توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
السبت 1 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

بقرار مِمَّنْ؟!

  مصر اليوم -

بقرار مِمَّنْ

بقلم سليمان جودة

إذا تصور المطالبون بإقالة الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم، أن إقالته سوف تؤدى إلى إصلاح حال التعليم، فأرجوهم.. أرجوهم.. أن يتطلعوا وراءهم قليلاً، ليروا كم وزير ذهب، ثم كم وزير جاء، وكيف أن التعليم فى مدارسنا، رغم ذهاب بعضهم، ومجىء البعض الآخر، قد بقى على حاله، فازداد سوءاً بالتالى!

بل إننى أستطيع أن أزعم أن الحكومة وقفت فى طريق الوزير الشربينى، عندما قرر فى بدء العام الدراسى المنتهى إصلاح ولو جزءاً يسيراً من نظام تعليمى متهالك فى معظمه!

وإذا كان أحد منا قد نسى، فسوف أعيد تذكيره بأن الوزير كان قد قرر ذات يوم، رصد عشر درجات للحضور والالتزام فى فصول الدراسة، وقرر أن يأخذ المسألة بجد، وكالعادة، احتج بعض التلاميذ، وبعض أولياء أمورهم على القرار.. فماذا حدث؟!

حدث أن رئيس الحكومة تخلى عن الوزير، وحدث أن رئيس الحكومة وقف مع أولياء الأمور، ومع تلاميذهم، الذين يريدونها فوضى فى مدارسهم، ولا يريدون حضوراً، فى حده الأدنى، ولا التزاماً، وحدث أن ألغى رئيس الحكومة القرار، بنفسه، وبيده.. ففرح أولياء الأمور، وفرح التلاميذ يومها بأن الحضور لم يعد مطلوباً فى المدرسة، ولا الالتزام، وبقرار مِمَّن؟!.. بقرار من رئيس الحكومة، أى من الدولة، ضد رغبة وزير قرر وقتها أن يبدأ.. فقط يبدأ.. طريقاً طويلاً، وشاقاً، لإصلاح تعليم لن ينصلح حال البلد كله، إلا إذا انصلح حاله هو أولاً.. وعاشراً.. ولا شىء بينهما!

لست أدافع عن الوزير، ولا أنا راغب فى أن أبدو ضد رئيس الحكومة الذى أتصوره يبذل ما يستطيعه فى حدود إمكاناته، وفى حدود ما هو متاح له، وأمامه.. لست مع هذا الرجل ولا ضد ذاك الرجل، لأن القصة ليست أشخاصاً بقدر ما هى قضايا فى الأساس.. قضايا إما أن نكون معها، وداعمين لها، أو نكون العكس، ولا شىء فى المنتصف.

يدهشنى لأقصى درجات الدهشة، أن ينشغل كثيرون منا بحكاية تسريب أسئلة وأجوبة الثانوية العامة، باعتبارها مسألة منفصلة عما سبقها، وعما لابد أن يكون بعدها.. يدهشنى أن أسمع كلاماً من نوعية الإصرار على إقالة الوزير، وتغيير نظام الثانوية العامة، أو تعديل القبول بالجامعات.. يدهشنى ذلك إلى حد الذهول لأننا جربنا هذه الحلول نفسها، من قبل، ولم ينصلح شىء، ومع ذلك نعود إليها هى ذاتها، وكأننا لا نقرأ، ولا أبداً نتعلم!

الثانوية العامة ليست عاماً دراسياً معلقاً فى الهواء، ولكنه عام دراسى له ما قبله من أعوام، ثم إن له ما بعده أيضاً، لأن كل عام من الأعوام الدراسية ممهد لما بعده، وقائم على العام السابق عليه، وعندما نفكر، فى غمرة انفعالنا بالغش هذا العام، فى التعامل مع الثانوية العامة وحدها، فهذا له معنى واحد عندى، هو أننا لسنا جادين فى أخذ التعليم كقضية أكبر، على ما يجب أن يؤخذ عليه، حتى هذه اللحظة.. لسنا جادين!

إذا تصورنا التعليم غابة كبيرة، فعلينا أن نتطلع إلى الأشجار فيها، لا إلى الحشائش الصغيرة التى تنمو تحتها.. علينا أن ننشغل بالأساسيات فيه، لا الفروع، وعلينا أن نفهم أن تجارب الأمم من حولنا تقول إنه إرادة دولة، لا قضية وزير، فالدول التى أخذته هكذا تجاوزتنا بأميال وأميال.. وعلينا أن نفهم أن الانشغال بما إذا كان على الوزير أن يذهب، أو يبقى، هو فى حقيقته محاولة للاختيار بين أن يبقى التعليم سيئاً وبين أن يزداد سوءاً.

التعليم الجيد ليس مجانياً فى أى بلد، وإنما له ثمن يدفعه الطالب، أو تدفعه الدولة عنه، والحاصل أنه لا أحد يملك بيننا شجاعة دفع الثمن!

GMT 04:23 2019 السبت ,13 إبريل / نيسان

إلا السودان تقريبًا!

GMT 01:13 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

غمامات تتجمع في سماء تونس الخضراء

GMT 00:28 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

هكذا فكّر الرئيس!

GMT 05:27 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

مذيع آلي في دبي!

GMT 01:56 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

سنة أولى تابلت!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بقرار مِمَّنْ بقرار مِمَّنْ



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon