توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف تلتزم الدولة الصمت؟!

  مصر اليوم -

كيف تلتزم الدولة الصمت

سليمان جودة

أحكام القضاء، فى درجاتها الأولى، ليست قرآناً، وما أقصده أن القانون نفسه قد نظم طريق الطعن على أى حكم، وقال إن أمام المتضرر من أى حكم قضائى عادى أن يطلب معارضته، أو الاستئناف عليه، وإن أمام المتضرر من الحكم القضائى غير العادى أن يطعن بالنقض عليه، أو يتقدم إزاءه بطلب إعادة نظر.. هكذا نظم القانون أمورنا، ووضع نقاطها فوق حروفها تماماً.

أقول هذا، وأعود لأؤكد عليه، بعد حكم القضاء الإدارى، أمس الأول، بإلغاء مولد أبوحصيرة، الذى يُقام فى البحيرة فى كل عام، بل إنه قضى بشطب ضريح أبوحصيرة نفسه من قائمة الآثار المصرية، بعد أن كان قد صدر قرار بضمه إلى هذه القائمة، على يد الفنان فاروق حسنى، فى زمن مضى.

ذلك أنه من حق القضاء، سواء كان إدارياً أو غير إدارى، أن يُصدر أحكامه وفق ما يرى.. فهذا شأنه الذى ليس من حق أحد أن ينازعه فيه.. غير أن هناك دولة فى المقابل، ولابد أن على هذه الدولة أن تتحرك بسرعة، حين ترى أن حكماً من الأحكام سوف يلحق الضرر بصورتها، كدولة، أمام العالم.. لابد.. وإلا انتفت عنها صفة الدولة أصلاً!

وعندما طالعت صحف أمس، أى بعد صدور الحكم بـ24 ساعة، لم أقرأ شيئاً لمسؤول مختص فى الدولة، فى هذا الاتجاه، وكأن الموضوع لا يعنيها، مع أنه يعنيها بالثلاثة، ومع أننا كنا نتصور أنها سوف تتحرك بعد الحكم، وتقول، ما معناه، إن هناك ألف طريقة للاعتراض على الطريقة التى يتم بها تنظيم المولد فى البحيرة سنوياً، وإن إلغاء الاحتفال من أساسه ليس من بين هذه الطرق الألف.. وكنا نتخيل، ولانزال نتخيل، ثم نتوقع، أن تتحرك الدولة وتقول إن هناك أيضاً ألف طريقة للاعتراض على طقوس المولد السنوى، وإن شطب الضريح اليهودى، من بين قائمة آثارنا ليس أبداً من بين هذه الطرق الألف.

إننى أخشى إذا التزمت الدولة الصمت، أمام حكم كهذا، أن يخرج من بيننا واحد، بعد فترة، ويطلب شطب المعابد اليهودية الموجودة على أرض مصر من بين قوائم آثارنا، ثم يخرج واحد آخر من بعده، ويطلب شطب المعابد الفرعونية، وهكذا.. وهكذا.. إلى أن نصبح دولة بلا آثار، وبالتالى بلا تاريخ، ولا حتى ذاكرة!

لقد قلت، وأقول من جديد، إنه إذا كان صحيحاً أن يعقوب أبوحصيرة، صاحب الضريح، يهودى، فالأصح من هذا أنه عاش ومات قبل عام 1948، أى قبل أن يكون لإسرائيل وجود أصلاً، وبالتالى، فلا علاقة له بها، ولا علاقة لها به، وإذا كان اليهود الذين يحضرون الاحتفال بمولده فى كل عام، حول ضريحه، يأتون أفعالاً أو سلوكيات لا نرضاها، فيمكن جداً إلزامهم بالأصول والتقاليد، دون أن يكون البديل هو إلغاء الاحتفال، وشطب الضريح من الوجود!

والحقيقة أن الدولة إذا التزمت الصمت فسوف لا يكون هناك فارق بينها وبين السلفيين الذين كانوا قد انطلقوا، فيما بعد 25 يناير 2011، يدمرون أضرحة أولياء الله فى القرى والأقاليم، ويحطمونها فوق رفات أصحابها، فى حركة همجية، لم يكن لها معنى إلا أنهم لم يكونوا يعيشون بيننا بالمرة، وكانوا يصممون على العيش فى قرون مضت، ولن تعود!

هل هناك فرق إذا التزمت الأجهزة المعنية الصمت؟!.. أرجو أن تنتبه الدولة إلى أن تراث المصريين، سواء كان إسلامياً، أو مسيحياً، أو يهودياً، لا يجوز العبث به على أى نحو.. لا يجوز أبداً ولا يليق!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تلتزم الدولة الصمت كيف تلتزم الدولة الصمت



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon