توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطائفية والمواطنة فى سوريا

  مصر اليوم -

الطائفية والمواطنة فى سوريا

بقلم - مكرم محمد أحمد

فتحت الإمارات المتحدة سفارتها فى دمشق يوم الخميس الماضي، وأعادت رفع علم الإمارات فوق مبنى السفارة فى العاصمة السورية، وبعدها بيوم واحد فتحت البحرين سفارتها بما يُشير إلى أن بقية العواصم العربية سوف تأتي، أما سفارة مصر فى دمشق فقد ظلت تعمل دون توقف، يرعى شئونها قائم بالأعمال لم يُغادر مكانه، يمكن استبداله بسفير فى وقت قريب، وكذلك لم ينقطع خط الطيران المباشر بين القاهرة ودمشق، وللمرة الثالثة يأتى اللواء على مملوك مدير المخابرات السورية فى زيارة مُعلنة إلى العاصمة المصرية التى صفت منذ البداية إلى جوار وحدة الدولة والتراب السورى انطلاقاً من رؤية إستراتيجية تاريخية، تعتقد أن الدفاع عن مصر يتطلب بالضرورة تأمين الدفاع عن سوريا وعن وحدة أراضيها ودولتها، ويسطر سجل العرب التاريخى أن شرارة حرب أكتوبر انطلقت على الجبهتين المصرية والسورية فى نفس التوقيت فى معركة عربية مشتركة جسدت وحدة المصير العربى المشترك. والواضح أن الحرب الأهلية السورية التى بدأت عام 2011 وكانت سبباً فى أن أغلقت معظم الدول سفاراتها فى العاصمة السورية قد انتهت بالفعل بعد 7 سنوات من الخراب والتدمير والتدخل الخارجى الذى أسهمت فيه دول كثيرة، لكن سوريا استطاعت بمساعدة حاسمة من الروس أن تستعيد معظم أراضيها وأن تبسط سيطرتها على كل البقاع باستثناء بعض الجيوب الصغيرة لتنظيم داعش، الذى تلقى ضربات موجعة ألزمته التخلى عن مساحات شاسعة من الأراضى التى كان يمتلكها فى العراق وسوريا. والواضح أيضاً أن جميع الأطراف الدولية والإقليمية تتوافق الآن على سرعة إنهاء التسوية السياسية للأزمة السورية من خلال كتابة دستور جديد للبلاد وانتخابات نيابية ورئاسية يُشارك فيها بشار الأسد الذى نجح جيشه فى استعادة معظم الأرض السورية، ولا يزال الجيش السورى مُصمماً على استعادة كل بوصة من الأرض السورية، ويتوقع المراقبون أن تتسارع الدول العربية فى فتح سفاراتها فى دمشق بما يمكن سوريا من استعادة عضويتها فى الجامعة العربية خلال قمة مارس التى تعقد فى تونس، وثمة توقعات بأن تنضم السعودية قريباً وتُعيد فتح سفارتها فى دمشق، بما يؤكد أن الخطوة التى بدأها الرئيس السودانى عمر البشير بزيارته المفاجئة لدمشق الشهر الماضى كانت جزءاً من رؤية عربية شاملة، ويعنى احتضان الدول العربية لدمشق وإعادة فتح سفاراتها فى العاصمة السورية أن على سوريا أن توازن علاقاتها العربية التى هى جزء أصيل من هويتها بما يُقلل من هيمنة إيران على أقدار سوريا، ويضمن صحة المسار السوري، ويُعيد تأهيل سوريا لأن تكون جزءاً من العمل العربى المشترك، والأمر الذى لاشك فيه أن تصحيح العلاقات العربية السورية يعنى تقوية الجبهة السورية فى الداخل، وتوحيدها بما يحقق للسنة اندماجها الكامل تعزيزاً لصمود الجبهة الداخلية وضماناً لوحدتها، ولا يعنى ذلك تهميش حقوق الطوائف أو إثارة الفتن بين السُنة والشيعة، لأن سوريا الجديدة التى تحتاج إلى كل العرب من أجل إعادة إعمارها ينبغى أن تكون عربية الوجه والتوجه كى تكون جزءاً من محيطها العربي، وألا تكون الطائفية جزءاً من خيارات هويتها، لأن الطائفية تناقض الوحدة الوطنية وتناقض تكافؤ الفرص بين جميع مكونات الشعب السوري، وأظن أنه آن الأوان كى يصبح حق المواطنة الكاملة جزءاً أصيلاً من حقوق الإنسان العربي، لأن حق المواطنة يعنى أن يصبح الجميع أمام القانون سواسية كأسنان المشط، كما يعنى أن تنهى الدولة كل صور التمييز بين المواطنين فى العرق أو الجنس أو اللون، وسوف تُحقق الجامعة العربية إنجازاً مهماً فى حقوق الإنسان العربى لو أنها اعتبرت حق المواطنة جزءاً أصيلاً من حقوق المواطن العربي.

 

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطائفية والمواطنة فى سوريا الطائفية والمواطنة فى سوريا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon