توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فئران السفن!

  مصر اليوم -

فئران السفن

سليمان جودة

من الأخبار التى استيقظ عليها المصريون، صباح أمس، قرار بحبس 4 مسؤولين بكهرباء القناة، فى السويس، لاتهامهم بالتخطيط لتدمير عدد من المحطات.. ولا أحد يعرف ما إذا كان هؤلاء المسؤولون الأربعة لهم علاقة مباشرة بالإظلام الذى ضرب مناطق كاملة فى أنحاء الجمهورية، صباح أمس الأول، أم لا، ولكن ما نعرفه أن الإظلام الذى حدث إذا لم يكن جرس إنذار زاعق للرئيس، بشكل خاص، ولمسؤولى الدولة بشكل عام، فلا فائدة!

وأحب أن أعيد تذكير الرئيس بأنه كان قد قال فى الكلمة التى ألقاها يوم استقالته من منصبه كوزير دفاع للترشح فى سباق الرئاسة، إن جهاز الدولة بوضعه الحالى لا يمكن أن يستمر وإن لديه خطة للتعامل مع هذا الجهاز، وإن جهازاً من سبعة ملايين موظف، فى بلد تعداده 90 مليوناً لابد فى النهاية أن يظل عبئاً عليها، كدولة، وأن يرهقها، ويعوقها، ويقف فى طريقها طول الوقت، فلا تخطو خطوة واحدة للأمام!

وعندما أقول إن تعداد جهاز الدولة البيروقراطى سبعة ملايين موظف، وإن تعدادنا 90 مليوناً، فإننى أقصد أن أقول إن ستة ملايين من السبعة يمثلون زيادة كاملة عن طاقة العمل، لأن المعروف عالمياً أن جهاز الوظائف فى الدولة لا يجب أن يزيد عدد العاملين فيه على 1٪ من عدد السكان، وبالتالى، فالعدد المفترض عندنا هو 900 ألف موظف، أى أننا فى حاجة إلى تسريح ستة ملايين ومائة ألف موظف، صباح غد، لا صباح بعد غد!

والمشكلة عندنا أن هذا العدد المخيف الزائد على طاقة العمل لا يكتفى أفراده بأنهم لا يعملون، وفقط. وإنما هناك أمام كل واحد يعمل، ستة يعطلونه عن العمل، لتتخيل أنت باقى ملامح المشهد!

جهاز متخم بالموظفين من هذا النوع، لابد أن يؤدى فى النهاية إلى كوارث، ولذلك، فقد كان الأمل عندما أشار الرئيس إلى هذا الوضع المختل، يوم إعلان نيته الترشح للرئاسة، أن يكون مثل هذا الملف على رأس الأولويات التى ينشغل بها الرئيس، بعد فوزه مباشرة، لا أن يركنه على جنب، كما هو ظاهر لنا الآن، لأن الدولة كلها منشغلة بأشياء أخرى، ليس أولها مشروع قناة السويس ولا آخرها مشروع توشكى!

وهى مشروعات، بالمناسبة، لا غبار عليها أبداً، وخصوصاً مشروع القناة الجديدة، ثم محور القناة، بشرط أن تقام «على نظافة» كما يقال، لا أن ننشغل بها وحدها، كمشروعات كبيرة وطويلة الأمد، ثم نترك عفن أجهزة الدولة كلها على حاله!

إن العفن ضارب فى أجهزة الدولة إلى أعماق لا نكاد نتصورها، ويستحيل أن نبنى «مصر الجديدة» بعد ثورتين فوق العفن نفسه.. يستحيل.. وإلا فإن البناء كله يصبح عُرضة فى النهاية للانهيار، لا قدر الله.

إن عدد موظفى الدولة فى ألمانيا، التى تماثلنا فى عدد السكان، لا يتجاوز 800 ألف موظف، ولذلك، فإن جهاز العمل لديهم منضبط كأنه ساعة سويسرية، وليس فيه أحد يشبه الأربعة الذين جرى حبسهم صباح أمس، وما أكثر الذين يشبهونهم فى كل موقع من مواقع العمل بامتداد الجمهورية، وجميعهم أقرب ما يكونون إلى فئران السفن!

فئران السفن التى تظل تقرض فيها، حتى إذا أوشكت على الغرق قفزت منها، فلا تتركهم يا سيادة الرئيس ليصلوا بنا إلى هذا المدى، ولا يعنى تسريح الملايين الستة الزائدة هنا طردهم بالضرورة من العمل، وإنما يعنى إعادة توظيفهم أو تسكينهم، بما يجعل منهم قوة مضيفة أو محايدة على الأقل، لا قوة معطلة ومسببة لكوارث من نوع ما جرى أمس الأول!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فئران السفن فئران السفن



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon