توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإسلام والغرب

  مصر اليوم -

الإسلام والغرب

بقلم - مكرم محمد أحمد

لا أعرف إن كان الشعار الذى رفعه الأزهر الشريف «الإسلام والغرب تنوع وتكامل» عنواناً لندوته الدولية حول العلاقة بين الإسلام وأوروبا يعكس أملاً حقيقياً يمكن أن ننتظره ونسعى إليه رغم المصاعب العديدة على طريق الحوار بين الإسلام والغرب التى تحدث عنها الإمام الأكبر الشيخ الطيب فى افتتاح ندوته الدولية، التى شهدها عدد غير قليل من حكماء الشرق والغرب فى مقدمتهم رؤساء جمهوريات سابقون لدول إسلامية وغربية ورؤساء وزراء لحكومات غربية وإسلامية، وجمع من مشاهير العلماء المتخصصين فى قضية العلاقة بين الإسلام والغرب، وأصحاب مواهب هائلة وعلم جم من الأكاديميين البارزين، وممثلين كبار لشركاء عالميين مثل مجلس الكنائس العالمى وأسقفية كانتربرى، وجمع فاضل من علماء المسلمين، جاءوا جميعاً يأملون فى رأب الصدع بين المسلمين فى الغرب والغربيين عموماً بعد أن نجح المتطرفون فى زرع الشقاق بين الجانبين، رغم أن الإسلام ليس بغريب على الغرب، ولا يمثل مجموعة من المعتقدات الدخيلة عليه، ولكنه الآن الديانة الثانية فى أوروبا، يعتنقه عدد كبير من المواطنين فى العديد من البلدان الغربية..، ومع الأسف استغل سياسيون شعبيون مخاوف السكان الغربيين من الإسلام الوافد وأسرفوا فى انتقاد سياسات الهجرة وقضايا التعددية الثقافية التى كانت من صميم القيم الأوروبية، تسود المجتمع الأوروبى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وأصبحوا يقدمون الإسلام كدين تطرف وتعصب بعيداً كل البعد عن السلوكيات المتأصلة فى الدين الإسلامى السمح، التى يشهد عليها تاريخ المسلمين فى العصور الوسطى من الأندلس إلى الهند ومن آسيا الوسطى إلى إفريقيا عبر تاريخ طويل يقترب من ألف عام، كان المسلمون خلالها يقودون حضارة العالم بينما تعيش أوروبا فى ظلام دامس.

الهدف إذن مناقشة أمر العلاقة بين الإسلام والغرب فى هذا المحفل المهم مناقشة تقوم على المصارحة والمكاشفة، وتأخذ فى الحسبان الظروف القاسية التى تعانيها شعوبنا فى الشرق أملاً فى أن يُسفر اللقاء على أمر جامع يُنقذ عالمنا المُعاصر من مخاطر الصراع والتوتر وكل صور الحروب الباردة والساخنة التى تهدد عالمنا، وحسناً أن اختصر الشيخ الجليل أحمد الطيب شيخ الأزهر, الطريق، عندما أكد أن الشرق، أدياناً وحضارات، ليست له أى مشكلة مع الغرب بمفهومه المسيحى المتمثل فى مؤسساته الدينية الكبرى أو بمفهومه كحضارة علمية مادية، لأن الإسلام يحترم ويعترف بكل الأديان، ويؤمن بالعلم أيا كان موطنه، يشهد على ذلك قديماً حضارة الأندلس بثقافاتها الثلاث التى جمعت اليهودية والمسيحية والإسلام بما يؤكد إمكان التقارب بين الأديان الثلاثة الذى حدث فى الأندلس ويمكن أن يحدث مرة أخرى، كما يشهد على ذلك انفتاح الأزهر الشريف حديثاً على كل المؤسسات الدينية الكبرى فى أوروبا، وزيارة البابا فرانسيس لمصر فى أبريل الماضى ومشاركته فى افتتاح مؤتمر الأزهر العالمى، والعديد من الزيارات المتبادلة بين الأزهر ورئيس أساقفة كانتربرى ومجلس الكنائس العالمى والكنيسة البروتستانتية فى ألمانيا.

وقد ألقى الإمام الأكبر على حضور مؤتمر الإسلام والغرب السؤال الصحيح عندما سألهم بعد سرد تاريخ حضارة الإسلام، أين إذن هذا الإسلام المنغلق على نفسه، المحبوس فى ماضيه الذى يُشكل أتباعه خطرا ماحقا على حضارة الغرب ومنجزاته الكبرى؟! وهل تملك شعوب المسلمين مصنعا واحدا من مصانع أسلحة الدمار الشامل أو مصدرا من مصادر القوة الرادعة التى يمكن أن ترعب القوى الكبرى؟!. ليست هناك مشكلة بين الإسلام والغرب وليست هناك مشكلة بين الإسلام والديانات الكبرى الثلاث، لأن الإسلام يعترف بكل الديانات والرُسل، ويؤمن بتعارف الثقافات والحضارات وتكاملها وليس صدامها، ويحض على تبادل المنافع بين الأمم، المشكلة الحقيقية فى قوة الهيمنة لدى دول الغرب التى يملؤها الشعور بحقها فى السيطرة على الآخرين وتسخيرهم لتحقيق مصالحها انطلاقاً من اعتقادها الزائف بأنها الحضارة الأرقى صاحبة الحق المطلق فى سيادة الشعوب وقيادتها.

تحية كبيرة إلى الشيخ الجليل أحمد الطيب الذى نجح بالفعل فى أن يُعيد إلى أذهان الغرب والعالم صورة الإسلام السمح الذى يقبل بالآخر ويعترف بحقوقه ويحرص على اللقاء معه وحواره، ليس فى مجرد خطاب يُقرأ فوق المنابر، ولكن من خلال عمل دينى علمى حضارى عصرى دؤوب، يتصدى بشجاعة للإرهاب والعنف، وينجح فى تحويل الأزهر، شيخ جامعات العالم، إلى قوة حوار بناء تُشكل أهم قوانا الناعمة الآن، تدعو للتقارب والتعارف والتآخى وتبادل المنافع بين الأمم دون هيمنة على الآخرين، ليرسم الطريق الصحيح لحوار الأديان والحضارات.

نقلا عن الاهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 01:13 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

التوافق ينتصر للسودان .. والمعركة مستمرة

GMT 01:12 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

مصر الفيدرالية

GMT 01:06 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

GMT 05:30 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

مشاكل ترامب أمام القضاء الأميركي

GMT 05:29 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

من مفكرة الأسبوع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإسلام والغرب الإسلام والغرب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon