توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قرار بإحياء بلد!

  مصر اليوم -

قرار بإحياء بلد

سليمان جودة

لم يتوقف أحد منا بالقدر الكافى أمام قرار جمهورى أصدره الرئيس السيسى يوم الأحد الماضى، رغم أنه كان يجب أن يستوقفنا لسببين، إذا فاتنا الأول، فلا يجوز أن يفوتنا الثانى!
أما السبب الأول فهو أن هذا هو أول قرار يصدره الرئيس منذ دخوله مكتبه، كما أنه بالتالى، أول قرار يحمل توقيعه فى الجريدة الرسمية، وهى جريدة كما نعلم، لا نعتبر نحن مثل هذه القرارات قرارات إلا إذا تم نشرها فيها!
وقد كان علينا أن نسأل أنفسنا: لماذا اختار الرئيس أن يكون هذا القرار هو أول قراراته، كرئيس، دون غيره من القرارات؟!
فإذا فاتنا هذا السبب، الذى يتعلق بالشكل فى أغلبه، فلا يليق أن يفوتنا السبب الثانى، الذى يتصل بالمضمون ذاته.. أقصد مضمون القرار.
ذلك أنه بمقتضى هذا القرار قد تشكلت لجنة برئاسة رئيس الوزراء، وعضوية وزيرى العدل والعدالة، وفضيلة المفتى، ورئيس مجلس الدولة، ورئيس قسم التشريع فيه، ورجال قانون من الجامعات، ونقابة المحامين، وشخصيات عامة، من أجل هدف واحد هو إصلاح تشريعاتنا التى انقطعت أصوات كثيرين بيننا، بامتداد سنين مضت، فى المناداة بإصلاحها، دون جدوى!
وإذا جاز لنا أن نترجم مهمة هذه اللجنة إلى عبارة أخرى، بخلاف عبارة الإصلاح التشريعى التى قد تكون ثقيلة على الأذن، فإننا سوف نقول إن مهمة اللجنة الأولى هى عقد مصالحة بين القوانين التى تحكم حياتنا وبين العصر الذى نعيش فيه!
فالمتأمل لمسيرة هذا البلد، على مدى عقود من الزمان مضت، سوف يكتشف أنه كانت هناك حالة من الخصام بين القوانين التى نمشى ونعمل وفقاً لها وبين الحياة الذى نحياها، وأن هذا الخصام قد نتج عنه شىء خطر للغاية، وهو أن مسؤولينا ووزراءنا تحديداً قد أصبحوا مكبلين طول الوقت بقوانين من هذا النوع، وكان الشاطر منهم يبحث عن وسيلة يتجنب بها العمل وفق قوانين بالية كهذه، ولكنه - أى المسؤول الذى كان يتصرف على هذا النحو - لم يكن فى حالات كثيرة يكافأ على ما فعل، وإنما كنا كدولة نعاقبه، وأحياناً كنا نذهب به إلى السجن.. والأمثلة فى هذا الاتجاه كثيرة!
ولهذا كله، فإذا كان الوزراء الجدد، ومعهم القدامى، قد أدوا اليمين الدستورية بعد صدور هذا القرار الأول بـ48 ساعة، فإن أياً منهم لن يستطيع أن يعمل كما يجب عليه أن يعمل فى مكانه، إلا إذا كانت البيئة القانونية التى تحيط به بيئة مساعدة، ومعاونة، ومساندة، ومسعفة، لا معطلة له، ولا معوقة لخطواته!
ولست أبالغ فى شىء إذا قلت إن إنجاز هذه الحكومة على الأرض، وإنجاز كل وزير بمفرده فى منصبه، مرتبط كل الارتباط، لا بعضه، بالإسراع فى عقد الصلح المطلوب، من خلال هذه اللجنة، بين كل قانون تعرفه مصر، فى أى مجال، وبين وقتنا الذى نتنفس هواءه!
وإذا كنا نقول دائماً، على سبيل النكتة القاسية، إنك إذا أردت أن تُميت موضوعاً فليس لك إلا أن تحيله إلى لجنة، فالمطلوب من لجنة القرار الرئاسى الأول هو إثبات العكس على طول الخط، لأننا إذا افترضنا أننا أمام لجنة مختلفة عما نضرب به المثل فى كلامنا، فإن هذه اللجنة لن يكون مطلوباً منها إحياء مجرد موضوع، بدلاً من تمويته أو قتله، وإنما سيكون عليها إحياء بلد بكامله، بإدخال قوانينه إلى هذا العصر، وإذا شئنا الدقة قلنا إدخالها إلى عام 2014 وما بعده من أعوام!

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرار بإحياء بلد قرار بإحياء بلد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon