توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سؤال تهرّب منه الرئيس!

  مصر اليوم -

سؤال تهرّب منه الرئيس

بقلم سليمان جودة

فى حديث الرئيس مع الأستاذ أسامة كمال أشياء إيجابية كثيرة، لابد أن نتوقف عندها، منها- مثلاً- كلامه عن وضع سيناء أمنياً، الآن، وكيف أن المشكلة كلها مع أهل الإرهاب تنحصر فى المسافة الممتدة من حدودنا مع فلسطين إلى العريش، وفقط، وأن الجيش يتعامل معها بما يجب، وأنه قادر عليها، لأنه الجيش المصرى أولاً، ولأن الجميع يعرفون تمام المعرفة، ثانيا، حقيقة قدرات الجيش المصرى العظيم، حين يقرر أن يتصدى لشىء.

وقد كنت أتمنى لو أفاض الرئيس أكثر فى الحديث عن هذه المسألة تحديداً، لأن مساحة سيناء 66 ألف كيلومتر مربع، ولأن المسافة التى أشار إليها لا تكاد تزيد على 30 كيلومترا، ولأن هناك مَنْ يمارس الدعاية المركزة خارجياً، بقصد تصوير سيناء كلها على أنها منطقة إرهاب بالكامل، بل إن هناك مَنْ يمارس الدعاية ذاتها ليصور مصر كلها على أنها جميعها صورة مما يحدث بين رفح على حدود فلسطين شرقاً، وبين العريش على أرضنا غرباً!

تلك مسألة كنت أتمنى لو أكد الرئيس عليها، ثم أعاد التأكيد، مرتين، وثلاثاً، وعشراً، حتى يقطع الطريق على الذين يشوشون على صورة البلد بكامله فى الخارج، ولا يتوقفون عن القول لهذا الخارج، طول الوقت، إن مصر مهددة بالإرهاب بكاملها، وإنه لا فرق بينها كلها، بمساحتها البالغة مليون كيلومتر مربع، وبين الثلاثين كيلومتراً الممتدة من رفح إلى العريش!

ومما قاله الرئيس كذلك، ثم مر عليه عابراً مع أنه كان يستحق التوقف عنده قليلاً، أن المصريين صاروا بعد أيام الإخوان يفرّقون جيدا بين الدين فى أصوله وفطرته الأولى، وبين الذين يتاجرون بالدين!

هذه قضية كانت تستأهل وقفة منه وشرحاً، لأنها أساسية، وليست هامشية، ولأنها من المهم أن تترسخ فى عقل كل الذين استمعوا إلى الحوار، ولأن الإخوان أنفسهم، يبدو أنهم لم ينتبهوا إليها حتى لحظة كلام الرئيس عنها، مع أنها تخصهم أكثر مما تخص أى طرف غيرهم.

هذا كله وغيره مما تناثر على طول الحديث، يظل محسوباً للرئيس، ويبقى فى ميزانه عند الناس. غير أن ما أحسبه عليه، وأرجو أن يتسع صدره لذلك، أنه تهرّب من الإجابة عن السؤال، عما إذا كانت هناك دراسة جدوى اقتصادية لمشروع المليون ونصف المليون فدان أم لا؟! وكان السؤال واضحاً، وكان صاحبه يسأل عن السبب الذى منع الدولة، ولايزال يمنعها، من إتاحة دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع لكل مصرى، حتى يطمئن قلب كل واحد منا، ولكن الرئيس لم يقترب من الإجابة عن السؤال وتجاهلها كلياً، وأجاب بشىء آخر تماماً، وراح يستفيض فى الكلام عن «امتلاك القدرة» بالنسبة للدولة فى الزراعة وفى غير الزراعة.

ولا أعرف لماذا غاب عن الأستاذ أسامة أنه ينوب عن المشاهد أمام الرئيس، وأن عليه بالتالى أن يعيد طرح السؤال على الرئيس حتى يحصل على إجابته، وأن يعيد تذكير رأس الدولة بأنه كصاحب سؤال، لا يسأل عن امتلاك قدرة، ولكنه يسأل تحديداً عن دراسة جدوى «اقتصادية» للمشروع، وعما إذا كانت موجودة أم لا.. وأين هى.

ربما أحس صاحب السؤال بأن إعادة طرحه سوف تكون محرجة للرئيس.. فتجاوز الإجابة الغائبة إلى البحث عن إجابات لأسئلة أخرى، بما أدى فى النهاية إلى أن تصبح هذه الإجابة الغائبة ثغرة كبيرة فى الحوار كله، لأننا نتحدث عن دراسة جدوى اقتصادية لمليون ونصف المليون فدان، لا لفدان ولا لعشرة أفدنة!

هل يعرف الرئيس، وهل يعرف أسامة كمال، أن الدكتور محمود عمارة لمّا يئس من الحصول على جواب واضح لهذا السؤال تحديداً، ولمّا أحس بأنه كلما سأله راوغ الذين عليهم أن يجيبوا وغيّروا الموضوع، توقف عن الكتابة نهائياً، وغادر البلد يملؤه الإحباط كما يملأ غيره، ممن تعنيهم القضية نفسها؟!.. هل يعرف الرئيس والمحاور أن الدكتور عمارة توقف وغادر، ولسان حاله يردد الآية الكريمة: «فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله»؟!.. هل يعرفان؟!

GMT 04:23 2019 السبت ,13 إبريل / نيسان

إلا السودان تقريبًا!

GMT 01:13 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

غمامات تتجمع في سماء تونس الخضراء

GMT 00:28 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

هكذا فكّر الرئيس!

GMT 05:27 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

مذيع آلي في دبي!

GMT 01:56 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

سنة أولى تابلت!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سؤال تهرّب منه الرئيس سؤال تهرّب منه الرئيس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon