توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
السبت 1 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

لا تســتســلم!

  مصر اليوم -

لا تســتســلم

بقلم : مكرم محمد أحمد

هذا كتاب مهم يحسن أن يقرأه كل من مر بهذه التجربة العصيبة ، تجربة مريض بالسرطان جاوز الأربعين عاماً، أستاذ فى علوم السياسة يدير مؤسسة ناجحة للأبحاث الاستراتيجة، مفتوح أمامه المستقبل على مصراعيه دون عوائق، لكنه ذات صباح اكتشف أن فى جسمه ما يشبه أن يكون عقداً صغيرة ، وعندما ذهب إلى طبيب يفحصه فى لندن قال له الطبيب البريطانى بلهجة محايدة ودفعة واحدة دون أى تمهيد، «ستموت بعد أسبوعين» وعلى الرغم من أن الموت حقيقة مؤكدة لا مهرب منها فإن خبره يكون له دائماً وقع المفاجأة يتلقاه الناس بدهشة وكأنه خروج على ناموس الحياة، ويبدو أن «عبارة ستموت بعد أسبوعين» كانت كافية لاستنفار إرادة الحياة لدى أستاذ العلوم السياسية ، السلاح الخفى الذى أودعه الخالق فى كل نفس بشرية ومنحنا بعض المعرفة به وأوكل الينا استخراجه فى اللحظة المناسبة لنستعين به على عوامل الموت والفناء. ومهما تكن احترافية سلوك الطبيب البريطانى الذى منح نفسه حق تقدير الأنفاس المتبقية على الارض بدعوى ضرورة إبلاغ المريض بحقيقة مرضه مهما تكن خطورة حالته ، فان تحديد المدة الباقية للحياة ليس سلوكاً مقبولاً من أى طبيب خاصة فى حالة مريض السرطان الذى يحتاج أول ما يحتاج الى طبيب يجيد التعامل معه نفسياً لأن الواقعة كان يمكن أن تؤدى الى نتائج بالغة السوء لو أن المريض استسلم لمشاعر الخوف والضعف . لقد مضى الأسبوعان وتلاهما أسابيع كثيرة طالت إلى سنوات ، ولا يزال المريض على قيد الحياة بعد أن شُفى تماماً من مرضه ، يكتب وينشر ويدير مؤسسته البحثية بكفاءة عالية ويروى فى كتاب مهم تجربته مع مرض السرطان ، يوثق هذه التجربة التى تخلص فى رفض الاستسلام وامتلاك القدرة على قهر المرض والانتصار عليه، وأن الاصابة بالسرطان لا تعنى النهاية، وأن هناك من استطاع الصمود أمام هذا الخيار الصعب عن طريق إحياء القدرات التى زودنا الله بها ، وأن فرص الشفاء قائمة إذا رفض المريض الاستسلام وقاوم خصمه الشرس . لا تستسلم هذه الفكرة وهذا النداء قد يكون خلاصة تجربة دكتور جمال سند السويدى رئيس مركز الابحاث الاستراتيجية لدولة الامارات مع مرض السرطان ، لا تستسلم لان الله أودع فى كل منا نسبة ربما لا تكون فى كل الأحوال متساوية من الاحتمال والعزيمة والإرادة والعقل تكفى لقبول التحدى ، وواجب الانسان الرشيد أن ينمى ما أودعه الله داخلنا من هذه القدرة ، صحيح أن الاصابة بالسرطان تمثل حدثاً يزلزل حياة كل من يتعرض له ، بل لعله الحدث الاكبر والاكثر تأثيراً فى النفس والاكثر حضوراً فى الذاكرة في كل لحظة ، لأن ما يحدث فى الوعى والنفس والروح أقرب فى مداه وتأثيره على مستوى الفرد من حدث «الانفجار العظيم» ، يرافقك تأثيره سنوات لا تعرف خلالها سواه، ولا تشعر بغير سطوته وتحاصرك فى كل لحظة فضلا عن أثره البالغ على كل عضو من جسمك. وأصعب الأيام بالطبع هى أيام العلاج الكيماوى خاصة فى البداية التى تمثل أولى جولات النزال مع المرض عندما يتساقط شعر الرأس واللحية، لكن ما يساعد المريض على عبور هذه الفترة أن يكون قد قرأ الكثير عن مرضه وأن يهتم بمتابعة تطورات حالته ، ويتفهم جيداً طبيعة كل مرحلة من مراحل العلاج ، وبمعنى آخر أن يعرف أكثر عدوه ويتبين مدى شراسته ويدرك قدرة الخلايا السرطانية على غزو الخلايا السليمة المجاورة وتدميرها ونقل الخلل الى اعضاء ومناطق أخرى من الجسم بسرعة فائقة، بما يكشف التوحش المتزايد للخلايا المريضة التى تفترس خلايا الجسم السليمة بنهم بالغ ،والعلاج الكيماوى هو خليط من سموم توجه لقتل الخلايا المنفلتة التى تتطلع دائماً الى غزو الخلايا المجاورة ،ولأن العلاج الكيماوى شبه قاتل فإن جلساته يتبعها عادة إمداد جسم المريض بصفائح دماء جديدة، وما من شك فى أن المعرفة فى حد ذاتها قوة وكلما تعرفت على مرضك كنت على بينة منه ولم يعد عدوك مجهولاً، واصبحت تعرف ملامحه وتستطيع أن تتنبأ بما سوف يفعل! بما يزيد من ثقتك فى نفسك وقدرتك على الشفاء ، كذلك فإن القراءة عن المرض بما يصاحبها من تفكير وإعمال للعقل وتنبيه لملكات الملاحظة تشحذ إرادة المقاومة على هذا الخط الفاصل بين الموت والحياة. من فضلك لا تستسلم، فإن إرادة الحياة تمثل أهم عوامل الشفاء وهى موجودة داخلك وعليك أن تعثر عليها وأن تجليها ليس فقط فى مواجهة السرطان ولكن فى مواجهة أخطار أخرى جسيمة ربما لا تقل خطراً عن السرطان. 

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تســتســلم لا تســتســلم



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon