توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس معركة الدول الأربع وحدها

  مصر اليوم -

ليس معركة الدول الأربع وحدها

بقلم : سليمان جودة

الآن... ما المطلوب من الدوحة؟!

أخشى أن يستغرب القارئ من السؤال، وأن يرى أني أسأل عن بديهيات من نوع أن حاصل جمع واحد زائد واحد: اثنان... لا ثلاثة طبعاً، ولا أربعة!

وسوف يكون القارئ الكريم على حق في استغرابه، ولكنه لو صبر قليلاً، فسوف يكتشف أني قصدت إلقاء السؤال بهذه الصيغة؛ لأن له عندي ما بعده!

له عندي ما بعده؛ لأن المطلوب من الدوحة، مهم، غير أن الأهم هو: من أين يجب أن تأتي المطالب التي على العاصمة القطرية أن تنصت إليها، وأن تستجيب لها؟!

إن الكل يعرف أن المطلوب منها أن تتوقف عن دعم منظمات التطرف، وجماعات الإرهاب، وأن تكف عن التدخل فيما لا يعنيها من شؤون الدول الأخرى، وخصوصاً الدول المحيطة بها، وأن تقلع عن لهجة التحريض التي تميز منصات إعلامية تملكها وتنفق عليها.

هذه، باختصار، هي أهم المطالب، وليس كل المطالب طبعاً، ولو أن هذه المطالب الثلاثة تحققت، وصادفت استجابة لدى الحكومة القطرية، فسيكون ما عداها سهلاً، وأمره هيناً!

ننتقل بعدها من المهم للأهم، ثم نسأل: هل المطالب الثلاثة تخص القاهرة، والرياض، وأبوظبي، والمنامة، وفقط؟! وبمعنى آخر: إذا كانت العواصم الأربع عانت وتعاني من الفكر المتطرف، ومن سلوك معتنقيه، ومن عواقب هذا السلوك، فهل يعني هذا أن التوقف عن دعم جماعات الإرهاب، والكف عن التدخل في شؤون الآخرين، والإقلاع عن لغة التحريض في الإعلام، كلها مطالب تخصها وحدها، كعواصم أربع قريبة جغرافياً من العاصمة القطرية، ولا تتعلق بعواصم أخرى حول العالم؟!

إذا جاءت الإجابة عن هذا التساؤل بـ«نعم»، فلن يكون لها من معنى، سوى أن العالم لا يرى القضية بين الدوحة وبين العواصم الأربع على حقيقتها، وأنه مدعو إلى أن يدقق فيها النظر، ليراها على ما يجب أن يراها عليه!

وإذا كانت الإجابة بـ«لا»، فسوف يكون على هذا العالم نفسه، أن يمارس مسؤوليته، وأن يقف مع العواصم الأربع وقفة عالم يحارب الإرهاب، والتطرف، والعنف، بمعيار واحد، ولا يفرق وهو يحاربه بين نوع منه هنا، يغض عنه البصر، ونوع آخر هناك يفتح عليه عينيه إلى آخرهما!

إن الإرهاب يضرب في لندن مرة، وفي نيس الفرنسية مرة من قبل، وفي برلين من قبل المدينتين، ثم في الولايات المتحدة، وفي الفلبين، وفي الصين، وفي كل مكان. وهو لا يفرق بين ضحاياه في الأرض التي يوجه ضرباته من فوقها، ولا في الاتجاهات التي يُصوب نحوها!

وهو بعد أن كان يضع قنبلة هنا، أو يفجر مبنى هناك، أصبح يفاجئ الأبرياء إما دهساً، وإما طعناً، دون تمييز، وبلا مقدمات!

ماذا نفهم من هذا كله؟! نفهم أن القصة في أساسها، ليست خاصة بمصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين، وحدها؛ لأن الإرهاب لا يوجه ضرباته إليها ويستثني غيرها. لم يحدث، فأمام كل عملية غادرة على أرض أي من الدول الأربع، تتعرض أكثر من أرض، في أكثر من دولة، لعمليات أشد غدراً، لا لعملية واحدة، ولا لضربة عابرة!

الإرهابي الذي يخرج على الناس رافعاً سلاحه، لا يستيقظ من نومه ليتصرف هكذا فجأة، ولكنه يفعلها بعد أن يكون قد انتقل من مرحلة الفكرة في الرأس، إلى مرحلة الخطوة على الأرض، وما بين الخطوتين، ثم ما قبلهما، هناك إعلام يحرض، وجهات تحرك، وجماعات توجه، وكلها من الإعلام، إلى الجهات، إلى الجماعات، لا بد أن تجد مَنْ يصيح أمامها بأعلى صوت: كفى!

المعركة ضد الإرهاب ليست معركة الدول الأربع، ولن تكون، ولو كانت معركتها وحدها ما كان وزراء خارجيتها قد تحركوا بين أرجاء الدنيا بهذا النشاط، ولا بهذه الدرجة من الهمة، ولكانوا قد طلبوا وزير الخارجية القطري إلى اجتماع، ثم صارحوه بأنهم وحدهم، دون غيرهم، مضارون من كذا وكذا، وأن عليه أن ينقل هذا إلى حكومته، وأن عدم التوقف عن إلحاق الضرر ببلادهم عاقبته كذا أيضاً وكذا!

ولكن المعركة ليست معركتهم وحدهم، إنها معركة عالم بكامله، ولا يكفي أن نسمع من واشنطون في القلب من هذا العالم، أن إدارة ترمب الحاكمة فيها، ترى ضرورة توقف قطر عن دعم التطرف. هذا في حد ذاته شيء جيد بالطبع، ولكنه أبدا لا يكفي. لا يكفي لأني يمكن أن أقوله، وغيري ممن لا يملكون سلطة سيد البيت الأبيض يقولونه، ولا بد أن يكون هناك فرق بين ما أقوله أنا وأنت وهو، من حيث أثره الفاعل على الأرض، وبين ما يقوله رئيس أقوى دولة في عالمنا!

وسوف نرى الفرق بأعيننا، إذا ما سمعنا سيد البيت الأبيض يقول إن المعركة معركة العاصمة الأميركية، بمثل ما هي معركة العواصم الأربع، وكذلك أي عاصمة أخرى تضررت من الإرهاب وتتضرر، سواء بسواء، وإن هذا هو الدليل!

ضرر الإرهاب يتجاوز الدول الأربع، والمعركة معه لها الطبيعة نفسها!

المصدر : صحفة الشرق الأوسط

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس معركة الدول الأربع وحدها ليس معركة الدول الأربع وحدها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon