توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أردوغان المعزول وليس ولى العهد السعودى

  مصر اليوم -

أردوغان المعزول وليس ولى العهد السعودى

بقلم - مكرم محمد أحمد

الأمر الواضح فى قمة العشرين التى انعقدت أمس فى بوينس أيريس، أن ولى العهد السعودى محمد بن سلمان لم يعان أى عُزلة، الكل صافحه والكل تحدث معه، والكثيرون طلبوا لقاءه بمن فى ذلك رئيس وزراء الهند ورئيسة وزراء بريطانيا والعديد من القادة الحضور، لكن المصافحة الأكثر قوة والأكثر ترحيبا جاءت من الرئيس الروسى بوتين الذى استقبل ولى العهد السعودى ضاحكاً وهو يصافحه بقوة، وكان رد ولى العهد السعودى أكثر حرارة وهو يُربت على يد الرئيس الروسى بوتين بود شديد، وربما تكون الملاحظة الوحيدة التى سجلها المراقبون، أن ولى العهد السعودى رد على حديث قصير للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قائلاً، لا تقلق، لكن الرئيس الفرنسى جاوبه قائلاً، إننى قلق بالفعل! ثم جاء المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية ليؤكد أن الرئيس الفرنسى نقل إلى ولى العهد السعودى طلباً بضرورة إشراك مراقبين دوليين فى تحقيق قضية مقتل خاشقجى، ورد محمد بن سلمان على طلب الرئيس الفرنسى قائلاً لا تقلق.. وباستثناء هذه الملاحظة مر اليوم الأول من اجتماع قمة العشرين بسلام، وهى القمة التى تنعقد سنوياً وتضم أكبر الاقتصاديات العالمية التى تُشكل 85% من الناتج الإجمالى للعالم أجمع، وثلاثة أرباع حجم التجارة الدولية.

ورغم جهود الأرجنتين الدولة المضيفة فى أن تمر قمة العشرين هادئة بسلام، أحاطت قمة بوينس أيريس فى البداية ظلال كثيفة من التشاؤم بسبب إعلان الرئيس الأمريكى ترامب إلغاء لقائه الرئيس الروسى بوتين نتيجة مضاعفات الأزمة الأوكرانية، فضلاً عن أن أغلب التوقعات كانت تشكك فى إمكانية أن تصل المباحثات بين الرئيس الأمريكى ترامب والرئيس الصينى شى جين بينج حول الحرب التجارية المستعرة بينهما منذ أكثر من عام إلى تسوية سياسية يقبلها الطرفان، وأن فُرص نجاح مباحثاتهما تكاد تكون مُنعدمة، وأن الطرفين يستعدان للذهاب إلى التحكيم الدولى، وعلى عكس كل التوقعات حقق الرئيس الأمريكى انتصارا كبيراً فى أول أيام انعقاد قمة بوينس أيريس بتوقيعه اتفاقا تجارياً جديداً لدول شمال أمريكا يضم أمريكا وكندا والمكسيك، يراجع القواعد القديمة التى تنظم التجارة الإقليمية لدول شمال أمريكا والتى يصل حجمها إلى تريليون ومائتى مليار دولار وينهى نزاعاً استمر ما يقرب من 25 عاماً.. وفى احتفال استمر نصف الساعة فى الفندق الذى ينزل فيه الرئيس الأمريكى امتدح ترامب الاتفاق الجديد ووصفه بأنه اختراق وإنجاز حقيقى، مبشراً جمهوره الانتخابى بأن الاتفاق الجديد يولد فرص عمل هائلة ذات عائد كبير ويزيد حجم الصادرات الزراعية الأمريكية، وربما يواجه بعض المتاعب المحدودة عند نظره فى مجلس النواب الأمريكى الذى تسيطر عليه أغلبية ديمقراطية لكن الاتفاق سوف يمر، ومن المؤكد أنه يُعزز فُرص الرئيس ترامب فى الحصول على فترة حكم ثانية، وقد تواصل الرئيس الأمريكى مع رئيس وزراء كندا جاستن ترودو بعد طول خلاف، وربما كان ترامب أكثر حرارة ووداً فى تفاعله مع الرئيس المكسيكى أنريك بينيا نييتو الذى وقع الإتفاق فى آخر يوم من فترة حكمه وقبل ساعات من تولى الرئيس المكسيكى الجديد أندريس مانويل لويس، وقد حيا الرئيس ترامب الرئيس المكسيكى المنتهية فترة رئاسته بحرارة شديدة مشيداً بهذا الإنجاز الفذ فى آخر أيام حكمه.

وربما اعتقد البعض أن هذا الإنجاز المتعلق بدول شمال أمريكا قد يعوض المصاعب الكبيرة التى تواجه قمة بوينس أيريس التى تتمثل فى الحرب التجارية التى تشنها الولايات المتحدة على الصين وعدد من الدول الأوروبية، تتضرر من فرض رسوم أمريكية جديدة على واردات أمريكا من الصلب والألمونيوم ومن الإجراءات الحمائية التى تتبعها الولايات المتحدة تحت شعار «أمريكا أولا» قبل أن تقع المفاجأة الثانية من الرئيس ترامب، الذى اقترح أن يصدر عن لقائه مع الرئيس الصينى شى جين بينج قرار بوقف إطلاق النار فى الحرب المستمرة بين الصين والولايات المتحدة، استكمالا ليوم ناجح حقق فيه انتصارا مهماً بتوقيعه اتفاق التجارة الحرة الجديد لدول شمال أمريكا، وقد أضفت تصريحات ترامب بعض التفاؤل على اجتماع العشاء الذى جمعه مساء أمس مع الرئيس الصينى، مؤكدا أن الطرفين الصين وأمريكا يعملان بجد وثمة فرصة لإمكان توقع أخبار سارة بعد اجتماعه مع الرئيس الصينى، خاصة أن الرئيس ترامب أكد أن الصين تريد تسوية عادلة وكذلك نحن الأمريكيين وأن المفاوضات بين الجانبين تُنجز تقدماً.

وربما يكون صعباً على الطرفين الصينى والأمريكى تسوية كل المشكلات المعلقة مرة واحدة، لكن الأمر المؤكد أن وقف إطلاق النار فى الحرب التجارية بين الجانبين يعنى وقف التصعيد المستمر بينهما، الذى كان ينذر بجولة متبادلة جديدة من الإجراءات العقابية للطرفين، ويشكو الأمريكيون من أن الصين تغلق أبوابها وتختلق العراقيل كى تظل السوق الصينية مُغلقة أمام معظم السلع الأمريكية، لا يدخل منها فى أسواق الصين إلا ما يحقق فوائد مؤكدة للصين، أهمها أن تنطوى على تكنولوجيات جديدة يمكن أن تفيد الصين التى تُلزم كل الشركات التى تتعامل معها بالإفصاح عما يسمونه النوهاو أو سر الصنعة كما يقولون.. وبتبريد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، يبتعد الطرفان عن اللجوء إلى التحكيم القضائى حلاً للنزاع، ويعودان إلى مائدة التفاوض بهدف الوصول إلى تسوية عادلة تحقق صالح الطرفين، الأمر الذى يمكن أن يؤثر إيجابيا على حركة التجارية الدولية التى تعرضت أخيراً لمشكلات ضخمة بسبب الإجراءات الحمائية التى اتخذتها الولايات المتحدة، عندما رفعت الرسوم الجمركية على وارداتها من الصلب والألمونيوم القادمة من الصين وعدد من الدول الأوروبية، وفى ضوء هذه المتغيرات الجديدة ربما تكون قمة العشرين التى عقدت فى بوينس أيريس هى أهم القمم وأكثرها انجازا ولعلها أيضاً تكون القمة التى أتاحت لولى العهد السعودى محمد بن سلمان فرصة أن يعاود نشاطه ونشاط المملكة على مستوى العالم بعد أن وضحت رغبة الجميع فى الحفاظ على استقرار السعودية التى تُشكل عامل أمن واستقرار لسلام الشرق الأوسط، كما تُشكل عامل توازن مهما بين الدول المنتجة والدول المستهلكة للبترول تساعد على ضبط أسعاره كى تكون فى صالح الجميع، فضلاً عن دورها المالى فى تحقيق التوازن بين الدول الصناعية والدول النامية.

لكن ما من شك أن أحداً فى قمة العشرين لم يكن تحت الملاحظة المستمرة على مدى انعقاد المؤتمر مثل ولى العهد السعودى محمد بن سلمان الذى يجىء إلى القمة تلاحقه قضية خاشقجى رغم تأكيدات ولى العهد بأنه ليس له علاقة بمقتل خاشقجى الذى حدث بسبب شخوص تجاوزوا اختصاصاتهم، صدرت بحقهم لائحة اتهام تُطالب بإعدام خمسة متهمين، ومن المؤكد أن الرئيس الأمريكى ترامب راغب بشدة فى إبراء ساحة ولى العهد كما أن الرئيس الروسى بوتين يعتقد أن القضاء السعودى هو المنوط به التعامل مع قضية خاشقجى دون تسييس، وقد يكون الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وهو ضمن حضور المؤتمر الأكثر اندفاعا فى اتهام الحكم السعودى لأسباب ومنافع عديدة يمكن أن يجنيها، يدخل ضمنها الابتزاز المالى والرغبة فى تقويض أمن السعودية لصالح رغبته الشيطانية فى أن يُعيد عجلة التاريخ إلى الوراء ويُعيد مجد الخلافة العثمانية على أنقاض مصر والسعودية لا قدر الله، فضلاً عن أنه يمثل الآن رأس جماعة الإخوان المسلمين رأس الأفعى الذى تتعلق به الجماعة هرباً من مصيرها المحتوم، لكن أردوغان يكاد يكون معزولاً فى قمة بوينس أيريس يرفض الرئيس الأمريكى لقاءه، بينما تؤكد وقائع اليوم الأول وصوره أن ولى العهد السعودى حاضر بقوة لا يعانى أى عُزلة سواء خلال الصورة التذكارية التى تم التقاطها لقادة المؤتمر حيث كان مكانه فى بداية الصف الثانى على اليمين، الجميع يصافحونه ولا أحد يتهرب من لقائه، كما لقى ولى العهد السعودى ترحيباً واضحاً من الرئيس الأرجنتينى ماوريسيو ماكرى الذى أكد أن قضية خاشقجى لا تزال على المائدة مفتوحة للنقاش سواء داخل المؤتمر أو خلال اللقاءات الثنائية، وكانت فاتحة لقاءاته فى بوينس أيريس المباحثات التى أجراها ولى العهد فى مقر إقامته مع رئيس وزراء الهند ولم يتم خلالها مناقشة قضية خاشقجى.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

GMT 05:50 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

هل لديك الشجاعة؟!

GMT 05:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

الأدوات السياسية

GMT 05:46 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 05:31 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"الممر"

GMT 05:28 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إسرائيل تتآمر على ما بقي من فلسطين)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان المعزول وليس ولى العهد السعودى أردوغان المعزول وليس ولى العهد السعودى



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon