توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجيب محفوظ القبطى!

  مصر اليوم -

نجيب محفوظ القبطى

بقلم سليمان جودة

يروى نجيب محفوظ فى مذكراته، التى كتبها الراحل رجاء النقاش، أنه لما تخرج فى جامعة القاهرة كان مرشحاً لبعثة دراسية فى الخارج، وأن اسمه جرى رفضه عندما عرضوه على الموظف المختص، وأن الرفض كان راجعاً إلى اعتقاد الموظف أن صاحب الاسم قبطى!

فى ذلك الوقت، من زمان ما قبل ثورة يوليو 1952، كان الدكتور نجيب محفوظ باشا، طبيب أمراض النساء، اسماً شهيراً فى الحياة العامة، وكان هو الذى أشرف على وضع نجيب محفوظ طفلاً، وكانت أم أديب نوبل قد أطلقت اسم طبيبها على وليدها، وكان موظف الجامعة يعرف، فيما يبدو، أن الطبيب الشهير قبطى، وأن الطالب المعروضة أوراقه أمامه، من أجل الفوز بالبعثة، قبطى بالتالى، فحجبها عنه، فلا سامحه الله، ولا سامح أمثاله، ممن يتطلعون إلى كل شخص حسب ديانته، لا حسب انتمائه إلى وطنه وفقط!

واقعة كهذه، تشير لنا جميعاً إلى أهمية الخطوة التى اتخذها الدكتور جابر نصار، فى الجامعة ذاتها، حين ألغى خانة الديانة فى الأوراق الرسمية التى تتعامل فيها جامعته كلها، ليس لأنه ضد ديانة أحد أياً كانت، لا سمح الله، ولكن لأنه يريد كما نريد، وكما يريد كل عاقل فى هذا البلد، أن ننحى جانباً ديانة كل واحد منا، لتكون بعيدة عن أى نقاش عام بيننا، وأن تكون الديانة مسألة بين الإنسان وربه، سبحانه وتعالى، وألا يدخل فيها طرف ثالث لأى سبب!

قرار رئيس الجامعة الأم قرار مهم، وعلينا أن نشجعه كلنا، وأن نقف إلى جواره، غير أن له بقية، فى الجامعة وفى خارج الجامعة، وهذه البقية هى ألا نحرم أى مصرى من أى وظيفة بسبب ديانته، وأن تكون كل الوظائف داخل الجامعة وخارجها بالسواء، مفتوحة أمام كل مصرى، مادام قد استوفى باقى الشروط المطلوبة لشغلها كوظيفة!

إننى أطالب الدكتور جابر بأن يفرض هذه القاعدة فرضاً، وأن يرسخها فى تعيينات المعيدين، والعمداء، ورؤساء الأقسام، وغيرها فى جامعته، وأن يتحراها بنفسه، وألا يتهاون فى ذلك أبداً، وألا يتم حرمان أى إنسان داخل الجامعة، من موقع يستحقه، لسبب متعلق بديانته، فمثل هذا الحرمان إذا وقع، يظل عاراً فى جبين كل إنسان حر!

واقعة نجيب محفوظ تنبهنا إلى أن التمييز ضد الناس، يمكن أن يمارسه بعضنا من مجرد سماع الاسم، ومن مجرد تخمين ديانة صاحب الاسم، دون الرجوع إلى شهادة ميلاده، ولا إلى أوراقه، وهذا ما لا يجب أن نسمح به، بأى حال، وما لا يجب أن نمرره تحت أى ظرف!

حامل جنسية هذا الوطن هو مصرى، ولا شىء غير ذلك، وليس مطلوباً منه أن يكشف عن شىء يخص شخصيته، سوى أنه مصرى، ولا مطلوب منا، كحكومة بكل أجهزتها، ودولة بكل مؤسساتها، أن نعامله على غير هذا الأساس.. أساس أنه مصرى وفقط، فهو يكفى ويزيد!

GMT 04:23 2019 السبت ,13 إبريل / نيسان

إلا السودان تقريبًا!

GMT 01:13 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

غمامات تتجمع في سماء تونس الخضراء

GMT 00:28 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

هكذا فكّر الرئيس!

GMT 05:27 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

مذيع آلي في دبي!

GMT 01:56 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

سنة أولى تابلت!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجيب محفوظ القبطى نجيب محفوظ القبطى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon