توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العالم يرفض الابتزاز الأمريكى!

  مصر اليوم -

العالم يرفض الابتزاز الأمريكى

بقلم : مكرم محمد أحمد

تخطئ الولايات المتحدة خطأً جسيماً إذا أخدها العناد والاستكبار بعيداً وتصورت أن إرادتها السياسية أكبر من إرادة العالم أجمع، وتجاهلت أن من بين الغاضبين من قرارات القدس الأحادية الجانب التى تناقض الشرعية والقانون الدولى حلفاءها الأهم فى العالم أجمع، إنجلترا وفرنسا وألمانيا ومصر والأردن واليابان، ولم تدرك المغزى الحقيقى من أن يعترض على قرارها فى مجلس الأمن 14 من 15 دولة بينهم الأعضاء الداعون جميعاً غير الولايات المتحدة، ولم تر أى خطورة فى أن يرفض قرارها 129 عضواً فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لا يساندها فى عزلتها الدولية سوى إسرائيل وتسع دول هى جوا تيمالا وهندوراس وتوجو وجزر الباسفيك ومكرونيزيا وجزرمارشال وإذا كان الفيتو الأمريكى الذى استخدمته الولايات المتحدة لأول مرة منذ 6 سنوات قد نجح فى وقت تنفيذ قرار مجلس الأمن بعد أن حظى بهذه الأغلبية الكاسحة، فإن قرار الجمعية العامة الذى أيدته 129 دولة مقابل 9 دول وقفت إلى جوار إسرائيل وأمريكا بقى شاهداً على عزلة الولايات لا يكفى لمواجهته أن تعلن السفيرة الأمريكية فى الأمم المتحدة نيكى هايلى فى استكبار بالغ أن أى تصويت داخل الأمم المتحدة لن يحدث فارقاً لأن الشعب الأمريكى يريد أن يضع سفارته فى القدس وهذا ما سوف يكون وما حدث بالفعل، لأن الأمم المتحدة ليست طبقاً لميثاقها مؤسسة أمريكية وإنما هى منظمة دولية تجمع كل دول وشعوب العالم تنطق باسم هؤلاء جميعاً وتعبر قراراتها عن مجمل ما يتفقون عليه .

والأغرب من هذا القول تصريح السفيرة الأمريكية بأن هذا التصويت سوف يغير نظرة أمريكا للأمم المتحدة وسوف يظل محفوراً فى الذاكرة الأمريكية لأننا نتعامل مع دول لا تحترم الإرادة الأمريكية، بما يعنى أن ما تراه الولايات المتحدة ينبغى أن يكون، وأن السفيرة الأمريكية نيكى هايلى سوف ترفع إلى الرئيس ترامب بالفعل قائمة بأسماء الدول التى صوتت ضد القرار الأمريكى كى يحرم هذه الدول من أى عون أمريكى .

بهذا المنطق الغريب تتعامل أمريكا مع الموقف داخل الأمم المتحدة، تهدد بمنع العون الأمريكى عن الدول التى صوتت ضد قرار الرئيس الأمريكى، وتهدد بمنع دفع حصتها فى موازنة الأمم المتحدة لمجرد أن أعضاء الجمعية العامة مارسوا حقهم فى التصويت الحر على مشروع قرار صاغته مصر فى أسلس وأخف صورة إلى حد أنه لم يشر إلى الولايات المتحدة بصورة مباشرة كى يحظى بموافقة الجميع بما فى ذلك الدول الكبار حلفاء الولايات المتحدة مثل إنجلترا وفرنسا واليابان .

صحيح أن قرار الجمعية العامة اعتبر أي قرارات أو أعمال من شأنها تغيير الوضع الراهن فى القدس الشرقية أو التأثير على هويتها السكانية قراراً لا ينتج أثراً ولا يعتد به، لكن القرار يكاد يكون ترديداً لقرارات مماثلة صدرت عن مجلس الأمن والجمعية العامة، وما جعل القرار هذه المرة أفدح أثراً أن القرار أصبح بعد مجىء ترامب إلى الحكم جزءاً من سياسة أمريكية جديدة تلتزم بها إدارة ترامب التى قطعت علاقاتها بمواقف كل الرؤساء الأمريكيين السابقين من القدس بدعوى الاعتراف بالأمر الواقع .

ومع الأسف لا تزال الولايات المتحدة تصر على أن القرار يشكل خطوة مهمة على طريق السلام، ولا يشكل انحيازاً أمريكياً مباشراً لإسرائيل وليس مجرد تأكيد لقرار إسرائيل بضم القدس الشرقية إلى حدودها، وأنه قرار محايد لا علاقة له بالوضع النهائى الذى يبقى محل تفاوض مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن السياسة الأمريكية الجديدة ليست سياسة فرض الأمر الواقع ولا تعنى تأييد إسرائيل فى قرارها المتعلق بضم القدس أو ترسيم حدودها النهائية الذى يبقى محل تفاوض مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بينما يؤكد الفلسطينيون أن قرار الرئيس ترامب يفسد دور الولايات المتحدة كوسيط فى عملية السلام لأنه قرار ينحاز إلى إسرائيل بصورة عمياء .

وحتى الآن لا يبدو واضحاً كيف ستتمكن إدارة الرئيس ترامب من احتواء الموقف خاصة أن القرار الأمريكى تجاهل على نحو تام أهمية القدس الشرقية بالنسبة لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم وأهميتها بالنسبة للمسيحيين، وهل ستستمر الحماقة الأمريكية إلى حد عقاب الدول التى صوتت ضد قرار ترامب سواء فى مجلس الأمن أو فى الجمعية العامة وأولها مصر التى صاغت مشروع القرار الاساسى والتى تتلقى معونة أمريكية قدرها 2ر1 مليار دولار لم تعد تشكل شيئاً مهما رغم أن مصر لا تزال تعبر المرحلة الأخيرة من عنق الزجاجة، لكن مصر لم يكن فى وسعها سوى أن تقف إلى جوار الشعب الفلسطينى تسانده فى مجلس الأمن وفى الجمعية العامة وتمكنه من الحصول على أوسع مساحة ممكنة من التأييد العالمى حتى لو اضطرت إلى استخدام لغة أقل خطابية وتشدداً .

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم يرفض الابتزاز الأمريكى العالم يرفض الابتزاز الأمريكى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon