توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اسألوا المغرب!

  مصر اليوم -

اسألوا المغرب

سليمان جودة

الحكم بقبول طعن «مبارك» فى قضية القصور الرئاسية سوف يعيدنا، من جديد، إلى الانشغال بالكلام عن الرئيس الأسبق، وعن أيامه، وعن رموز عصره، وسوف لا يصدق أحد - كالعادة - أن عصر الرجل قد مضى وانطوى، وأننا يجب ألا ننشغل بما كان فى عهده، إلا بما يمكن أن يضيف لنا، الآن، وغداً.. وبخلاف ذلك فإننا نضيع وقتاً كثيراً فى الكلام عن أشياء لن تعود، وكذلك نهدر وقتاً هائلاً فى الحديث عن الماضى، وفى النظر إليه، وفى التوقف عنده، فى وقت نظل فيه نحن أحوج الناس إلى كل دقيقة من هذا الوقت.

ولست أستطيع أن أخمن ما إذا كان الكلام سوف يعود مرة أخرى عن أموال مبارك والذين كانوا معه، وخصوصاً الأموال التى قيل إنها موجودة فى الخارج، وإننا لابد أن نستعيدها، ثم لم يرجع إلينا أى شىء منها!

لا أعرف ما إذا كان شىء من ذلك الكلام سوف يتم ويتجدد أم لا، ولكن ما أعرفه أننا إذا كنا نريد انشغالاً جاداً بمسألة كهذه فلنأخذ العبرة فيها من المغرب، التى استطاعت كدولة أن تعيد 3.4 مليار دولار من أموال لها جرى تهريبها للخارج!

لقد جرى عندنا، فى وقت من الأوقات، إلهاء الناس، بل وإغراؤهم بهذا الموضوع، إلى حد العبث، وفيما بعد 25 يناير 2011 فإن مصريين عاملين قد تركوا أعمالهم، متطوعين، وجلسوا فى بيوتهم يحسبون نصيبهم من الأموال العائدة، وبعد أن ظلوا يجمعون ويطرحون تبين لهم أنهم كانوا يطاردون أوهاماً، وأن الذين قاموا على هذا الملف، من بين مسؤولينا، بامتداد ما يقرب من أربع سنوات، قد خدعونا كما لم يخدع مسؤولون شعبهم من قبل!

اسألوا المغرب، من فضلكم، عن تجربتها فى هذا الاتجاه، واستفيدوا منها، إذا كنتم راغبين حقاً فى أن تؤخذ الأمور، كل الأمور لا بعضها، بجدية، لا بتهريج، ولا بإطلاق أى كلام على الناس!

فالمغرب لم تتعرض لثورة، ولا لثورتين كما تعرضنا نحن، لأن عندهم ملكاً استطاع أن يحتوى الحكاية مبكراً، غير أن تلك قصة أخرى، ولكن ما أريد أن أقوله إنها لم تمر بثورة، ولا بثورتين، وكان عندها، رغم ذلك، أموال ذهب بها أصحابها إلى الخارج، بالمخالفة للقانون، وكانت أموالاً كثيرة، كما هو واضح من الرقم المستعاد.

فماذا فعلت؟!.. حدث أنها حددت، أولاً، حجم الأموال التى تريد أن تعيدها إلى خزانتها العامة، ثم حدث أن حددت كذلك أين تستقر هذه الأموال بالضبط، وباسم من، وحين انتهت من ذلك كله، بدقة، فإنها أطلقت عمليات من التسوية مع الذين هربوا بالأموال، وأعطتهم مهلة للتسوية، امتدت عاماً كاملاً، هو عام 2014، وعندما انتهى العام خرج وزير ماليتهم واقتصادهم، محمد بوسعيد، ليقول إن الحصيلة من تسويات ذلك العام بلغت 28 مليار درهم مغربى تقريباً، أى ما يوازى 3.4 مليار دولار، وإن الذين تخلفوا عن اللحاق بعملية التسوية، فى موعدها، سوف يجرى تطبيق القانون عليهم، ولكن المهم أن الحكومة أعادت رقماً محدداً هو كذا على وجه التحديد، وأنها فى الطريق إلى استعادة الباقى، بالطريقة ذاتها، ثم أضاف الوزير المغربى شيئاً آخر أهم، وهو أن كل ذلك قد تم فى هدوء، ودون صخب إعلامى، بما ساعد على النجاح فى النهاية!

هذه تجربة أضعها باختصار أمام الذين يعنيهم أمر أى قرش قد يكون لنا فى خارج الحدود، دون وجه حق، ثم أطلب، فى الوقت نفسه، أن نكون عمليين ونحن نتعامل مع هذه القضية، فيكفينا من العبث فى هذه المسألة تحديداً ضياع أربع سنوات كاملة فى سفر وفود، وفى عودة وفود، وفى إطلاق أرقام خيالية، وفى اللعب بعقول المواطنين، ثم إذا بالحصيلة، من هذا كله، صفر على الشمال!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسألوا المغرب اسألوا المغرب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon