توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
الأربعاء 19 شباط / فبراير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

خلايا فى مخ «مرسى»

  مصر اليوم -

خلايا فى مخ «مرسى»

سليمان جودة

إذا كان الدكتور محمد مرسى يراهن على أن يصوّت المصريون، فى غالبيتهم، بـ«نعم» على الدستور، فى استفتاء الغد، فإن عليه، قبل أن يراهن على ذلك، أن ينتبه جيداً إلى أن المشكلة بالنسبة له ليست أبداً فى أن تأتى النتيجة بـ«نعم»، فالمهم كيف تُقال «نعم» هذه، وفى أى ظروف، ثم إن الأهم هو: كم عدد الذين سوف يقولونها، وما دلالة الموضوع على بعضه فى النهاية؟! ولو أن الدكتور مرسى والمحيطين به فى جماعة الإخوان كانوا راغبين، بصدق، فى أن يتيقنوا من أن «نعم» ليست هى المشكلة، فإن عليهم وعلينا معهم أن نعود قليلاً إلى الوراء، لنفتش فى تاريخ فرنسا عن رجل اسمه شارل ديجول، فعنده درس بليغ لنا جميعاً، ثم للرئيس وجماعته بشكل خاص، إذا كان لهم أن يعوا درساً من هذا النوع. لقد كان ديجول، ولايزال، يمثل قيمة حقيقية، فى نظر كل فرنسى حر، وكان ولايزال بطلاً فى تاريخ بلاده الحديث. وهو لا يمثل قيمة لمجرد أنه أنشأ الجمهورية الفرنسية الخامسة عام 1958، فصارت أساساً راسخاً قام على قواعده حاضر فرنسا المضىء. وهو لم يكن بطلاً، فى نظر أبناء بلده، لأنه قاد المقاومة الفرنسية من لندن ضد الاحتلال الألمانى لباريس، وظل يناضل من خلال إذاعة فرنسا الحرة، التى أطلقها من هناك حتى حرر تراب أرضه. لا.. لم يكن الرجل قيمة ولا كان بطلاً لهذين السببين تحديداً، رغم أنهما، فى حد ذاتهما، كافيان لصنع كتيبة كاملة من الأبطال وليس مجرد بطل واحد فى حجم ديجول! كان بطلاً، وكان يمثل قيمة لأنه حين جاءه يوم كان عليه فيه أن يقرر ما إذا كان سيبقى فى كرسى الحكم أم يغادره، فإنه لم يشأ أن يبقى من خلال انتخابات وفقط، حتى لو كانت نزيهة، وشفافة، وإنما قرر أن ينظم استفتاء عليه هو نفسه بين الفرنسيين، وقال مسبقاً إن نتيجة الاستفتاء إذا جاءت أقل من نسبة معينة يرتضيها هو لنفسه أيضاً، فسوف لا يبقى فى السلطة يوماً واحداً بعدها! جاء الاستفتاء ليقول إن 62٪ راضون عن أداء ديجول وراغبون بالتالى فى بقائه، لكنه، من جانبه، أحس بأنها نسبة غير كافية للبقاء، وأنه إذا كان 38 فرنسياً، من بين كل مائة فرنسى، غير راضين عنه، فكيف له أن يبقى بعدها؟!.. إنها نسبة، فى تقديره هو، لا تبرر له أن يحكم فرنسا، ولذلك اتخذ قراره بأن يرحل، وأن يعود إلى قريته ليموت فيها فى هدوء، ليس هذا فقط، وإنما تبين بعد موته أن أرملته عاجزة عن دفع فاتورة التدفئة فى البيت، فغادرته هى الأخرى إلى بيت راهبات، حيث ماتت هناك! ماذا يعنى هذا؟! يعنى أننا أمام رجل كان يجيد ترجمة «الإشارات» الصادرة عن شعبه إليه، وكان هو أول من ترجم «إشارة» الاستفتاء، وعمل بها على الفور، رغم أن وراءه من التاريخ، ومن الإنجاز، ومن البطولة، وقتها، ما كان يبرر له أن يظل يحكم فرنسا لمائة عام قادمة لو أراد! تبحث أنت فى المقابل عن ترجمة لدى «مرسى» لإشارات حوله، من نوعية استقالة مساعده، وستة من مستشاريه ونائب رئيس حزبه، ورئيس تليفزيونه، ورئيس قنواته المتخصصة، و... و... فلا تقع على أى أثر، بل إنك تكاد تقع على العكس تماماً، وهو أمل «مرسى» فى استفتاء، هذا هو مناخه العام المتوتر الذى تراه، وهذا هو مذاق المزاج العام أيضاً، الذى يجرى فيه الاستفتاء!.. فمتى يستطيع الرئيس مرسى أن يترجم «الإشارات» من حوله؟! وإذا حصل وترجمها هل يعمل بها؟!.. يبدو من سياق ردود الفعل على الأحداث أن خلايا الترجمة فى مخ د. مرسى ليست معطلة وإنما تترجم الشىء فى الغالب على عكس معناه! نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خلايا فى مخ «مرسى» خلايا فى مخ «مرسى»



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon