توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الملك الذى أسقط النظام!

  مصر اليوم -

الملك الذى أسقط النظام

سليمان جودة


فى عام 2011 كانت حكاية الربيع العربى فى بدايتها، ولم تكن أبعاد كثيرة فيها قد تكشفت بعد، كما هو الأمر الآن، وكانت تبدو وقتها وكأنها تسونامى عنيف يريد أن يغمر عالمنا العربى وأن يدمره، وكنت منذ فترة قد كتبت عما صار معروفاً بيننا بالربيع العربى، وقلت ما معناه إن هذا الذى نشهده فى كل ركن من بلادنا، إذا كان ربيعاً، فما هو بالضبط شكل الخريف؟!

وإذا كنت أتمنى شيئاً على الذين يتناولون ما حدث حولنا، منذ بدء ذلك العام، إلى اليوم، على أنه ربيع فهذا الشىء هو أن ينتبهوا إلى أن التسمية، حتى إن صحت، فإنها ليست لنا، وإنما جاءتنا من الغرب، ثم تبناها بعضنا دون وعى ودون مراجعة لما قد نردده دون أن نعى أبعاده أو مضمونه أو حتى معناه!... وقد قيل إن الكاتب الأمريكى المعروف توماس فريدمان، هو صاحب مسمى «الربيع العربى»... ولو تأكد لنا أنه صاحبه حقاً فعلينا أن نأخذه بحذر منذ اليوم على الأقل لأن «فريدمان» ليس مبرّأ فى أغلب الأحوال من الهوى ولا من الغرض، وعنده ارتباطات بالإدارات الأمريكية المتعاقبة عموماً، والإدارة الحالية خصوصاً، وكلها ارتباطات تثير الريبة، وتدعونا إلى الاحتياط فيما نأخذ عنه.

وليس أدل على ذلك إلا أن أوباما عندما أراد أن يبعث إلينا، وإلى غيرنا رسائل محددة، مؤخراً حول ما يدور فى العالم، بشكل عام، وعندنا فى منطقتنا بشكل خاص، فإنه اختار «فريدمان» دون غيره من الصحفيين الأمريكان، وأجرى معه حواراً نشرته «نيويورك تايمز»، وانطوى على أكثر من رسالة كانت كلها تؤكد ما قاله «تشرشل» ذات يوم عن أن الإدارات الأمريكية الحاكمة، إدارة وراء إدارة، لا تصل إلى الطريق الصواب إلا بعد أن تجرب كل الطرق الخطأ!

أعود إلى «الربيع العربى» وأضعه بين أقواس، لينتبه كل واحد منا، بكل ما عنده من قدرة على الانتباه، إذا ما تعرض لهذا الموضوع، أو وجده معروضاً أمامه، أو عليه فى أى لحظة.

وقتها وفى بدايات ذلك المسمى بالربيع العربى، وتحديداً فى 20 فبراير 2011 قامت حركة شبابية صاخبة فى المغرب، تدعو إلى أن يكون فى الرباط شىء يماثل أو يشبه ما حدث قبلها فى تونس العاصمة، يوم 14 يناير عندما هرب زين العابدين بن على إلى الخارج، أو فى القاهرة يوم 11 فبراير عندما تخلى حسنى مبارك عن الحكم.

وبسرعة أدرك الملك محمد السادس أن عليه أن يستوعب هذا الموضوع، وأن يجعله فى يده، وليس فى يد أى طرف آخر، وأن يقوم بإصلاحات يريدها أبناء بلده، وألا يتأخر أو يتباطأ فى ذلك، وهذا هو الأهم!

ولم يكذب الملك خبراً، فأصدر أمراً بتشكيل لجنة تضع دستوراً جديداً، ووضعته هى بالفعل، وكان ملخص ما قامت به أنها أخذت من صلاحياته كملك للبلاد، ووضعت فى يد رئيس الحكومة مرة وفى يد رئيس البرلمان مرات.

وهدأت الأحوال بالفعل، ونجح محمد السادس فى احتواء عاصفة كانت تتشكل فى الأفق.. وفى وصف ما جرى لم يكن هناك أجمل من المانشيت الذى صدرت به «أخبار اليوم» المغربية فى اليوم التالى من احتواء العاصفة.

كان المانشيت الذى لا أزال أحسد عليه توفيق بوعشرين، رئيس التحرير، يقول: «الملك يسقط النظام!» ولابد أنه فارق كبير للغاية بين إسقاط نظام حكم فى البلد، أى بلد، وبين إسقاط الدولة وهو ما لايزال يراهن عليه بعض الحمقى عندنا هنا، غير أنهم لن ينالوا غرضهم أبداً.

أسقط ملك المغرب النظام القديم بدستوره الجديد، وبالإصلاحات التى وضعها فيه، فقطع الطريق كلياً على كل دعاة الفوضى الذين كانوا يختبئون وراء الشباب، كما يختبئ أمثالهم بيننا وراء رايات تحمل شعارات الإصلاح!

 

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملك الذى أسقط النظام الملك الذى أسقط النظام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon