توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بدلاً من الفكة!

  مصر اليوم -

بدلاً من الفكة

سليمان جودة

فى إمكان صانع القرار فى البلد أن يوظف ملف مركب رشيد الغارق، وأن يستثمره، وأن يحوله مع سواه من ملفات المراكب التى غرقت من قبل، من نقمة عائمة إلى نعمة جارية، إذا عرف كيف يخاطب الاتحاد الأوروبى، وإذا عرف كيف يقنعه بأن مصر تتحمل تكلفة عالية فى سبيل وقف تدفق اللاجئين إليه فى جنوب أوروبا، وأن على دول الاتحاد أن تدفع جزءاً من هذه التكلفة إذا أرادت صد الهجرة غير الشرعية بجد!

أقول ذلك لسببين، أولهما أن «مارتن شولتس»، رئيس البرلمان الأوروبى، دعا أثناء مأساة المركب إلى إبرام اتفاقية لاجئين مع القاهرة، مماثلة للاتفاقية التى أبرمها الاتحاد الأوروبى مع أنقرة، فى الشأن نفسه، قبل عدة أشهر!

والسبب الثانى أن تركيا عرفت جيداً كيف توظف هذه القضية لصالح اقتصادها، ولصالح خزانتها العامة، وهى تفاوض!

فالاتحاد فى مقره فى بروكسل جاء عليه وقت تصور فيه أن فى مقدوره أن يدغدغ مشاعر أردوغان، وأن يوهمه بأنه - أى الاتحاد - سوف يبحث فى مسألة انضمام تركيا عضواً فيه، إذا نجح الرئيس التركى فى حجز اللاجئين على أرضه، وإذا منعهم من العبور إلى أرض أوروبا، وإذا كان جاداً فى ذلك!

وما كاد الاتحاد يقول ذلك حتى كان رئيس الوزراء التركى السابق، داوود أوغلو، فى بروكسل، من أجل تحويل ما يقول به الاتحاد إلى صفقة بين الطرفين. وكان الطرف الأوروبى كلما قال إنه سوف يمنح الأتراك كذا ملياراً من اليوروهات، ثمناً لحجز اللاجئين، ردت الحكومة التركية وقالت إن المبلغ قليل، وإننا نريد كذا على وجه التحديد، فحصلت فى النهاية على مليارات لم تكن تتوقعها، ولا كانت تحلم بها!

ليس هذا فقط، وإنما كان أردوغان، ولايزال، كلما أحس بأنه فى حاجة إلى مبلغ إضافى هدد بالتوقف عن الالتزام بالاتفاقية التى أبرمها رئيس حكومته سابقاً مع الأوروبيين فى بلجيكا، وفى كل مرة كانت أوروبا تستجيب، وتدفع، ليس عن ضعف أمامه، وإنما عن إدراك أنه يمسكها من يدها التى «تُوجعها»!

لا أدعو بالطبع إلى ممارسة ابتزاز من نوع ما كان يمارسه الرئيس التركى مع الاتحاد الأوروبى، ولايزال يمارسه، وإنما أدعو إلى أن نشرح للأوروبيين أن نصف العدد الذى غرق مع مركب رشيد لم يكن من مصر، وأن أفراد هذا النصف غير المصرى كانوا من الصومال، والسودان، وإريتريا، ودول أفريقية أخرى، ليست لها شواطئ مع البحر المتوسط، وأن مصر إذا قررت مراقبة شواطئها جيداً، ومنع إبحار مراكب قادمة فى المستقبل، فإن ذلك سوف يرتب عليها تكلفة مادية تفوق طاقتها، سواء فى عملية مراقبة الشواطئ الممتدة لألف كيلومتر، أو فى إعاشة الذين لن يبحروا، والذين سوف يزاحمون مواطنيها، بالتالى، فى العيش على أرض البلد، وأنه ليس من العدل أن نتحمل هذه التكلفة وحدنا!

كلموا الاتحاد الأوروبى، كما كلمته تركيا، بدلاً من الكلام فى الفكة!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بدلاً من الفكة بدلاً من الفكة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon