توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تضييع وقت.. وماء!

  مصر اليوم -

تضييع وقت وماء

بقلم سليمان جودة

تقول وزارة الخارجية إنها مطمئنة إلى التزام إثيوبيا باتفاق إعلان المبادئ، الذى جرى توقيعه بيننا وبينها، ومعنا السودان، فى مارس قبل الماضى، وأقول إنى لست مطمئناً، وأظن أن هذا هو شعور مصريين كثيرين غيرى!

والقصة مع اطمئنان الخارجية بدأت صباح الجمعة الماضى، عندما نشرت «الشرق الأوسط»، التى تصدر فى لندن، حواراً مع وزير الإعلام الإثيوبى، قال فيه العبارة التالية: «إذا كان هناك من سيرى بعد انتهاء دراسات سد النهضة أنه سوف يتضرر فى ماء النيل، فهذه ليست مشكلتنا فى إثيوبيا!».

قرأت العبارة فى يوم نشرها، وشعرت بضيق شديد، وفكرت فى أن أعبر وقتها عن ضيقى فى هذا المكان، لولا أنى فضلت عن تجارب سابقة أن أنتظر!

بعدها بثلاثة أيام، عادت «الشرق الأوسط» لتنشر كلاماً على لسان المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث باسم الخارجية، يقول فيه إن الوزارة اهتمت بالأمر جداً، بمجرد خروج الحوار مع الوزير إلى النور، وإنها تواصلت معه، وإنها حصلت من إثيوبيا على تطمينات، وإن الوزير قال للسفارة المصرية فى بلاده، تعقيباً على ما جاء فى حواره، إنهم ملتزمون باتفاق إعلان المبادئ!

وحقيقة الأمر أن ما حدث مع حوار وزير الإعلام تكرر من قبل مراراً مع مسؤولين إثيوبيين آخرين، وكانوا فى كل مرة، شأن الوزير بالضبط، يقولون الكلام، ثم يقولون عكسه بعد صدوره عنهم، إذا ما أثار مشكلة مع مصر!

ولو عاد أحد إلى ما كتبته فى هذا المكان، يوم توقيع اتفاق إعلان المبادئ، فسيكتشف أنى قلت إن بنود الإعلان فى حد ذاتها لا تبعث على الاطمئنان، من حيث صياغتها، لأنها لا تلزم الجانب الإثيوبى بشىء إزاءنا.

وأذكر تماماً أنى كتبت قبل التوقيع بـ24 ساعة، أطالب الرئيس، ليس بعدم التوقيع، وإنما بتأجيله ساعات، حتى يتم ضبط الصياغات فى الاتفاق، وحتى يتضمن بنداً واحداً يقول ما يلى باختصار، ووضوح: تعلن إثيوبيا التزامها بعدم الإضرار بمتر مكعب واحد من حصة مصر التاريخية والثابتة فى ماء النيل، والتى تبلغ 55 مليار متر مكعب سنوياً.

عبارة كهذه، لو جاءت فى صلب الاتفاق لكانت كافية لطمأنة أطراف الاتفاق الثلاثة عموماً، وطمأنة مصر خصوصاً، ولم نكن فى حاجة بعدها إلى كل هذا الجدل الذى لا يتوقف إلا ليبدأ من جديد!

وإذا شئت أن أكون أكثر دقة، فى كلامى عن اطمئنان الخارجية، المعلن على لسان المستشار أبوزيد، فسأقول إن اطمئنانى ينقصه الكثير، وإنه اطمئنان شفهى، إذا جاز التعبير، كاطمئنان الخارجية بالضبط فى حقيقته، لا لشىء، إلا لأن الدول لا تطمئن بعضها البعض، فى مثل هذه الحالات، بكلام شفهى، وإنما بكلام مكتوب يحمل إمضاءات المسؤولين الذين يعنيهم الأمر.

السادات، يرحمه الله، عندما طلب من إسرائيل أن تعيد إلينا أرضنا، راح يقرن مطلبه منها باتفاقية تم التوقيع عليها أمام العالم، عام 1978، وكانت تل أبيب تلتزم فيها، كتابة لا شفاهية، بإعادة أرض مصر المحتلة إليها، متراً متراً، وهو ما حدث على مرتين، واحدة منهما فى 25 إبريل 1982، والثانية فى مارس 1989، التى عادت فيها طابا إلى سيناء، ولم تفلح محاولات إسرائيل فى استبقاء طابا عندها، لأن الاتفاقية «المكتوبة» بيننا وبينها، كانت ترغمها على ألا يبقى عندها متر واحد من أرضنا.

كل كلام عن دراسات سد النهضة هو فى تقديرى تضييع وقت وتضييع ماء، وهو جهد لا طائل وراءه، وإذا شئنا شيئاً عملياً، وجاداً، فى هذه اللحظة، فليكن هذا الشىء هو إضافة بند إلى اتفاق إعلان المبادئ، يقال فيه المعنى الذى أشرت إليه، بوضوح لا يحتمل أى لبس، وماعدا ذلك لن ينتج فى الدعوى كما يقول أهل القانون!

GMT 04:23 2019 السبت ,13 إبريل / نيسان

إلا السودان تقريبًا!

GMT 01:13 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

غمامات تتجمع في سماء تونس الخضراء

GMT 00:28 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

هكذا فكّر الرئيس!

GMT 05:27 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

مذيع آلي في دبي!

GMT 01:56 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

سنة أولى تابلت!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تضييع وقت وماء تضييع وقت وماء



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon