توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قصة إعفاء وزير!

  مصر اليوم -

قصة إعفاء وزير

سليمان جودة

قبل أسبوعين من الآن، ذهب المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، لافتتاح محطة مياه كبيرة في بلبيس تكلفت 570 مليون جنيه، وتخدم 600 ألف مواطن، وما إن وضع رئيس الوزراء يده على زر الافتتاح حتى تدفقت المياه من كل جانب، فغمرت أرضية المحطة كاملة، وسط دهشة وذهول من الحاضرين!

ولم يكن رئيس الوزراء، والحال هكذا، في حاجة إلى ذكاء كبير لكى يدرك أنه أمام قضية فساد من النوع الثقيل، في عملية إنشاء المحطة، خصوصاً أن عمله، قبل الوزارة، وقبل رئاسة الحكومة، كان قريباً جداً، بل في عمق مثل هذه المحطات والعمليات!

قيل يومها إن رئيس الحكومة قد راح يوبِّخ ويعنف المسؤول عن المحطة، وإنه أعطى رئيس الشركة القابضة مهلة أسبوعاً، ليضع أمامه تقريراً عاجلاً عن حقيقة ما جرى وأسبابه، وأنه كذلك، أي المهندس محلب، قد أمر بتشكيل لجنة في مجلس الوزراء للوقوف على أسرار الموضوع من أوله إلى آخره، وبسرعة!

مر أسبوع، ثم أسبوعان، ودخلنا الأسبوع الثالث، دون أن يكون هناك حس ولا خبر، لا عن المهلة المعطاة لرئيس القابضة، ولا عن تقرير لجنة مجلس الوزراء، ولا عن أي شىء!.. رغم أننا نتحدث عن 570 مليون جنيه في بلد الله وحده أعلم بمدى بؤس فقرائه!

وإلى أن نعرف ماذا بالضبط جرى في محطة مياه بلبيس، وإلى أن نعرف كم بالضبط أيضاً من الـ570 مليوناً تم إنفاقه على المحطة، وكم بالتحديد استقر في جيب هذا، أو في جيب ذاك، فإننى أهدى القصة التالية للمهندس محلب، ثم لكل مسؤول يعنيه أن يقطع بلدنا خطوات إلى الأمام!

ففى نفس التوقيت الذي كان رئيس الوزراء يفتتح فيه المحطة، كانت المغرب تتحدث عن قصة مماثلة تماماً هناك، مع اختلاف جذرى في نهايتها سوف نراه حالاً، وكانت القصة عندهم قد جرت على أرضية ملعب المجمع الرياضى في العاصمة الرباط.

كانت المغرب تستضيف بطولة كأس العالم لأندية كرة القدم، وكانت المباراة على أرضية الملعب تجرى بين فريقين أحدهما مكسيكى والآخر أسترالى، وما إن بدأت المباراة وهطلت الأمطار، حتى امتلأت الأرضية، كأرضية محطة بلبيس، بالمياه، وانطلق العمال يجففون العشب الصناعى بطريقة يدوية، كانت مثار تعليقات واسعة في صحافة العالم، وفى مواقع التواصل الاجتماعى، وصارت العملية شهيرة في أنحاء المغرب، بأنها «فضيحة العشب».

على الفور، أمر الملك محمد السادس بتعليق عمل محمد أوزين، وزير الرياضة والشباب، إلى حين معرفة الحقيقة في القصة كلها!

وتشكلت لجنة من وزراء الداخلية والمالية والاقتصاد، وتبين لها أن فساداً من نوعٍ ما، قد شاب عملية زرع العشب في الملعب، وأن هذا هو السبب!

في هذه الأثناء، كان الوزير محمد أوزين قد أحس بمدى مسؤوليته عما حدث، فطلب من رئيس الحكومة، عبدالإله بن كيران، رفع طلب إلى الملك، بإعفائه كوزير للرياضة والشباب من منصبه!

وفى صباح أمس الأول، قرر الملك إعفاء الوزير، لأنه، كما جاء في تقرير الوزراء الثلاثة، مسؤول مسؤولية سياسية وإدارية مباشرة عن تلك الحكاية التي صارت حديث المغرب كله، ثم حديث الأوساط الرياضية كلها بشكل خاص!

هنا.. نحن أمام قضية فساد، شأن أي قضية في أي بلد، في أنحاء الدنيا، غير أن هناك دولاً تضع المسألة تحت تحقيق جاد وفورى، وتواجه الفساد وتردعه، كما حدث في موضوع أرضية الملعب المغربى، حتى ولو أدى ذلك إلى إعفاء وزير من منصبه فوراً، ثم إن هناك دولاً، في المقابل، تعمل على «الطرمخة» على القضايا التي هي من هذا النوع!

الحكاية بكاملها مهداة إلى المهندس محلب، وإلى كل مسؤول في بلدنا يعنيه أمر المال العام، ولا تعليق آخر عندى!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة إعفاء وزير قصة إعفاء وزير



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon