توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليسوا أعداء بالضرورة!

  مصر اليوم -

ليسوا أعداء بالضرورة

بقلم سليمان جودة

صباح السبت الماضى، وقفت فى شارع أوكسفورد، أشهر شوارع لندن التجارية، أتفرج على مظاهرة ضخمة ترفع اللافتات، وتنبه المارة بالميكروفونات!.

كان السبت هو يوم 14 مايو، وكان المتظاهرون يريدون تذكير الجميع، بأن غداً الأحد هو 15 مايو، وأنه يوم لا يجوز أن ينساه أى إنسان عنده ضمير، لأنه هو اليوم الذى قامت فيه إسرائيل عام 1948 على حساب دولة أخرى اسمها فلسطين، وعلى حساب شعب آخر بكامله اسمه الشعب الفلسطينى!.

وكان المتظاهرون يرفعون لافتات تحمل عبارات من نوعية أن «إسرائيل دولة عنصرية».. وأن «الصهيونية هى العنصرية».. وأن «إسرائيل دولة تحتل أرض غيرها».. وكانت هناك لافتة عريضة طويلة تقول إن هناك 750 ألف لاجئ فلسطينى، وأننا لا يجب أن ننساهم، وأن علينا أن نقف معهم فى قضيتهم العادلة.

وكانت المظاهرة تتحرك فى الشارع الشهير، ولا تكاد تقف فى مكان، ويتجمع حولها الناس، حتى تنتقل إلى غيره، وكانت الشرطة تتحرك معها وتحرسها، بل تفتح أمامها الطريق كلما كان هناك عائق يمنعها من المسير!.

وكان الواضح لكل الذين تابعوها معى، وساروا معها خطوات، أننا أمام مشهد متحضر على أرقى ما يكون التحضر.. مشهد تدرك فيه الشرطة أن من حق كل مواطن أن يتظاهر دفاعاً عن قضية يراها عادلة.. ثم مشهد تفهم فيه الشرطة أن هذا حق للمواطنين، وأن من حقهم أن يمارسوه، ومن واجبها أن تتركهم يمارسون حقهم، وأن تكون إلى جوارهم تحميهم طول الوقت.. ثم كان الأهم فى المشهد كله، أن الذين خرجوا فى المظاهرة، قد تشربوا مبادئ ثقافة التظاهر على أفضل ما يكون.

أما المبادئ فهى أنه إذا كان لك أن تخرج فى مظاهرة، وإذا كان التظاهر يمثل حقاً من حقوقك، فإن عليك أن تتعلم كيف تمارس هذا الحق، وأن تعرف أن الاعتداء على الممتلكات العامة، أو الخاصة، أثناء تظاهرك، إنما هو من المحظورات، وأن تدرك أن ممارسة العنف، أو التحريض عليه، ممنوع بنص القانون.

مضت المظاهرة فى طريقها، ووقفت وحدى بعد أن كادت تختفى عن الأنظار، وسألت نفسى عن المدى الزمنى الذى نحتاجه، حتى نصل إلى حدود هذا المشهد الراقى الذى تابعته بعينى!.

مشهد تكون فيه الشرطة على يقين، من أن الذين يخرجون للتظاهر، من أجل أى قضية ليسوا أعداء بالضرورة، لأنهم أصحاب قضية يرونها عادلة، يدافعون عنها، ويتمسكون بها.. ومشهد يكون فيه المتظاهرون، فى المقابل، على الدرجة نفسها من الرقى، بحيث لا يعتدون على الممتلكات العامة والخاصة وفقط، وإنما يجمعون مخلفاتهم من ورائهم، إذا غادروا المكان، ليتركوه كما كان، فيكتسبون تعاطف الرأى العام من حولهم، ويضمون آخرين إلى صفوفهم، ويقطعون خطوات فى اتجاه كسب القضية.. أى قضية.

كم من الوقت نحتاجه، لنصل إلى معالم هذه الثقافة العامة التى حكمت مشهداً راقياً تابعته خطوة، خطوة، فى مدينة الضباب؟!.. كلما خرجت عندنا مظاهرة، تكتشف أنك أمام أعدل قضية.. أياً كانت هى.. وأنك أمام أسوأ محامين عنها.. على الجانبين!.

GMT 04:23 2019 السبت ,13 إبريل / نيسان

إلا السودان تقريبًا!

GMT 01:13 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

غمامات تتجمع في سماء تونس الخضراء

GMT 00:28 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

هكذا فكّر الرئيس!

GMT 05:27 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

مذيع آلي في دبي!

GMT 01:56 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

سنة أولى تابلت!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليسوا أعداء بالضرورة ليسوا أعداء بالضرورة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon