توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حفتر.. عقدة المنشار فى الأزمة الليبية! (3)

  مصر اليوم -

حفتر عقدة المنشار فى الأزمة الليبية 3

مكرم محمد أحمد

تشكو صحيفة «الواشنطن بوست» من حيرة السياسة الأمريكية إزاء كيفية تعاملها مع شخصية اللواء خليفة حفتر قائد القوات الليبية فى المنطقة الشرقية، وصعوبة التعاون معه رغم أنه عمل لفترة طويلة سابقة مع الأمريكيين، وتعاون معهم منذ بزوغه عام 2011 كأحد الثوار المهمين ضد العقيد القذافى، ورغم أن حفتر من وجهة نظر واشنطن محارب جسور ضد الجماعات المتطرفة وشخصية عسكرية تملك خبرة وتجربة غنية إلا أن واشنطن تعتقد أيضاً أنه يمكن أن يكون عقبة أمام استقرار ليبيا، مع استمرار رفضه دعم حكومة طرابلس التى يرأسها فايز السراج ويساندها تحالف القوى الغربية ما لم تحظ بمساندة البرلمان الشرعى فى طبرق.

وطبقاً لتقرير الواشنطن بوست، لم تستطع الولايات المتحدة حتى الآن رسم سياسة واضحة لطريقة تعاملها مع حفتر فى ظل عجزها الراهن عن تهميشه أو إدماجه مع تزايد شعبيته، ليس فقط فى المنطقة الشرقية ووسط القبائل الليبية بل وفى مناطق غرب وجنوب ليبيا، فضلاً عن أنه يتمتع بدعم إقليمى قوى من مصر والإمارات المتحدة اللتين تساندان جهوده فى الحرب على الجماعات المتطرفة، التى نجحت فى تنظيف معظم المنطقة الشرقية من بؤر جماعات الإرهاب وأقامت منطقة حاجزة بطول الحدود المصرية الليبية يصعب اختراقها.

وتعود قصة تعاون حفتر مع الأمريكيين إلى عام 1987، عندما تولى حفتر، وكان يومها من المقربين للعقيد القذافى، قيادة قوة ليبية من 400 مقاتل، هاجمت دولة تشاد جارة ليبيا فى الجنوب لكن تشاد نجحت فى أسر القوة الليبية وقائدها، وعندما تصالح العقيد القذافى مع تشاد انضم حفتر وقواته إلى جماعة جبهة تحرير ليبيا التى كانت تساندها الولايات المتحدة بهدف التخطيط لإسقاط حكم القذافى، وبفشل جهود واشنطن فى إسقاط حكم العقيد خلال فترة الرئيس ريجان اضطرت الولايات المتحدة إلى ترحيل حفتر ورجاله إلى نيجيريا ثم إلى زائير، وأخيراً إلى الولايات المتحدة حيث بدأت عملية جديدة لتدريبهم فى ولاية فرجينيا فى محاولة أخرى لإسقاط القذافى.

وفى فبراير عام 2014 عاد حفتر إلى ليبيا بعد سقوط القذافى وتمكن من لملمة بعض بقايا الجيش الليبى، واستطاع بمعاونة بعض القبائل والسياسيين الليبيين إطلاق عملية (كرامة) التى استهدفت تحرير المنطقة الشرقية من ميليشيات الجماعات الإرهابية التى تسيطر على مدينة درنة على مسافة 75 كيلومتراً من الحدود المصرية، وتطلق منها عملياتها الإرهابية ضد مصر التى وصلت إحداها إلى حدود مدينة مارينا، وبين هذه الجماعات جماعة أنصار الشريعة التى اغتالت السفير الأمريكى وثلاثة من الأمريكيين فى هجوم مباغت على القنصلية الأمريكية فى بنغازى.

نجحت جهود حفتر فى تشكيل قوة عسكرية مؤثرة فى المنطقة الشرقية، كما نجح تحالفه مع قبائل الشرق وعدد من السياسيين فى إطلاق زخم وطنى قوى سرعان ما أصبح التيار الرئيسى فى المنطقة الشرقية، مستثمراً رفض القبائل الليبية أفكار جماعات الإرهاب وتشككهم فى أهدافها، ولأن حفتر كان الوحيد من قيادات ليبية عديدة الذى أخذ زمام المبادرة فى وقت بدا فيه الجميع عاجزين عن فعل أى شىء كبر اسم حفتر واعترف به البرلمان الشرعى فى طبرق قائداً عاماً للقوات الليبية.

ويساند جهود حفتر فى المنطقة الشرقية قوة فرنسية محدودة تعمل فى قاعدة بنينه قرب بنغازى، كُشف عنها النقاب أول مرة قبل عدة أسابيع عندما لقى ثلاثة من جنودها مصرعهم فى حادث سقوط طائرة هليكوبتر، والواضح أن تعاون الفرنسيين مع حفتر يتم بموافقة أمريكية أوروبية فى إطار اتفاق التحالف الغربى الذى يضم إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وإنجلترا على خطورة تمكين داعش من السيطرة على ليبيا واستخدامه مدينة سرت قاعدة بديلة، بعد أن فقد داعش معظم الأراضى التى كان يحتلها فى العراق وسوريا، واضطر كثير من مقاتليه إلى العودة لليبيا على أمل أن تصبح قاعدة بديلة للعراق وسوريا، ليس فقط بسبب مخزون ليبيا الضخم من البترول عالى الجودة الذى يذهب معظمه إلى دول جنوب أوروبا ولكن لسبب آخر لا يقل أهمية وخطورة، يتمثل فى عصابات تهريب المهاجرين العرب والأفارقة عبر السواحل الليبية التى تشكل المنطقة الأقرب جغرافياً إلى الساحل الإيطالى، ومع الأسف يموت معظم هؤلاء غرقاً فى المتوسط قبل الوصول إلى الساحل الإيطالى.

وكما أن لحفتر مناصرين كثيرين فى ليبيا فإن له أيضاً خصوماً أقوياء، أبرزهم ميليشيات الجماعات المسلحة التى كانت تحكم المدن الليبية خاصة فى المنطقة الشرقية، وجماعة الإخوان المسلمين التى تشكل العنصر الأقوى فى تحالف مدينة مصراته الجهوى، وجميعهم يتهم حفتر بالديكتاتورية والرغبة فى الانفراد بحكم ليبيا، وبين هؤلاء من يعتبر حفتر أخطر من داعش والقذافى، رغم أن حفتر كثيراً ما يكرر أنه لا يشغل نفسه بأمور السياسة وأن مهمته الوحيدة هى إنقاذ ليبيا من براثن جماعات الإرهاب والميليشيات المسلحة، وبالطبع لا يسلم الأمر من بعض الحملات التى يشنها الإعلام الغربى على حفتر بين الحين والآخر بدعوى أنه عنيد صلب الرأس يعيق تعاون المنطقتين الشرقية والغربية ويعمل فى النهاية لحسابه.

ويصور الجميع موقف حفتر وكأنه العقدة أمام المنشار فى الموقف الليبى، فبدون دعمه تبدو حكومة الوحدة الوطنية التى يساندها التحالف الغربى جد ضعيفة عاجزة عن بسط نفوذها على المنطقة الشرقية، رغم الجهود التى بذلها التحالف الغربى كى يمكنها من أن يكون لها اليد العليا فى أوضاع مدينة سرت وتتمكن من إدخال جنودها بعد رحيل قوات داعش، كما أن تهميش حفتر سواء من خلال قرار تصدره حكومة طرابلس يجرده من وضعه العسكرى أو من خلال عمل تآمرى يستهدفه شخصياً يمكن أن يؤدى إلى فوضى خطيرة فى المنطقة الشرقية التى تقف الآن على أبواب مرحلة استقرار جديدة ويزيد الوضع تعقيداً أن الأوضاع فى مجمل ليبيا لا تبشر كثيراً بعد أن حذر المبعوث الأممى للتحالف الغربى من خطورة أن يتسرب الدعم لحكومة الوحدة الوطنية التى يرأسها فايز السراج، ويسقط المشروع الغربى بأكمله وتندثر جهود التسوية السلمية وتزداد فرص جماعات الإرهاب للسيطرة على مجريات الأمور فى البلاد، وما من مخرج لهذه الأزمة يضع ليبيا على طريق التسوية الجادة سوى الاعتراف بحفتر قائداً للقوات الليبية، والاعتراف بالقوة العسكرية التى يقودها باعتبارها القوام الصحيح للقوات المسلحة الليبية التى تشكل أهم مؤسسات الدولة المدنية القانونية التى تُجمع كل الأطراف الليبية على ضرورة نهوضها بديلاً عن كل هذه الكيانات المفتعلة واليدوية الصنع التى لا تخدم أمن ليبيا أو استقرارها.

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حفتر عقدة المنشار فى الأزمة الليبية 3 حفتر عقدة المنشار فى الأزمة الليبية 3



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon