بقلم مكرم محمد أحمد
الواضح بعد أن قاربت الانتخابات التمهيدية للرئاسة الامريكية على الانتهاء، ان فرسى الرهان فى المعركة الاخيرة هما هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الاسبق، التى بات من المؤكد انها سوف تفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، والمرشح الجمهورى ترامب الذى تخطى العديد من الحواجز وهزم كل مرشحى الحزب الجمهورى، رغم الانقسام الكبير بين القادة الجمهورين حول شخصه ومدى صلاحيته لأن يكون رئيسا للولايات المتحدة!. والواضح ايضا ان معركة هيلارى وترامب لن تكون سهلة، فى ظل استطلاعات الرأى العام الامريكى التى تؤكد تساوى فرص المرشحين ،هيلارى وترامب، فى عدد من الولايات الكبيرة ومن المؤكد ان ترامب سوف يخوض معركة مشهودة تزيد من حدة الاستقطاب داخل المجتمع الامريكي، رغم تكتل عدد غير قليل من قادة الحزب لايريدون نجاحه، بينهم بوش الاب وبوش الابن وجون ماكين وكونداليزا رايس، يفكرون فى انشاء حزب ثالث او إعطاء أصواتهم لصالح المرشح الديمقراطى هيلارى تحت شعار(كله إلا ترامب!).
وثمة ما يشير إلى ان نسبة معتبرة تتجاوز 10% من التيار المعتدل داخل الحزب الجمهورى الذى يشكل 30% من الاعضاء سوف يعطون اصواتهم لهيلارى او يمتنعون عن التصويت والذهاب إلى الانتخابات..، ورغم ان معظم المراقبين والسياسيين اعتبروا خطاب ترامب حول سياسات امريكا الخارجية كارثيا يصر على عداء المكسيك والمسلمين والصينيين، قياسا على خبرة هيلارى بشئون السياسة الخارجية والامن القومى الامريكي، إلا ان الامريكيين يدلون بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية طبقا لانحيازاتهم لقضايا الداخل، حيث تبرز قدرات ترامب على دغدغة مشاعر الفئات الاجتماعية الاقل قدرة من البيض على وجه الخصوص بأسلوبه التهكمى ولسانه اللاذع، أدواته الاساسية فى حملته الانتخابية..، ووجه العجب فى معركة الرئاسة الامريكية الاخيرة ان امريكا التى انتخبت بحماس رئيسا اسود استمر فترتين وقلل من مغامرات امريكا العسكرية خارج حدودها، ونجح فى معالجة قضايا الاقتصاد والبطالة، يمكن ان تختار خلفا له رئيسا عنصريا يكره السود، ويزيد من حدة الانقسامات الداخلية ويعزز روح التعصب الدينى ويخاصم شعوبا بكاملها، ويمكن ان يرتكب حماقات كبيرة ضد الجاليات المسلمة فى المجتمع الامريكى.