توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف طاوعك قلبك يا سيادة الرئيس؟!

  مصر اليوم -

كيف طاوعك قلبك يا سيادة الرئيس

سليمان جودة

لا أكاد أصدق أن يقول الرئيس لرؤساء التحرير، فى لقائه معهم، أمس الأول، إن الدولة لا تملك آليات كافية لضبط الأسواق!.. لا أكاد أصدق أبداً!
ولا أكاد أصدق أن يكمل الرئيس كلامه فى الاتجاه نفسه فيقول إن الحكومة، لهذا السبب، قد خاطبت ضمائر التجار حتى لا يرفعوا الأسعار على الناس!.. لا أكاد أصدق مطلقا!
ولولا أن زميلنا الأستاذ عماد الدين حسين، رئيس تحرير الشروق، قد قال، فى صدر صحيفته، إنه بنفسه سأل الرئيس سؤالاً، فكان جوابه هكذا، ما كنت قد صدقت بأى حال!
ولا أعرف لماذا لم يراجع الأستاذ عماد الرئيس فى خطورة جواب من هذا النوع؟!.. ولماذا لم يصارحه بأن نشر كلام مثل هذا على المواطنين معناه بث اليأس الكامل فى نفوسهم، لأن كل مواطن سوف يشعر، والحال هكذا، بأن ظهره إلى الحائط فى مواجهة كل تاجر، يفعل به ما يحب وما يشاء، فى غياب الحكومة والدولة!
ليس هذا فقط، وإنما سوف يشعر كل تاجر مستغل، وبلا ضمير، وما أكثرهم، بأنه مطلق اليد تماماً فى تقدير مدى الزيادات الجديدة على أسعار أى سلعة، وأنه، كتاجر، يستطيع أن يفتش جيب أى مواطن، يقع بين يديه، فيأخذ منه ما يكفيه، وليس مهماً أن يبقى شىء بعدها للمواطن يعيش به.. لا.. ليس مهماً!
هذا الكلام الذى صدر عن الرئيس، حتى ولو كان يعبر عن حقيقة قائمة على الأرض، لا يجوز التصريح به هكذا أبداً، بل يجب أن يقال عكسه تماماً، وبنسبة مائة فى المائة، لأن الوسطاء الجشعين، وما أكثرهم مرة أخرى، سوف يشعرون، وقتها، بأن عين الدولة مسلطة عليهم، وبأنها لهم بالمرصاد، وبأنها تراقبهم على بعد، وتترقبهم، وبأنها.. وبأنها... إلى آخر مثل هذه المعانى التى تردع بطبيعتها أى مستغل فى ظروفنا الحالية، وتحول دون وقوع المواطنين فريسة بين يديه!
بل إننى أتصور ما هو أبعد من ذلك، وأتخيل الرئيس وهو يقول إن كل وسيط يستغل المصريين سوف يجد فى انتظاره محاكمة عاجلة، أمام دوائر قضائية خاصة، من نوع تلك الدوائر التى يقف أمامها الإرهابيون سواء بسواء.. إذ لا أظن أن أحدا سوف يختلف معى حول أن الذين يتاجرون بأقوات الناس، فى هذه الظروف القاسية، ليسوا أقل خطراً على البلد، وأمنه، واستقراره، من الإرهابى الذى يخرج علينا بالسلاح.. ليسوا أقل خطراً أبداً، وإنما هم فى الخطورة سواء!
ولنا أن نتصور تاجراً، أو وسيطاً، أو سمساراً، أياً كان اسمه، قد وقع فى قبضة الدولة، لأنه مارس استغلالاً لخلق الله، ورفع عليهم الأسعار، ودن رادع من قانون، ولا حتى ضمير.. لنا أن نتصور رجلاً ارتكب جريمة كهذه، فأخذته الحكومة، ثم علقته من رقبته فى أوسع ميدان، أو بمعنى آخر عقدت له محاكمة سريعة، وعاقبته بما يتعين أن تعاقبه به، وبشدة، ودون رحمة.. هل نتوقع، بعدها، أن نصادف تاجراً واحداً يكرر ما فعله التاجر المستغل؟!.. مستحيل.. لأن كل واحد سوف يتعامل معنا، كمستهلكين، عندئذ، بينما صورة زميلهم المعلق من رقبته تتمايل أمام عينيه!
أعتقد أن الرئيس فى حاجة إلى أن يراجع ما صدر عنه، بهذا الخصوص، وبسرعة، لأن عبارة كهذه، عندما تصدر عن رأس الدولة، بوجه عام، ثم عن الرئيس السيسى بشكل خاص، بكل ما يملكه من ثقة فيه عند الناس، إنما هى دعوة - غير مقصودة طبعاً - لأن يشعل أى تاجر النار فى أى مستهلك يقابله.. ولا تحدثنى يا سيادة الرئيس هنا عن الضمير لدى التاجر.. فهذه مسألة، كما تعرف ونعرف، فيها نظر!

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف طاوعك قلبك يا سيادة الرئيس كيف طاوعك قلبك يا سيادة الرئيس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon