توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس لأنهم أقباط

  مصر اليوم -

ليس لأنهم أقباط

سليمان جودة

ليست المرة الأولى التى يتم فيها اختطاف أقباط فى ليبيا، فالباحث مينا ثابت يقول إنه إذا كان قد جرى اختطاف 13 قبطياً فى مدينة سرت الليبية، قبل يومين، فإن عدد المختطفين إجمالاً، من الأقباط تحديداً، قد وصل إلى 24، منذ بدأت هذه الحكاية فى أغسطس الماضى.

وسوف يلفت انتباهك فيما يجرى من جهود لإطلاق سراح الـ13 شخصاً، أن الجهود كلها تجرى مع قبائل هناك، فلا هى مع وزارة خارجية مثلاً، ولا هى مع حكومة، رغم وجود حكومة برئاسة عبدالله الثنى، ولا هى حتى مع دولة.. ثم يلفت انتباهك كذلك أن سفير مصر فى ليبيا يمارس عمله من القاهرة!

ولابد أنك سوف تسأل نفسك عن السبب وراء التركيز على استهداف الأقباط دون غيرهم فى الشهور الأخيرة؟!.. هل يحدث هذا لأنهم أقباط وفقط، أى لسبب دينى مجرد، أم أنه يحدث لأسباب أخرى؟!

طبعاً.. الاستهداف جرى فى حق جميع المصريين على الأرض الليبية دون تمييز، فى مرحلة ما بعد القذافى، غير أن تكرار اختطاف أقباط دون غيرهم، ولأكثر من مرة، لابد أن يجعلنا نفتش عن المبرر.. وأكاد أقول إنه مبرر مادى خالص، بمعنى أن الخاطفين قد يعتقدون أن الأقباط عموماً، من بين القادرين فى مصر، وأنهم بالتالى سوف يسددون أى فدية، مطلوبة، وإذا لم يسددوا، كأفراد وعائلات، ففى إمكان الكنيسة أن تسدد عنهم!

هذه مسألة أظن أنها موجودة عموماً فى أذهان الخاطفين، ولكنهم يجب أن ينتبهوا إلى أن المختطفين إنما هم عمال بسطاء، وأنهم لو كانوا من بين القادرين أو الأثرياء حقاً، ما كانوا قد غادروا بلدهم أصلاً، بحثاً عن جنيهات معدودة، وأن الكنيسة قادرة، من خلال الدولة المصرية، على أن تعيد أبناءها، دون دفع مليم لأى مبتز هناك، ودون أن تسمح لأحد بأن يستدرجها فى هذا الطريق.

ولابد أنه من الصعب أن نتصور أن ما نشهده فى ليبيا، فيما بعد سقوط العقيد، خصوصاً، وسقوط الإخوان فى مصر، وفى المنطقة عموماً، مسألة وليدة الصدفة.. فهناك أطراف إقليمية، وأخرى دولية، تغذى نار الفوضى لدى الليبيين، وتشعلها فى كل يوم، وهى قادرة على إطفائها لو أرادت، لولا أنها، أى تلك الأطراف على اختلافها، تتوهم أن ليبيا يمكن أن تكون ورقة للضغط على دول فى المنطقة، ومن بينها، بل فى مقدمتها مصر!.. وأتخيل أن القاهرة، فى لحظتنا هذه، منتبهة إلى هذا كله جيداً، وبكل وعيها السياسى وغير السياسى.

وإذا كانت الخارجية المصرية قد دعت المصريين إلى عدم التوجه حالياً إلى ليبيا، تحت أى ظرف، فهى محنة بلا حدود لمصريين بمئات الألوف، كانوا يجدون باباً للرزق فى هذا الاتجاه، وعندما يتراجع سعر برميل البترول من 110 دولارات إلى 60 دولاراً، فالمؤكد أن حظ العامل المصرى فى الخليج لن يكون أسعد حالاً عن حظ مثيله فى ليبيا!

وكأن الطبيعة تعاقبنا مرتين: مرة حين ظهر البترول فى ليبيا، ثم يتعدانا، ويظهر فى السعودية، ومرة عندما ينزل سعره إلى هذا الحد شرقاً، وعندما تنشأ الفوضى إلى هذا الحد أيضاً، على حدودنا فى الغرب.. فلله الأمر كله.

ولكن هذا لا يمنع من أن نقول إن عندنا فى المقابل نهراً من البترول يجرى، اسمه نهر النيل، وهو لايزال فى حاجة إلى حكومة تدرك قيمته، وقيمة ما يتدفق بين شاطئيه، ثم تحول هذه القيمة إلى فلوس كثيرة فى أيدى الناس!.. وتغنيهم عن إهدار كرامتهم شرقاً أو غرباً!

ما أغنى هذا البلد حين يتولاه رجال يعرفون كيف يديرون موارده.. وما أتعسه حين يقوم على أرضه العكس!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس لأنهم أقباط ليس لأنهم أقباط



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon