توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثورة على ثورة!

  مصر اليوم -

ثورة على ثورة

سليمان جودة

دعانى الوزير محمد بن عيسى، أمين عام منتدى أصيلة الثقافى الدولى، إلى أن أتكلم أمام موسم المنتدى لهذا العام، تحت عنوان أعم هو: «النخبة، والدين، والدولة».. وكان هناك عنوان آخر، أقل عمومية، هو: «النخبة، والحداثة، والديمقراطية».

وكان الرجل قد اختار أسماء فى الوطن العربى، وخارجه، ثم دعاهم إلى المغرب، وطرح عليهم موضوعين أساسيين، أولهما المجتمع المدنى، وثانيهما الدين والدولة.. أين.. وإلى أين؟!

وكان تقديرى، أنه لا حداثة بمعناها الحقيقى دون دولة تمارس حضورها على أرضها، ولا ديمقراطية دون إبعاد الدين عن أن يكون أداة من أدوات السياسة، ثم عن أن يجرى توظيفه لخدمة السياسة، فالدين بطبيعته أسمى من أن يكون أداة فى يد السياسى، وأرفع من أن يكون مؤدياً لوظيفة نحو غنيمة سياسية.

ومما قلته هناك، إنه من المهم أن نتذكر، ونحن نتكلم عن الدين، والدولة، والحداثة والديمقراطية، أن إحسان عبدالقدوس، يرحمه الله، كان قد أصدر كتاباً مهماً فى عام 1986، وكان عنوانه «البحث عن ثورة».

كانت الثورة المقصودة فى عنوان الكتاب، هى ثورة يوليو 1952، وكان «إحسان» فى ذكرى مرور 34 سنة عليها، يريد أن يعرف ماذا بقى منها، وماذا بالضبط تحقق من بين مبادئها الستة الشهيرة؟!

وفى آخر صفحة من الكتاب، سوف يصل القارئ، مع صاحب الكتاب، إلى نتيجة مزعجة للغاية، هى أن تلك الثورة إذا كانت قد رفعت، فى بدء أيامها، ستة مبادئ أساسية، فإن مبدأ واحداً منها فقط قد تحقق، وهذا المبدأ هو: إقامة جيش وطنى قوى.. أما ما عدا مبدأ الجيش الوطنى القوى، فلقد ظل محل شك كبير، ابتداءً من مبدأ إقامة عدالة اجتماعية، وانتهاءً بإقامة حياة ديمقراطية سليمة، مروراً بما بينهما.

فلا العدالة الاجتماعية بامتداد 34 سنة قد تحققت، ولا الحياة الديمقراطية السليمة قد قامت.. وعندما اشتعلت 25 يناير 2011، كان اشتعالها فى حينها دليلاً آخر على أن «العدالة الاجتماعية» بقيت مبدأ مرفوعاً على الورق، وأنها ظلت معلقة فى الهواء فى انتظار أن ينزلها أحد على الأرض، ليطبقها، رغم مرور ما يقرب من 60 عاماً، فى 2011، على «يوليو 52».. لا مرور 34 سنة فقط أيام كتاب إحسان!

وكان الدليل على ذلك أن «25 يناير» رفعت المبدأ ذاته شعاراً لها، من بين شعاراتها الثلاثة الشهيرة، وكان المعنى عندى، أن 25 يناير، كانت ثورة على 23 يوليو نفسها.. كانت ثورة على ثورة، أكثر منها ثورة على نظام حسنى مبارك الحاكم!

ولم يتحقق مبدأ العدالة الاجتماعية فى يوليو 52، لأن الدولة فى ظل «يوليو» تلك، قد انشغلت بنفسها عن أهلها، وبنظامها الحاكم عن رعاياها، ولا بديل الآن عن أن تنشغل الدولة برعاياها، ليصبحوا مواطنين، لا مجرد رعايا، ثم لا بديل الآن عن أن تتحول من دولة الشكل، التى حالت دون تحقق المبادئ التى بحث عنها إحسان عبدالقدوس، إلى دولة المضمون التى تمارس وظيفة لها محددة، إزاء كل مواطن على أرضها.

حضور دولة المضمون يحوّل الرعايا إلى مواطنين، ويعرى المتاجرين بالدين، ويمنع الاتجار بما نزل على عباد الله من السماء.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة على ثورة ثورة على ثورة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon