توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طوق النجاة!

  مصر اليوم -

طوق النجاة

سليمان جودة

فى بدايات أيام الرئيس الأسبق مبارك، كانت هناك مطالبات عديدة تُلح عليه بأن يكون عنده، كحاكم للبلد، مشروع قومى كبير، يلتف الناس من حوله، وينجزه هو بامتداد سنوات وجوده فى السلطة، فيُقال من بعده، إن فلاناً قد حكم مصر فى الفترة من كذا إلى كذا، وإنه قد حقق لها ولأهلها الشىء الفلانى تحديداً!

وذات مرة، فى تلك الأيام، ذهب مبارك لافتتاح مشروع فى الوادى الجديد، وما إن افتتحه، ثم وقف يتحدث للصحفيين المرافقين، حتى قال ــ ما معناه ــ إنه على الذين يطالبون بمشروع قومى يميز عهده عن غيره من العهود، أن يأتوا إلى هنا ليروا هذا المشروع الذى جرى افتتاحه اليوم فى أقصى جنوب البلاد!

وحين قرأ كثيرون مثل هذا الكلام، على لسانه، فى صحف اليوم التالى، أدركوا أنه لابد كان فى حاجة إلى أن ينبهه أحد بهدوء وبحكمة، إلى أن هناك فارقاً بين المشروع القومى المقصود، وبين مشروعه الذى افتتحه فى الوادى الجديد، كالفارق بالضبط بين السماء والأرض!

والمؤكد أن كثيرين قد فعلوا هذا، مرة وراء مرة، على مدى الثلاثين عاماً التى حكم هو خلالها، غير أن الحصيلة التى نجدها بين أيدينا، فى هذه اللحظة من عام 2015، تنطق بأن المعنى المراد لم يصل إليه، وأنه عاش بقية أيام وسنوات الحكم يعتقد أن مشروع الوادى الجديد، مع أى مشروع آخر من نوعه، جاء من بعده، إنما هو رده العملى على الذين يطالبونه بمشروع قومى ينقل البلاد من حالة إلى حالة أخرى تماماً!

قريب من هذا ما حدث مع الرئيس السيسى خلال أسابيع مضت، خصوصاً عندما كانت الدعوات تنطلق ما بين يوم وآخر، فى اتجاه أنه من الضرورى أن يعلن رؤيته المتكاملة لسنواته الأربع، كفترة أولى فى الحكم.

إذ خرج الرئيس، ذات يوم من أيام الأسبوع قبل الماضى، ليقول إنه إذا كان هناك من يطالبه برؤية، أو يسأله عن رؤيته فى الحكم، فإن رؤيته هى الحفاظ على كيان الدولة.

وأظن أن الرئيس، فى هذه المرة أيضا، كان ولايزال فى أشد الحاجة إلى من ينبهه كذلك إلى أن مهمة الحفاظ على الدولة، من جانبه، ليست رؤية، أو بمعنى أدق ليست هى الرؤية التى يسأل عنها كثيرون، منذ تولى هو الحكم.. فهى هدف عظيم، وجليل، لا شك، غير أنه كهدف، لابد أن يأتى ضمن رؤية أكبر منه بالضرورة، وأشمل، تنقل البلاد، كما كان مطلوباً أيام الرئيس الأسبق، من نقطة نقف فيها هنا، إلى نقطة مختلفة كل الاختلاف هناك، وفى مدى زمنى محدد ومعلوم.

وإذا شئنا أن نضرب مثلاً عملياً، نقتدى به ونهتدى، فلن نجد أفضل من البرازيل، تحت حكم «لولا دا سيلفا» لثمانى سنوات، ثم تحت حكم الرئيسة الحالية «ديلما روسيف» لأربع سنوات، فلقد كان المشروع القومى الأكبر لديهما معاً، على طول 12 عاماً، هو القضاء على الفقر فى البلد، وهو ما حدث بالفعل، وكأنهما كانا يلمحانه متحققاً من بعيد، يوم قررا واحداً بعد الآخر، أن تكون هذه القضية هى مشروعهما القومى المتصل، ضمن رؤيتهما لما يجب أن تكون عليه البرازيل فى عالمها المعاصر!

ولذلك، فعندما وقفت «روسيف»، الخميس قبل الماضى، تلقى كلمتها فى بدء فترة ولايتها الثانية والأخيرة، لأربع سنوات قادمة، بشرت البرازيليين بأن ما عاش «سيلفا» من أجله، وما عاشت هى من بعده من أجله أيضاً، كهدف، قد تحقق، وأن دليل ذلك أن 40 مليونا من البرازيليين قد تجاوزوا خط الفقر فى 12 عاماً، وأنهم قد آن لهم أن ينتقلوا نحو هدف آخر، لأربع سنوات مقبلة، سوف يكون شعاره: البرازيل وطن للتعليم.

نريد من الرئيس، بالقياس، أن يعلن عنواناً لسنواته الأربع الأولى، وليكن هكذا: مصر وطن للتعليم.. أو ليكن كما يكون، فالمهم أن يكون التعليم فى القلب من الموضوع، لأنه لا نجاة لنا سواه!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طوق النجاة طوق النجاة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon