توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أربعة أضعاف!

  مصر اليوم -

أربعة أضعاف

سليمان جودة

أحاول، هذه الأيام، أن أنقل للذين يعنيهم الأمر فى بلدنا بعضاً من ملامح التجرية البولندية، خصوصاً على المستوى الاقتصادى، لعلها تكون مفيدة لنا، ونحن نفكر ونتحرك هنا!

وربما أكون مضطراً، وأنا أكتب عن تلك التجربة، فى هذه المساحة الورقية، أن أعيد تذكير أنفسنا، فى كل مرة، بأن لدى بولندا تجربة مشابهة لتجربتنا، ولا أقول مماثلة. وبالتالى، فإن علينا أن ننظر فيما هو مشابه، وأن نأخذ منه ما يضيف للأمور الاقتصادية تحديداً عندنا، ويقويها، ويضعها على طريقها الصحيح!

ففيما قبل عام 1991، الذى انهار فيه الاتحاد السوفيتى، كانت بولندا دولة شيوعية، لا تؤمن برأسمالية اقتصادية، ولا بأن القطاع الخاص يمكن أن يكون له دور فى مسارها الاقتصادى، لأن هذا المسار كله كانت الدولة تحتكره.. وفيما بعد ذلك التاريخ، صار العكس هو الموجود، وهو المطلوب، ولم تعد الدولة تحتفظ بملكية شىء من المشروعات العامة، سوى القليل جداً، ومن هذا القليل 31 شركة عامة فقط، يحددها دستورهم بالاسم، وما عداها هو للقطاع الخاص الذى يقوم بطبيعته على المبادرات الفردية، ويشجعها، ويدفعها إلى العمل دائماً!

غير أن السؤال المثار هناك، على مستوى اجتماعى واسع، هو: ماذا تحقق للناس فى عمومهم من وراء هذا التحول الاقتصادى الذى انتقل من اقتصاد له ملامح شيوعية اشتراكية، تملك فيه الدول كل المشروعات وتديرها، إلى اقتصاد مضاد، لا تملك فيه الدولة شيئاً من شركات العمل فى الإنتاج إلا قليلاً.. بل قليلاً جداً.. ماذا تحقق للغالبية من 38 مليون بولندى، هم مجموع عدد السكان؟!

هناك جوابان عن هذا السؤال، والجوابان مفيدان لنا جداً، لأنهما مطروحان لدينا، بشكل أو بآخر، وفى مناسبات مختلفة!

فجواب عندهم يقول: إن على الذين يتساءلون عن عائد عملية التحول، بالنسبة لعموم المواطنين، أن يقارنوا بين الحال، الآن، فى عام 2016، وبينه قبل عام 1991، أى فى أيام الشيوعية، وعندها سوف يكتشف هؤلاء المتسائلون عن العائد أن الوضع حالياً أفضل نسبياً، وبمعنى من المعانى!

لكن الجواب الآخر يقول: إن البولنديين لا يجب أن يقارنوا حالهم، فى هذه اللحظة، اقتصادياً، بحالهم هم أنفسهم، قبل عام 1991، ولكن عليهم أن يقارنوا بين حالهم، وبين حال الألمان، على الحدود الغربية المباشرة لهم، وعندئذ، سوف يكتشفون أن حال الألمان أفضل بمراحل، وأن أجر العامل فى ألمانيا، مثلاً، أربعة أضعاف أجره فى بولندا.. فهذه هى المقارنة الصحيحة، لا المقارنة الأولى بأى حال، حتى إن كان المتحمسون لهذه المقارنة الأولى من بين المسؤولين البولنديين، يحاولون دائماً تذكير مواطنيهم بأن الحد الأدنى للأجر، المتاح الآن، والذى يفرضه القانون، لم يكن موجوداً أيام الشيوعية، فهو حد لا يتيح الحياة الكريمة المطلوبة لكل مواطن، بمستوى آدمى!

فما هو الدرس لنا؟!.. الدرس أن نقارن أنفسنا، حين نقارن، بين الدول الأفضل حولنا، لا الدول الأقل حظاً، على أى مستوى.. فهذا هو ما يقول به العقل، ويقول به المنطق، وتطلبه طموحات الناس، ولا تقتنع بسواه!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أربعة أضعاف أربعة أضعاف



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon