توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دار للكفر ودار للإيمان

  مصر اليوم -

دار للكفر ودار للإيمان

بقلم : مكرم محمد أحمد

يكمن أحد التحديات المهمة للخطاب الدينى فى فض العلاقة بين النص الدينى وحق الإنسان الفرد فى استخدام العنف لتقويم سلوك إنسان آخر وإلزامه قيم الصلاح والدين، باعتبار ذلك بات من مسئوليات الدولة التى اصطلح غالبية المسلمين على أنها دولتهم، التى تحفظ أمن المجتمع واستقراره وتنشئ الدستور والقانون، وتعهد بتنفيذهما الى سلطة العدالة التى تتمثل فى قضاء ناجز ومستقل يصدر أحكاما عادلة تقوم على تنفيذها مؤسسات الردع المتمثلة فى الأمن والشرطة، بحيث يمتنع على الإنسان الفرد أو أى من جماعاته المشروعة أن تأخذ ناصية القانون فى يدها لأن هذا الاختصاص لم يعد معقودا لها منذ أن أصبحت هناك دولة يرى غالبية المسلمين أنها دولتهم، وضاق اختصاص الفرد فى تقويم سلوك الناس والجماعة عند حدود الجهر بالحق والدعوة الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، هذا حساب بين العبد وربه. 

وأظن أن إسقاط النص الدينى لتكليف الجهاد عن الإنسان الفرد منذ أن أصبحت هناك دولة اكتفاء بالحكمة والموعة الحسنة، يعنى أن نطاق التكليف بالجهاد بات وقفا على مخاطبة وعى الانسان المسلم وتربية عقله، وتمكينه من حق إختيار الطريق الذى يسلكه وتعمل مسئولية هذا الاختيار أمام ربه، ليصبح المعنى الحقيقى لجهاد الإنسان المسلم هو جهاد النفس يروضها ويقومها لأن صلاح الأمة من صلاح أفرادها. وإذا كان النص الدينى قد أسقط عن الإنسان الفرد وجماعاته حق الجهاد باسم الجماعة المسلمة كى يحمى المجتمع من سوء تأويل النص الدينى وسوء استخدامه، وعهد بهذا الواجب، المهم الى سلطة مدنية يحكمها الدستور والقانون ضمانا لسلامة المقاصد والأفعال، فإن الخروج على مقتضيات هذا الحال يمثل خروجا على التفسير الصحيح للنص الدينى فى إطار الوسطية التى ينحاز لها النص الديني، وتحرم الحرب على الانسان المسلم على نحو قاطع إلا أن تكون ردا للعدوان ودفاعا عن النفس، وكما نظم النص الدينى حق استخدام العنف قصاصا من المعصية والشر وأوكل هذه المهمة للدولة محددة للدولة أساسا راسخا للاستمرار ، يتمثل فى الحفاظ على العدل الذى يعنى بالنسبة للدولة تطبيق حكم القانون على الجميع دون أى من صور التمييز كى لا يصح الخروج على الدولة مباحا سداحا مداحا دون ضوابط تحميها من شرور الفتن وسوء التأويل الذى يمكن أن يجلب مفاسد أكبر تقود الى الفوضى والضياع. 

وبذلك نضمن توافق الشريعة ومقاصد العباد وانتفاء التناقض بين تعاليم الدين الصحيحة وأحكام القانون الدولي، وانعدام أى من صور القضاء بين إعمال الشريعة وإعمال العقل، لأن المهم فى التكليف الدينى فى كل صورة أن يخدم حق البشرية فى البقاء، وحق الإنسان فى أن يكون إنسانا، وحق كل إنسان فى المواطنة دون تمييز، وحق كل من يدب على كوكبنا الأرضى فى أن يتمتع بالأمن والسلام ابتداء من الشجرة الطيبة التى يحرم الاسلام اقتلاعها الى الآخر الذى يشاركك حق الحياة والوجود على كوكبنا الأرضى وماله حق التعايش والعيش المشترك..، وما يحدث على الأفراد يحدث على الشعوب والأمم التى من واجبها طبقا للنص الدينى أن تتعارف وتتواصل وتتبادل المعارف والمصالح، لأنه ليس صحيحا أن العالم ينقسم الى دار كفر ودار إيمان تستعر الحرب بينهما الى يوم الدين!. هذه حماقة كبري، وانما هناك مجتمع إنسانى تداخلت علاقاته وتشابكت مصالحه وسقطت عنه موانع الاتصال وحواجز الجغرافيا ليصبح مجرد قرية صغيرة يحكمها المصير المشترك. 

GMT 07:32 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

هذه المعارك التافهه!

GMT 07:29 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

المنطقة المأزومة

GMT 07:28 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شريط الأخبار

GMT 07:44 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ترويع الآمنين ليس جهاداً

GMT 07:43 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين ترفع رئيسها إلى مستوى ماو !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دار للكفر ودار للإيمان دار للكفر ودار للإيمان



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon