توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا نحتمل تأخيره ساعة واحدة!

  مصر اليوم -

لا نحتمل تأخيره ساعة واحدة

سليمان جودة

قرأت إعلاناً فى أكثر من صحيفة، موجهاً من وزارة الزراعة، إلى الفلاحين، على النحو الآتى: أخى المزارع.. لتعظيم العائد لوحدة الأرض والمياه، شارك معنا فى تطوير الرى الحقلى!

وقد فرحت وحزنت فى الوقت نفسه، حين قرأت هذه العبارة الموجهة إلى عموم الفلاحين فى أنحاء البلد!

فرحت، لأنى رأيت أن لدى الوزارة المختصة بشؤون الأرض والزراعة فى بلدنا إحساساً بأن طريقة الرى الحالية لا يجوز أن تستمر، بشكلها الحالى، ولأنها تعرف، كوزارة مسؤولة، أنه ليس من المعقول أبداً، أن نكون فى عام 2014، ثم يكون الفلاح المصرى لايزال معتمداً، على الرى بالغمر، وهو نفسه الرى الذى كان أجدادنا الفراعنة يروون به الأرض فى زمانهم، وكأن الزمن لم يمر علينا، ولم يعبر من عندنا، منذ الفراعنة إلى الآن!.. غير أنه إذا كان من المهم أن تعرف الوزارة، هذا الأمر، فالأهم أن تترجم معرفتها لفعل.

ثم حزنت، لأننا لانزال فى مرحلة المناشدة مع المزارعين، ليشاركوا معنا فى تطوير الرى الحقلى.. إذ المتخيل أننا عبرنا هذه المرحلة من زمان، والمتصور أن نكون قد طورنا هذه الحكاية من سنين مضت، والمفترض أن يكون الرى بالغمر فى أرضنا قد اختفى منذ عقود من الزمان!

ولا شأن طبعاً لما أقوله هنا بحكاية سد النهضة، وما إذا كان نصيبنا من الماء سينقص بعده، أم سيظل كما هو.. لا.. لا شأن للموضوع بهذا، وإنما هذا الكلام له شأن أساسى بمدى إدراكنا لقيمة كل نقطة مياه قادمة إلينا، ومدى حرصنا على ألا نهدر نقطة واحدة.. نعم نقطة واحدة.. من ماء النيل، الذى أتصوره أغلى من البترول ذاته لدى الذين يعرفون ماذا يعنى أن يكون عندهم نهر بعظمة النيل، وماذا عليهم أن يفعلوا معه، ومع مياهه التى تجرى لألف كيلو من الجنوب للشمال!

وإذا كان لأحد أن يعرف حجم إهدارنا الإجرامى للماء العذب، فلا أطلب منه سوى أن يقارن بين كميات المياه المتاحة لإسرائيل، باعتبارها دولة ملاصقة لنا، وحجم إنتاجها الزراعى من هذه الكميات، وبين كميات المياه المتاحة لنا، وكذلك حجم إنتاجنا الزراعى من ورائها.. قارن، وسوف تصاب باكتئاب لن يفارقك!

منذ سنوات، ومنذ أيام الرئيس الأسبق مبارك، ونحن نقول إن لدينا ثروة لا يمكن تقديرها بكنوز الأرض، وإن هذه الثروة اسمها ماء النيل، وإن علينا أن نوظف كل قطرة فيها التوظيف الأمثل، وإن، وإن.. ولكن دون جدوى.. ثم تأتى لتقرأ، فى العام الرابع عشر من الألفية الثالثة، أننا لانزال نناشد أخانا المزارع أن يشارك معنا فى تطوير الرى الحقلى!

55 مليار متر مكعب من ماء النهر تتدفق إلينا كل عام، وهى كمية، لو أتيحت لدول من حولنا، لكانت صادرات هذه الدول، من منتجات الزراعة، قد غزت العالم كله، ولكانت هذه الكمية من الماء هى بترولها الحقيقى الذى لا يقل عن بترول الخليج، إن لم يكن يزيد!

وإذا كان الرئيس قد تحدث، حين كان مرشحاً رئاسياً، عن أن تطوير نظم الرى إلى النظم الأحدث فيها، من بين أولوياته، فالرجاء ألا يؤخر البدء فى هذا البند فى برنامجه الانتخابى ساعة واحدة، وأن يبدأ فيه من الغد، لا بعد الغد!

إن أى متابع للطريقة التى نهدر بها مياهنا، سواء فى الشرب، أو فى الرى، سوف يقطع بأننا لا نستحق هذا النيل، والطبيعة لابد أنها نادمة على أنها وهبتنا إياه!

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا نحتمل تأخيره ساعة واحدة لا نحتمل تأخيره ساعة واحدة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon