توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«سلماوى» لها!

  مصر اليوم -

«سلماوى» لها

سليمان جودة

فى الفترة التى تلت الغزو الأمريكى للعراق، عام 2003، وفى غمرة الحرب الأمريكية القذرة على الدولة العراقية، أحس عدد كبير من المثقفين والعلماء الأمريكان بأن سكوتهم على ما يفعله بوش الابن، باسم بلدهم، سوف يظل جريمة من جانبهم، تطاردهم فى اليقظة وفى المنام!

ولم يشأ أولئك المثقفون والعلماء أن يتوقفوا عند حد الإحساس النظرى بالذنب، ولم يشأ كل واحد منهم - وكانوا عدداً كبيراً- أن يكتفى بمصمصة الشفاه ألماً مما يرتكبه بوش الابن، فى العراق، من حماقات!.. وقرروا أن يفعلوا شيئاً يبقى.

ولذلك، جمعوا أنفسهم، وصاغوا بياناً قوياً كان عنوانه: «ليس باسمنا».. ونشروه فى الصحف الأمريكية، وفى غير الصحف الأمريكية، على صفحات كاملة فى كبريات الجرائد، بحيث وصلت «الرسالة» من ورائه إلى كل ذى ضمير حى فى العالم.

ومن عنوان البيان، ثم من مضمونه من بعده، أرادوا أن يقولوا إن هذه العربدة التى يمارسها بوش الابن، فى العراق خصوصاً، وفى العالم عموماً، إنما يمارسها باسمه هو، وتحت اسم إدارته الحاكمة هى، وليس باسم مثقفى الولايات المتحدة، أو أى من أحرارها، أو علمائها الأمناء مع أنفسهم!

وعندما يأتى أحد فيما بعد ليؤرخ لتلك الفترة، فإنه سوف يسجل حتماً، أن رجالاً من أصحاب الضمائر الحية قد عاشوا فى أمريكا، فى الفترة نفسها، وأنهم لم يصمتوا أمام ما كان يجرى، وأنهم رفعوا صوتهم بالرفض، وأن صوتهم قد وصل أنحاء الدنيا، وأن رسالتهم التى أرادوها من وراء بيانهم قد وجدت صدى فى أركان الأرض الأربعة!

شىء من هذا، وإن كان بشكل مختلف طبعاً، يظل مطلوباً من مثقفينا الكبار، ومن أصحاب الرأى فينا، ومن ذوى الضمائر، إزاء ما يقال عن بلدنا فى الخارج، بشكل عام، هذه الأيام، ثم إزاء ما قيل فى صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، بشكل خاص، قبل أيام، عن هذا الوطن، وعن أبنائه، وعن نظامه الحاكم.

ليس مطلوباً منا أن نتكلم مع أنفسنا كالعادة، وإنما المطلوب أن نتكلم مع «الآخر» هناك فى الغرب، وفى الولايات المتحدة، حيث تصدر الصحيفة، وحيث نشرت كلامها الخاطئ عنا، وعن ثورتنا فى 30 يونيو 2013، وعن السلطة التى أفرزتها الثورة، ثم عن الجماعة التى ارتكبت ولاتزال ترتكب إرهاباً فى حق آحاد الناس.

أتصور أن على مثقفينا، وفنانينا، وأصحاب الرأى فينا، أن يصوغوا بياناً أشبه ما يكون ببيان المثقفين الأمريكان وقت غزو العراق، وأن يتم نشر مثل هذا البيان موقعاً بخمسين أو مائة اسم، ومتضمناً ما يجب أن يقال عنا للعالم، وموضحاً بأعلى صوت أن ما نشرته «نيويورك تايمز» عن بلدنا كان خطأ بنسبة مائة فى المائة، وأن الصحيح هو كذا.. وكذا.. بالمعلومة، والرقم والدليل، والبرهان، وليس بأى شىء آخر. فهذه هى اللغة التى يفهمونها هناك، وهذه هى اللغة التى علينا أن نخاطبهم بها طوال الوقت.

ما قالته الصحيفة الأمريكية لابد أن يكون بداية لأن نبدأ فى الحديث مع «الآخر» خارج الحدود، لا أن نظل نخاطب الجمهور المصرى أو العربى بما هو مقتنع ومؤمن به أصلاً، ولا يحتاج إلى المزيد فيه.

وحتى لا يكون الكلام هنا فى الهواء الطلق، فإننى أتصور أن الأستاذ محمد سلماوى، باعتباره رئيساً لاتحاد الكتاب، قادر على أن يبلور مثل هذا الاقتراح، وأن يخرج به إلى النور.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سلماوى» لها «سلماوى» لها



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon