكم مصر، وكان، فى وقت من الأوقات، هو السياسى الشاب المدلل عند السادات، وكاد السادات العظيم، يوماً، يضعه نائباً لرئيس الجمهورية، ويومها خرجت مجلة «الحوادث» اللبنانية بينما صورة منصور حسن على غلافها بالكامل، وتحت الصورة هذه العبارة بالخط العريض «الرجل القادم فى مصر»! وعندما تولى «مبارك» الحكم، أقصاه طوال 30 عاماً، عن أى موقع أو منصب، وكانت لدى الرئيس السابق حساسية شديدة تجاه كل كلمة، بل كل حرف، ينطق به منصور حسن، إلى الدرجة التى نبه «مبارك» ذات صباح، على الوزير السابق محمد منصور بأنه إذا لم يتوقف «حماه» منصور حسن عن انتقاد نظام الحكم فسوف يجرى اعتقاله!!.. وعندما أجرت منى الشاذلى لقاء مع منصور حسن، على قناة «دريم»، التى يهاجمها الإخوان اليوم، فإن اللقاء أقام الدنيا، ولم يقعدها، لأنه كان قد وجه خلاله ضربات قاسية إلى الحزب الوطنى الحاكم وقتها، ووصل الأمر، فى ذلك الوقت، إلى حد تدخل الرئاسة لمنع إعادة الحلقة، بعد أن كان قد جرى الإعلان عن إعادتها على القناة! حدث هذا كله من «مبارك» تجاه منصور حسن، ومع ذلك، فإن نبل الراحل الكبير جعله يقفز فوق كل ما مضى، ويترفع عنه ليطلق صيحته وهو يرى ما يحدث للرئيس السابق، وللبلد، ويقول: لن يغفر الله لنا.. ويكررها ثلاث مرات.. ثم يموت.. فيا لها من شهادة أخيرة من نبيل قرر الرحيل! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صيحته الأخيرة لن يغفر الله لنا صيحته الأخيرة لن يغفر الله لنا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon