توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فعلها الرئيس

  مصر اليوم -

فعلها الرئيس

سليمان جودة

أمس الأول الخميس، طلب الرئيس من وزارة الكهرباء قطع التيار عن بيته، شأنه شأن أى بيت آخر فى البلد، ولم يملك وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر إلا أن ينفذ الأمر، وإلا أن يستجيب للطلب، وأصبح بيت الرئيس خاضعاً لقاعدة تخفيف الأحمال التى تتبعها الوزارة منذ بدء الأزمة مع جميع المواطنين.

وأتوقع أن يتذكر قارئ هذه السطور أنى كنت قد كتبت فى اليوم السابق مباشرة، أقصد يوم الأربعاء، أطالب رأس الدولة بأن يطلب إخضاع بيته، ومعه مكتبه الرئاسى، للقاعدة ذاتها التى يخضع لها الجميع، ولابد أن القارئ الكريم يذكر أنى قلت إن هذا لو حدث فسوف تكون تلك هى بداية حل الأزمة التى يعانى منها كل مصرى، والتى وصلت ذروتها الإثنين الماضى.

بالتالى، فإن ما طلبته لم يكن سببه أنى أريد قطع التيار عن بيت الرئيس، لمجرد القطع، وإنما كان الهدف أنه مهما قيل للرجل المسؤول عن الدولة إن الكهرباء تقطع، وإنها تأتى ساعة، وتذهب ساعة، وإن مواطنيه يعيشون حياة قاسية، فلن يتصور حجم المشكلة على حقيقتها، مهما قيل له من محيطيه، ومن تقارير مكتبه، إلا إذا واجه هو المشكلة حية كما هى بجميع أبعادها.. وعندها سوف يعانى كما أعانى أنا، وتعانى أنت، وسوف تكون هذه هى نقطة البدء نحو إيجاد حل سريع للمشكلة.

لماذا؟.. لأن هناك فارقاً كبيراً، بين أن تعانى أنت، كمواطن عادى، من مشكلة، ثم تتألم منها، ولا تملك لها حلاً، وبين أن يعانى منها الرئيس، فيتألم هو الآخر، غير أن ألمه هو سوف يختلف لأنه سيدفعه دفعاً إلى البحث عن حل، وسوف يجعله لا يغمض له جفن، حتى ينهيها كمشكلة، وهو قادر بحكم أنه رئيس مسؤول، وهنا بالضبط يكمن الفارق بين أن يواجه المصريون فى عمومهم إشكالاً من هذا النوع، وبهذا الحجم، فيظل كل واحد منهم يصرخ من المعاناة، وبين أن يواجه رئيسنا الإشكال نفسه، فلا يدع المسؤولين المختصين ينامون حتى يأتوا له بالحل بأى طريقة.

ثم إن هناك فارقاً آخر مهماً، وهو أن بيت أكبر مسؤول فى الدولة عندما يكون خاضعاً لما يخضع له بيت كل واحد منا، فى موضوع الكهرباء خصوصاً، فإن انتظام التيار فى بيته سوف يكون معناه أنه انتظم فى سائر البيوت، مادام مصدر الطاقة واحداً فى بيته، وفى بيتك، وفى بيتى، ومادام هو راغباً فى ألا يكون استثناءً، وأن يشعر بالمأساة كما يشعر ويحس بها غيره، سواء بسواء، وبالطبع، فإن غرورى قد يصور لى أن يكون الرئيس قد طالع ما كتبته، وما وجهته إليه شخصياً، أو أن يكون رجل أمين فى مكتبه قد نقل إليه ما كتبت، فاستجاب هو من ناحيته، غير أن هذا ليس الأهم فى القصة، لأن الأهم أنه فعل ما فعله، سواء استجاب لكلماتى فى هذا المكان، صباح الأربعاء، أو استجاب لهاتف من نفسه ومن داخله، أو.. أو.. إذ ما يهمنا فى الحقيقة، أنه فعل، وليس مهماً لماذا فعل، ولا ما هى الدوافع وراء الفعل ذاته.

الدرس، إذن، أن تصل القضية، أى قضية، وليست الكهرباء وحدها، إلى الرئيس ثم إلى كل مسؤول من بعده، كما هى، وبحجمها الطبيعى، والحقيقى، لا أن يقال له، ولا أن يسمع عنها من أطراف قد لا تكون أمينة معه، وعندما يحدث أن تصل إليه، كما نريدها، فسوف نكون قد حققنا هدفين، أولهما أن الحل لها سوف يأتى سريعاً، ولن يتأخر، وثانيهما أننا سنكون أمام تفاعل مختلف بين رأس السلطة والناس، بما يضمن ألا يكون بينهما حاجز قام ودام على مدى عقود من الزمان مضت، وأدى إلى ما نحن فيه الآن، ولا يجب أبداً أن نسمح له بأن يقوم مرة أخرى، فضلاً عن أن يدوم.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فعلها الرئيس فعلها الرئيس



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon