توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تحيا مصر» ليس جمعية خيرية

  مصر اليوم -

«تحيا مصر» ليس جمعية خيرية

سليمان جودة

قيل للناس عند وضع أول طوبة فى صندوق «تحيا مصر» إن تقريراً شهرياً منتظماً سوف يصدر عنه، وإن هذا التقرير سوف يحمل أخبار الصندوق بالتفصيل، بما يجعل كل مواطن، سواء تبرع له أو لم يتبرع، على دراية كافية به، وبما فيه، وبما يشجع كثيرين لم يتبرعوا على أن يذهبوا ويتبرعوا.

وقد مر أكثر من شهر، على ما قيل، دون أن يصدر التقرير المرتقب، ودون أن نعرف من خلاله، إلى أى حد وصلنا فى صندوقنا، وما هو سقف طموحنا من خلاله أيضاً فى النهاية!

وكان قد قيل يومها كذلك، إن صندوق (306306) سوف ينضم إلى (037037) الذى هو رقم حساب «تحيا مصر» ولا يعرف أحد، إلى الآن، ما إذا كان الأول قد انضم إلى الثانى فعلاً أم لا؟! وإذا كان قد انضم، فكم بالضبط كان فى الصندوق الأول، وكم فيهما معاً، بالقرش والمليم، بعد انضمامهما؟!

لا نريد أى درجة من التشابه بين «تحيا مصر» وبين سائر حسابات التبرع التى سبقته، فجميعها تثير الشكوك فى نفوس المصريين، وجميعها جمعت مالاً لم يعرف أصحابه إلى اليوم أين ذهب، ولا فى جيب من بالضبط استقر، وليس صندوق محمد حسان ببعيد، وإذا كان هذا الصندوق الجديد يقع تحت إشراف رئاسة الجمهورية والأزهر والكنيسة، فهذه جهات عامة ثلاث، كما أن على رأسها، وفيها مئات وآلاف الأشخاص، ونحن نريد فى نهاية المطاف شخصاً محدداً من لحم ودم، يكون هو المسؤول، ويكون هو المكلف بأن يخاطب المواطنين بتقرير شهرى منتظم انتظام الساعة الدقيقة، فلا يتخلف عن موعده دقيقة واحدة.

وإذا كان الرئيس قد حدد مائة مليار جنيه كسقف يريده للصندوق، وإذا كان ما وصل إليه، إلى هذه اللحظة، لا يكاد يمثل 10٪ من هذا المبلغ، فإن هناك أشياء محددة لابد أن نراعيها بدقة وحزم فى الصندوق، حتى يصل إلى سقفه المنتظر، وربما يزيد عليه.

من هذه الأشياء - مثلاً - أنه ربما يكون من الأفضل أن نغير طبيعة ومسمى، ما يتلقاه الصندوق من «تبرعات» إلى «مساهمات» وبينهما كما ترى فارق كبير، لأن التبرع يصبح بطبيعته بعد وضعه فى الصندوق ملكاً للدولة أو للجهة التى تجمع المال، لا لصاحبه الأصلى، بينما المساهمات تجعل المال ملكاً لصاحبه، حتى بعد المساهمة به، وهو ما لابد أنه يزيد من درجة الاطمئنان فى نفس كل واحد، ويجعله واثقاً من أن ما ساهم به لايزال فى جيبه هو، سواء فى صورة أسهم أو غيرها!

ومن هذه الأشياء أيضاً أنه يتعين علينا التفكير، من الآن، فى أن ننشئ بأموال الصندوق بعد اكتمالها شركة كبرى ضخمة، أو عدة شركات كبيرة تعمل فى كل مجال يهم الملايين ويتصل بحياتهم بشكل مباشر، ولك أن تتصور - مثلاً - شركة عملاقة فى الاستثمار الزراعى، يتم إنشاؤها برأس مال خمسين مليار جنيه، مثلاً.. مثلاً.. ويكون أصحابها هم المساهمين فيها من خلال الصندوق، ثم يكون لها أن تعمل فى كل مجال يتيحه لها اسمها؟!.. وهكذا.. وهكذا.. فى سائر مجالات العمل فى أركان المجتمع.

لقد قرأت منذ أيام أن الصندوق سوف يمول عملية لإنقاذ جنوب سيناء من السيول، تتكلف مليار جنيه، وعندها أحسست بأن هذه دون أن نقصد، هى بداية تبديد أموال الصندوق، وأن هذه هى بداية فقدان الناس للأمل فيه، لا لشىء، إلا لأن الهدف منه أن توضع أمواله فى شىء واحد محدد، له أول، وله آخر، بحيث يعيش طويلاً ويظل رمزاً باقياً للصندوق، لا أن نبدد ملياراً فى سيناء، وآخر فى إصلاح الطرق، وثالثاً فى كذا.. إلى آخره، فالصندوق ليس جمعية خيرية ولكنه خطوة نحو مشروع كبير، كما أنه رمز، فلا تشوهوه!

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تحيا مصر» ليس جمعية خيرية «تحيا مصر» ليس جمعية خيرية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon