توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الأوقاف» تقايض السلفيين على حساب البلد!

  مصر اليوم -

«الأوقاف» تقايض السلفيين على حساب البلد

سليمان جودة

الأخبار المنشورة عن سماح وزارة الأوقاف للدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، بالخطابة فى الناس، من فوق المنبر، تقول إن نوعاً من المقايضة قد جرى بينه من جانب، وبين الوزارة من جانب آخر!.. غير أن السؤال هو: مقايضة على حساب مَن؟!

فالخبر المنشور فى أكثر من صحيفة يقول إن «برهامى» قد تنازل عن مجمل القضايا التى كان قد رفعها ضد «الأوقاف»، وإنها فى المقابل قد أعطته تصريحاً بالخطابة، هو والدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، بعد أن اجتازا، معاً، الامتحان الذى عقدته الوزارة لهما! واللافت فى الأخبار أن «مخيون» و«برهامى» قد تعهدا بعدم الحديث فى السياسة فوق المنبر، والالتزام بالخطبة الموحدة التى تقررها وزارة الأوقاف.

وبالطبع فإن الوزارة إذا كانت قد سمحت لهما فإنها لن تستطيع أن تمنع غيرهما، على مستوى زملائهما من الاتجاه نفسه، من الحصول على تصاريح بالخطابة يوم الجمعة!

ولست أفهم سر هذا التراجع، على مستوى الوزارة، أمام السلفيين بوجه عام، ثم أمام أسماء بعينها، من بين السلفيين، بوجه خاص!

ففى مجال السياسة، كان الإخوة السلفيون، ولايزالون، مصممين على أن يمسكوا الدولة من ذراعها التى توجعها، عندما يصرون على تذكيرها، وتذكيرنا نحن أيضاً معها، بأنهم شاركوا فى ثورة 30 يونيو، وأنهم كانوا موجودين فى اللقاء الذى صيغت فيه خريطة الطريق يوم 3 يوليو، وأنهم وأنهم...، إلى آخر ما يبدو منه أنه نوع من الابتزاز للدولة!

إننى أسميه ابتزازاً، لأنه كلما تكلم أحد عما إذا كان «النور» حزباً دينياً أم لا، خرج علينا أهل الحزب ليعيدوا تذكيرنا من جديد، بأنهم كانوا مشاركين فى الثورة على الإخوان، وكانوا طرفاً فى خريطة الطريق، وكانوا وكانوا... وكأن هذه مقابل تلك!.. وهو ما لا يجوز أن تقبله الدولة تحت أى ظرف، ليس لأننا نريد منها موقفاً متشدداً أو ظالماً ضد السلفيين، أو غيرهم، وإنما لأن للعمل السياسى قواعده التى يتعين أن يلتزم بها كل راغب فى ممارسته، فإذا التزم بها فأهلاً به وسهلاً، مع سائر القوى السياسية، سواء كان هو «النور» أو غيره، وإذا لم يلتزم فإن عليه أن يفارق الحياة السياسية، حتى ولو كان هو حزب الرئيس نفسه!

ثم إن «النور» إذا كان قد تواجد فى الثورة، أو فى أثناء صياغة خريطة الطريق، فإن المتصور أن وجوده فى الحالتين كان من أجل مبدأ عام، ومن أجل وطن، ومن أجل مصلحة بلد، وليس من أجل أن يقايض مشاركته أيامها، ووجوده فى صياغة الخريطة، بالسكوت لاحقاً عن مخالفته كحزب، لما يجب أن يكون الحزب السياسى عليه من التزام بالقواعد والقانون.

وما يقال فى السياسة يقال أخطر منه فى مجال الدعوة، لأن السماح لـ«برهامى» و«مخيون» وغيرهما بالعمل فى مجال الدعوة بشرط ألا يتكلموا فى السياسة، معناه أننا حتى الآن لا نريد أن ندرك أن العمل هنا، ومن فوق منابر المساجد تحديداً، أشد خطراً، لأنه من فوق أى منبر سوف يشكل لك، كدولة، عقولاً وقناعات لدى الناس، بأفكار لا يجب السماح لها بأن تقال، لا فوق المنبر ولا بعيداً عن المنبر!

إننى لا أعرف من هو الناصح الذى أفتى أيام زمان بأن على الإخوان - مثلاً - أن يتركوا العمل السياسى، وأن يتفرغوا للدعوة بين المواطنين؟!.. ولا أعرف كيف مشينا نحن جميعاً وراءه، ونحن نقول آمين، كأننا بلا عقول تميّز.. لقد تبين لنا، الآن، وبعد تجربتنا شديدة المرارة مع الجماعة الإخوانية أن الدعوة أخطر جداً من أن نتركها للذين يسممون من خلالها عقول المصريين، وأن الخطابة لها ناسها المؤهلون مسبقاً لذلك، والدارسون، والمتعلمون جيداً، بحيث يخاطبون حشود المصلين إذا خاطبوهم، بما يجب أن يقال لهم فى عام 2015، لا بما كان يقال لأجيال مضت من قرون، وفى ظروف مختلفة كل الاختلاف، ولا يليق أن يقال هذه الأيام!

مَن لم يتعلم من تجربة الإخوان، فى العمل السياسى والدعوى معاً، لن يتعلم من غيرها أبداً، كما أن مصلحة وطن بكامله أكبر من أن تكون محل مقايضة مع السلفيين أو غير السلفيين!

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

GMT 02:12 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«صاحبة الجلالة» ليست دائماً بريئة!

GMT 02:05 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرجيلة «حزب الله» وجمر إيران!

GMT 01:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

شرعية الإنجاز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الأوقاف» تقايض السلفيين على حساب البلد «الأوقاف» تقايض السلفيين على حساب البلد



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon