بقلم - سليمان جودة
نظرة عابرة على تصريحات عدد من الوزراء الجُدد فى حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، تقول إن كل وزير منهم حدد أولويات عمل لنفسه يراها فى وزارته، دون أن يقال شىء عما إذا كانت هذه الأولويات مرتبطة بأولويات الوزير السابق عليه، أو بأولويات المرحلة التى حددها الرئيس فى خطاب التنصيب!
لقد قرأت للدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، أن أولوياتها هى إعداد الطبيب، ولا أعرف ما إذا كان إعداد الطبيب من بين أولويات الوزير السابق عليها، الدكتور أحمد عماد، أم أن الدكتورة «زايد» حددت أولويات عمل خاصة بها منذ اليوم الأول لها فى الوزارة؟!
ويعرف الدكتور مدبولى أن الرئيس قال فى خطاب التنصيب، ٢ يونيو، إن أولويات فترة الرئاسة الثانية ثلاث، وأنها الصحة، والتعليم، والثقافة!.. وعندما يقول رأس الدولة ذلك، فى خطاب يفتتح به فترة رئاسية جديدة، فهذا معناه أن الخطاب بأولوياته يمثل برنامج عمل واضحا لأربع سنوات قادمة، وأنه سيبقى ماثلاً أمام عين كل وزير، وكل مسؤول، فلا يغيب عنها!
ويريد المواطن المتابع لخطوات الحكومة أن يرى ترجمةً للخطاب الرئاسى، ولأولوياته، يوماً بعد يوم، ويريد أن يشعر بأن الوزراء جميعاً مشغولون بنقل الأولويات الثلاث، من كلمات مُسجلة فى خطاب تنصيب إلى واقع حى تجرى فيه الدماء على الأرض!
وليس معنى ذلك أن الزراعة.. مثلاً.. لن تكون محل اهتمام، لأنها ليست من بين الأولويات الثلاث، وإنما معناه أن الصحة، والتعليم، والثقافة ستحظى برعاية خاصة على مستوى الاهتمام، وعلى مستوى الإنفاق العام، دون إهمال بالطبع لأى ملف آخر، من نوع الزراعة، أو من نوع غيرها!
وما أزعجنى فى كلام الدكتورة «زايد» ليس أنها ستهتم بالطبيب.. فهذا شىء يُحسب لها فى حدوده.. ولكن ما أزعجنى أن كل وزير لو حدد أولويات تخصه، دون النظر إلى أولويات الوزير الذى سبقه فى المنصب نفسه، فلن تتحقق فكرة التراكم فى العمل العام لدينا، ولن يشعر الناس بإنجاز تحقق هنا، أو بعمل تم هناك.. فهذه الفكرة على وجه التحديد.. فكرة التراكم المستمر من عمل لاحق على عمل سابق.. هى أساس انتقال الأمم من حال إلى حال آخر أفضل!
وقيمة العمل على أولويات محددة، وواضحة، أنها تضع هدفاً يسعى المسؤول إلى إدراكه طول الوقت، وأنها تزرع الأمل لدى المواطنين وتظل تبعث فيه الحياة!
نقلًا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع